الأول متبوعا بسرطان عنق الرحم : أكتوبر شهر للتحسيس بسرطان الثدي الذي يصيب سيدة من بين 8 ويتسبب في وفاة مريضة من بين 14

يفارق الحياة شخص واحد من بين ستة أشخاص عبر العالم بسبب السرطان، وتشير آخر المعطيات العالمية المرتبطة بهذا الداء الفتاك إلى تسجيل 18.1 مليون حالة إصابة جديدة، و9.6 مليون حالة وفاة الناجمة عن أحد أنواعه. وتعدّ السرطانات السبب الثاني في الوفيات في المغرب بعد أمراض القلب والشرايين بنسبة 13.4 في المائة، ويحتل سرطان الثدي عند المرأة المركز الأول في عدد الإصابات، لكونه يطال واحدة من بين 8 نساء ويؤدي إلى وفاة مريضة من كل أربع عشرة مصابة بالداء، متبوعا بسرطان عنق الرحم، بحيث يشكّلان معا نسبة 50 في المئة من أنواع السرطانات التي تصاب بها النساء.
وتشير الأرقام المتوفرة إلى أنه يتم تسجيل كل سنة حوالي 115 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة، مع ما يعني ذلك من أعباء صحية، عضوية ونفسية، وتبعات اقتصادية واجتماعية متعددة الأبعاد، بالرغم من الجهود المبذولة في هذا الصدد، خاصة تلك التي تقوم بها مؤسسة للاسلمى للوقاية وعلاج السرطان، التي رسمت أفقا جديدا للأمل بالنسبة لعدد كبير من المريضات. ويعتبر شهر أكتوبر موعدا سنويا للتواصل حول سرطان الثدي عند النساء، حيث يتم إطلاق لقب «أكتوبر الوردي» عليه، لارتباطه بهذا المرض أكثر، ويتم خلاله القيام بمبادرات وحملات مستمرة للتحسيس والتوعية والحث على الملاحظة الدقيقة لأي تغير في ثدي المرأة، وعلى الاستفادة من الفحوصات المبكّرة، تلافيا لأية مضاعفات قد تنتج عن الإصابة بهذا الداء في غفلة من المريضة. ويؤكد المختصون على أن عملية الفحص المبكر تكون عادة انطلاقا من 45 سنة، لكن في بعض العائلات التي يكون حضور سرطان الثدي فيها مألوفا، أي أنه سبق وأن أصاب نساء أخريات من نفس الأسرة، فإنه يتعين القيام بالفحص في سن 30 سنة، لأن الإصابة العائلية المتعددة تعتبر مؤشرا على أنه من الممكن أن تكون هناك اختلالات في الجينات التي تكون متوارثة.
ويؤكد الخبراء أن الإصابة بالسرطان بشكل عام، تنتج عن عوامل مختلفة ومتكاملة فليس هناك سبب واحد مسؤول عن ذلك، علما بأن العلماء قد تمكنوا من تحديد عدة أسباب تساهم بشكل كبير في ظهور خلايا سرطانية، من قبيل تدخين التبغ والتلوث التي هي تعد أمثلة للعوامل المسرطنة التي قد تسبب إصابة بعض الأشخاص بمرض السرطان، بالإضافة إلى تناول الأطعمة غير الصحية، البدانة، الاستعداد الوراثي/الجيني، التعرض غير الآمن للمواد الملوثة أو للنشاط الإشعاعي، فضلا عن التعرض لفترة طويلة لأشعة الشمس المباشرة دون وقاية الذي يعتبر أحد عوامل الخطورة للإصابة بسرطان الجلد.
وجدير بالذكر أن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية كانت قد أكدت في تقرير لها، أن عدد المغاربة المصابين بأمراض السرطان المختلفة يقدّر بحوالي 52 ألفا و783 مريضا، بمعدل 139.6 حالة إصابة لكل 100 ألف نسمة، ليحتل المغرب بذلك المرتبة 145 عالميا على مستوى عدد الإصابات بهذا الداء الذي يواصل الفتك بضحاياه، رغم تقدم الأشكال العلاجية المختلفة والمتطورة. وتصدّر سرطان الثدي قائمة الإصابات السرطانية الأكثر انتشارا في المغرب، بتسجيل 10 آلاف و 136 حالة إصابة في صفوف النساء، متبوعا بسرطان الرئة الذي طال أجسام 6 آلاف و 488 مريضا، ثم سرطان القولون الذي سجّل إصابة 4118 مصابا، فالبروستات الذي سجّل إصابة 3990 مريضا، ثم سرطان عنق الرحم عند النساء الذي طال 3388 مريضة، في حين سجّلت أرقام أخرى كما هو الشأن بالنسبة لسرطان الغدة الدرقية الذي بات هو أيضا يعرف حضورا في المشهد الصحي المغربي، إذ أكدت أرقام التقرير الأممي المذكور، أن عدد المواطنين المغاربة الذين أصيبوا به بلغ 2214 مريضا ومريضة، إلى جانب سرطان الجهاز الهضمي الذي كان عرضة له هو الآخر 1761 مغربيا ومغربية.


الكاتب : و. مبارك

  

بتاريخ : 29/09/2020