الإئتلاف الحكومي يتجاهل معاناة 300 أسرة مع «غزو» الواد الحار في درب السلطان

الشركة متعددة الخدمات تقوم بتدخلات شكلية عوض معالجة المشكل بصفة جذرية ونهائية

 

 

يبدو أن حزب الأصالة والمعاصرة من خلال رئيس مقاطعة مرس السلطان وبرلماني الدائرة التشريعية الفداء مرس السلطان محمد بنجلون التويمي، ومعه نبيلة الرميلي رئيسة جماعة الدارالبيضاء المنتمية لحزب التجمع الوطني للأحرار، وهما معا حليفان في التسيير الحكومي والجماعي، غير معنيين بمعاناة أكثر من 300 أسرة مع أزمة المياه العادمة التي كشفت عنها الأمطار الأخيرة التي عرفتها بلادنا، وضمنها الزخات التي تهاطلت على تراب العاصمة الاقتصادية، والتي كشفت عن عيوب خطيرة في قنوات الصرف الصحي المتواجدة بزنقة الزهور المتواجدة بحي لاجيروند التي تربط طريق أولاد زيان بمحج محمد السادس.
قنوات بسبب تدفق مياهها العادمة خارج مسارها «الطبيعي» عادت لتقتحم الممتلكات الخاصة للساكنة، مما فرض إغلاق المرافق الصحية لمسجد التوبة المتواجد في نفس الزقاق، الأمر الذي تسبب في حرمان المصلين من الوضوء. ولم تقف المعاناة عند هذا الحد بل غزت مياه «الواد الحار» على امتداد أسبوعين وإلى غاية كتابة هذه الأسطر مرافق إحدى الإقامات المكونة من ثلاث عمارات والتي تضم 60 شقة، وتسربت إلى المرآب تحت أرضي الأول والثاني، واقتحمت المصاعد، مهددة السكان بأوخم العواقب. ورغم العريضة الموقعة من طرف أكثر من 300 مواطن يمثلون عددا من الأسر بهذا الحي، الموجهة إلى مسيري الشأن المحلي بالمقاطعة والجماعة، فإن رئيس المقاطعة الذي صرّح في برنامج إذاعي خلال لقاء مع الإذاعة الجهوية للدارالبيضاء على أنه يخصص يوما للتعامل مع شكايات المواطنين التي يتم استقبالها والنظر فيها والاهتمام بها، لم ينتقل إلى مكان هذه الأزمة لا هو ولا أي نائب من نوابه ولا مسؤولي المصالح المعنية، باستثناء ممثلي السلطة المحلية، الذين حضروا يوما ثم غابوا دون تسجيل أي تدخل فعلي لحلّ هذا المشكل؟
وما يقال عن المنتخبين يهمّ الشركة متعددة الخدمات كذلك، التي ظلت أرقام هاتف مصلحة الشكايات بها تتوصل باتصالات سكان الإقامة، الذين كانوا ينتظرون لمدد طويلة من أجل تسجيل شكاية لكن غالبا ما كان الجواب هو الانتظار دون تحقيق ذلك، في حين كان مآل أخرى يتوقف عند تسليم الرقم المخصص لكل شكاية، دون أن يكون هناك أي تدخل ميداني فعال. ووجّه المتضررون الذين باتوا يفكرون في اللجوء إلى خوض مجموعة من الأشكال الاحتجاجية انتقادات لاذعة لمسيري الشأن المحلي وإلى مصالح الشركة التي تقوم بتدخلات، تم وصفها بمثابة ذر للرماد في العيون، والتي لا تتجاوز حدود شفط كميات من المياه العادمة من بعض «البالوعات»، التي سرعان ما تعود بقوة أكبر للتسرب بحكم عدم معالجة الخلل بشكل جذري.
وبحسب التسجيلات المصورة والصور، فإن الرصيف المحاذي للواجهة الأمامية للإقامة المذكورة بات يوميا عبارة عن «مستنقع» من المياه العادمة، التي يتواصل تسربها إلى داخل البناية، التي أضحت أسقف «الكراج» فيها عبارة عن «سماء ممطرة» بمحتويات «الواد الحار»، هذا في الوقت الذي يقوم السكان باستقدام مستخدمين «خاصين» في كل مرة طيلة هذه المدة لجمعها وتصريفها على نفقتهم الخاصة، مخافة وقوع ما لاتحمد عقباه، وهي الخطوات التي تبقى هي الأخرى «تقليدية» وبسيطة لا تفي بالغرض المطلوب.
وفي الوقت الذي غاب فيه المنتخبون، باختلاف المواقع، عن مكان هذه الأزمة تاركين المتضررين لوحدهم، فضّل المعنيون بالمقابل حضور حفلات «دينية» ولقاءات افتتاحية وغيرها من «الأنشطة» التي عجّت المواقع الرسمية التابعة لها بها، كما هو الحال بالنسبة لصفحة مقاطعة مرس السلطان على «الفيسبوك»، التي تتقاسم صور بحمولات «إيمانية» في حين تجاهل مسيروها الرد على تعليقات المتضررين كما أغفل مسيرو الشأن المحلي بأن شهر رمضان الأبرك، هو شهر الإيمان والطهارة لكنهم تركوا عددا من المواطنين خلاله غارقين في «القذارة»!


الكاتب : n وحيد مبارك

  

بتاريخ : 21/03/2025