الإبراهيمي يؤكد تسجيل طفرة محلية ويدعو إلى المزيد من اليقظة للانتصار على الجائحة

 

المغرب يرصد السلالة البريطانية لفيروس كوفيد 19 في 7 من جهاته والطفرات الجديدة المسجلة لا تأثير لها وبائيا

 

أعلنت وزارة الصحة عن تسجيل إصابات بالمتغير البريطاني لفيروس كوفيد 19 في سبع جهات على امتداد الرقعة الجغرافية المغربية، مع تحديد حوالي 89 سلالة له، مبرزة أن هذه السلالة التي طالت 130 دولة ضمنها المغرب، تتميز بقدرتها على سرعة الانتشار بشكل أكبر مقارنة بالفيروس الأصلي الذي ظهر في ووهان، وذلك بنسبة تتراوح ما بين 30 و 70 في المئة.
وأكد الإئتلاف الوطني للمختبرات المكلفة بالمراقبة الجينومية أنه منذ بداية الجائحة الوبائية انتشرت عدة آلاف من المتغيرات المرتبطة بفيروس كوفيد 19، الأمر الذي سيتواصل ولن يتوقف، بالنظر إلى أن هذه العملية هي طبيعية في تاريخ الفيروسات، مبرزا أنه إلى جانب الكشف عن المتغير البريطاني يتم الكشف بانتظام عن طفرات جديدة تظل دون تأثير سريري أو وبائي، مشددا على أن هذه الديناميكية الفيروسية لوحظت في جميع أنحاء العالم.
ودعت وزارة الصحة المواطنين المغاربة إلى احترام التدابير الصحية الوقائية في مواجهة حركية المتغير البريطاني من أجل الحد من انتشار الفيروس في المجتمع، مؤكدة في نفس الوقت على أن الائتلاف الوطني للمراقبة الجينومية لفيروس كورونا سيواصل عمله في المراقبة والتتبع والإخبار بشأن التطور الجيني لسلالات الفيروس المنتشرة في بلادنا واحتمال وجود متغير محلي له تأثير على الصحة العامة.
من جهته، تقاسم البروفسور عزالدين إبراهيمي، عضو اللجنة العلمية لفيروس كوفيد 19 تدوينة، ساعات قبل صدور بلاغ وزارة الصحة في وقت متأخر من ليلة الأحد/الاثنين، طرح من خلالها جملة من الملاحظات وعلى رأسها السؤال الذي يشغل بال المواطنين بشأن التدابير التي يمكن اتخاذها ارتباطا بشهر الصيام، مشددا على أن النقاش لا يجب أن يرتبط بهذه اللحظة الزمنية بل أن يمتد إلى ما بعد شهر رمضان وكيفية الخروج من الأزمة الصحية التي تمر منها بلادنا، وأن يكون ذلك مبنيا على أسس علمية وتواصل ترغيبي يسمح بانخراط الجميع في استراتيجية واضحة المعالم للخروج من الأزمة.
وأكد مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط أن الحالة الجينومية لسلالات الفيروس المتواجدة بالمغرب تدعو لكثير من الحذر، مبرزا أن تحليل جينوم أول سلالة بريطانية دخلت المغرب شهر يناير مكّن من تتبع انتشارها، وبأنه على الرغم من صعوبة تحديد نسبة السلالات البريطانية بالضبط ، فكل المؤشرات توحي، حسب المتحدث، بتجاوزها لعتبة 15 في المئة وبداية انتشارها الأسي.  وأوضح البروفسور إبراهيمي أنه تم الوقوف على ظهور  25 طفرة مغربية، الأمر الذي اعتبره منطقيا لأن تكاثر الفيروس يؤدي حتما إلى ظهور طفرات محلية تنتج تلقائيا بوجود الظروف الجينية لتطورها، مضيفا في نفس السياق، أنه تبعا للموقع المرجعي لتحليل البيانات “جيزيد”، يمكن تصنيف السلالة التي ظهرت لأول مرة بورزازات كسلالة جينومية مغربية مئة في المئة  في انتظار تحديد خاصيتها البيولوجية، مشددا في نفس الوقت على أن هذه السلالة لم تكتشف إلا في منطقة واحدة وليس لها أي تأثير لا على انتشار الفيروس ولا على خطورة المرض بعد الإصابة ولا على المس بالاستجابة المناعية، مؤكدا أن كل السلالات التي نراها اليوم المنتشرة في المغرب وبنسب كبيرة، تنتمي إلى السلالة الكلاسيكية والسلالة البريطانية التي ستسود بالمغرب وتؤدي إلى اندثار كل السلالات الأخرى.
ونبّه الخبير الصحي إلى أن الوضع الصحي في بلادنا يعتبر شبه مستقر وبائيا لكنه مقلق جينوميا، وبأن المغرب لديه مسافة شهر زمنيا تفصل عما تعيشه أوربا اليوم من الناحية الوبائية الجينومية، مما يدعو إلى كثير من الحذر وقليل من المجازفة في هذه المرحلة المفصلية في مواجهة فيروس كوفيد 19، خاصة وأن الحملة التلقيحية لم تنته بعد. هذه الوضعية بحسب البروفيسور إبراهيمي فيها الكثير من الأمل خاصة إذا ما تم ترجمة ذلك إلى استراتيجية محكمة مبنية على الجرأة والاستباقية والبيانات قبل القرارات.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 06/04/2021