الإبراهيمي يكشف الإكراهات التي عطّلت وصول اللقاحات ضد كوفيد 19 إلى بلادنا

 

تستعد بلادنا لإطلاق حملة وطنية للتلقيح ضد فيروس كوفيد 19 في غياب تأكيد بخصوص الموعد الفعلي للشروع في هذه العملية، وهو ما خلق جملة من علامات الاستفهام في أوساط مهنيي الصحة أنفسهم وعموم المواطنات والمواطنين، الأمر الذي دفع البروفسور عزالدين إبراهيمي، عضو اللجنة الوطنية العلمية لكوفيد 19 ومدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بكلية الطب والصيدلة بالرباط  إلى تحرير تدوينة تقاسم من خلالها الهواجس التي لها صلة بالموضوع، مشيرا إلى أن التساؤل حول تأخر وصول اللقاحات يردده الجميع مع كثير من الشائعات، لافتا الانتباه إلى أن الأسئلة تُطرح كما لو أن «تأمين شراء ملايين الجرعات يعني مباشرة التوصل بها والشروع في التلقيح»؟
وأشاد البروفسور إبراهيمي بنجاح المغرب في تأمين الصفقات التجارية الخاصة بالتزود باللقاحات منذ مدة ووضع بلادنا لخطة للتلقيح الجماعي، مؤكدا أن تلك الإجراءات السيادية الوطنية تبقى مشروطة بالوضعية العالمية لتصنيع اللقاحات والمضاربات التجارية حولها، داعيا إلى ضرورة استحضار عدد من المعطيات ومن بينها أن القدرة التصنيعية للعالم محدودة، إذ أنه رغم تطوير اللقاحات في وقت قياسي، فلن تتمكن الشركات من صنع 10 ملايير جرعة مطلوبة للوصول إلى المناعة الجماعية، مبرزا أن ما سيزيد من ندرة ذلك كون الدول المطورة للقاحات اشترت جميع الجرعات، كما هو الحال بالنسبة لأمريكا و أوروبا باقتناء كل منهما لـ 800 مليون جرعة.
وأوضح مدير مختبر البيوتكنولوجيا الطبية بالرباط، أن كل اللقاحات والمواد الأولية للأدوية وما يخصّ تصنيعها، تسيطر عليها دولتان هما الهند و الصين، لهذا يجب القبول بأنه «لن نتمكن من أي تلقيح قبل أن تقوم به هذه الدول»، مضيفا أن كل الدول غير المصنعة والمطورة للقاحات تمكنت من شرائها من خلال مضاربات تجارية كبيرة، كما هو الشأن بالنسبة لدول اشترت اللقاحات بثلاث إلى خمس مرات قيمة ثمنها منذ شهر يونيو، بل أن هناك دولة اقتنت جرعات بأكثر 5 مرات مما تحتاجه.
ودعا إبراهيمي، في تدوينته، إلى تعزيز الثقة بمدبري الشأن العمومي وتثمين ما تم القيام به إلى غاية اليوم، والنظر بعين الرضا إلى الخطط الإستباقية التي تم وضعها والتي ستثبت، حسب قوله،  فعاليتها  كما أثبتت ذلك سابقا، مشددا على أن الظرفية الحالية تقتضي المساهمة الإيجابية بعيدا عن البحث عن المسؤوليات وفرز المسؤولين عن أي تقصير، وفقا لتدوينته، داعيا إلى المساهمة الجماعية من أجل مغرب باستقلالية علمية تمكنه من تطوير اللقاحات وقدراته التصنيعية لها مستقبلا.


الكاتب :  وحيد مبارك

  

بتاريخ : 13/01/2021