لم تكن ساكنة منطقة حي جميلة 7 بمقاطعة سباتة بمدينة الدارالبيضاء، تعتقد أن الزحف الإسمنتي سيطال كل فضاء أخضر، سواء أكانت مساحته كبيرة أو صغيرة، وبأن متنفسا بيئيا بالمنطقة ، بالرغم من محدوديته «الجغرافية» سيتم «تحجيره» من طرف القائمين على تدبير الشأن المحلي، في ظل صمت السلطات المحلية، حيث تجاهل الجميع حقا دستوريا، يعتبر أحد الحقوق الأساسية إلى جانب أخرى، والمتمثل في العيش وسط بيئة نقية وسليمة.
سكان جميلة 7 وتحديدا بالزنقة 25 و 26، كانوا يتوقعون أن يحدث كل شيء غير معتاد ومألوف في حيهم، وأن يتم تحويله عنوة إلى فضاء غير سكني، تغزوه الشاحنات و «التريبورتورات» لنقل السلع والبضائع، وغيرها من الممارسات «المستقدمة» وغير المعتادة هناك، إلا أن يتم الإجهاز على مساحة خضراء تشكل المتنفس والملاذ الوحيد، وفقا لتصريحات عدد من المتضررين لـ «الاتحاد الاشتراكي»، الذين شددوا على أن المعاول وآليات الحفر قامت باجتثاث كل ما يرمز للبيئة والخضرة وعوضته بالإسفلت، وأعدمت عناوين الحياة في الحي مقابل تقريب الضرر بكل تلاوينه من الساكنة، سواء كان تلوثا صناعيا أو سمعيا أو بصريا؟
وانتقد السكان المتضررون السيناريو الذي يتم الإعداد له، ضدا على إرادة قاطني الحي، الذين أصبحوا «رهائن» في محلات سكناهم، وهم الذين ظلوا يتعايشون بكل صبر مع جملة من الممارسات السلبية والسلوكات الخادشة، ولم يحتجوا يوما ضدها، إلى أن استفاقوا على مشهد تخريب فضاء باتجاه واحد، لطالما شكّل نقطة ضوء يتم السعي اليوم لإطفائها وتحويل نورها إلى عتمة، مع كل ما يعنيه ذلك من تداعيات متعددة الأوجه.
الإجهاز على فضاءات خضراء باسباتة يغضب ساكنة حي جميلة
الكاتب : وحيد مبارك
بتاريخ : 02/02/2021