الاتحاد العربي للمحاربين القدماء يؤكد أن حماية الوحدة الترابية للبلدان المغاربية ضرورة حتمية لبناء اتحاد المغرب العربي

مصطفى الكثيري: أشغال الجمعية العمومية شكلت مناسبة لتقديم حصيلة منجزات قطاع المقاومة وجيش التحرير بالمغرب

 

أكدت الجمعية العمومية ومجلس إدارة الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب، أول أمس الخميس ببيروت، أن احترام وحماية الوحدة الترابية للبلدان المغاربية، ضرورة حتمية لبناء اتحاد المغرب العربي القوي والمتين.
وشددت في قرار اعتمدته، بالإجماع، في ختام أشغال دورتها ال28، بناء على مقترح قدمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، على أن “احترام وحماية الوحدة الترابية للبلدان المغاربية يشكل ضرورة حتمية لبناء اتحاد المغرب العربي القوي والمتين وطنيا لمواجهة كافة التحديات المحدقة بالسيادة الوطنية للأقطار المغاربية”.
كما ناشدت الجمعية، جميع الأطراف المعنية بنبذ كافة الخلافات والصراعات وحل كافة المشاكل عبر تبني الحوار والثقة والتضامن وحسن الجوار.
وقال المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، إن أشغال الجمعية العمومية شكلت مناسبة لتقديم حصيلة منجزات قطاع المقاومة وجيش التحرير بالمغرب من خلال العديد من الأوراش المفتوحة، ومنها ورش التشغيل الذاتي والمقاولاتي الهادف إلى تيسير الإدماج الاقتصادي والاجتماعي لشباب المقاومة وجيش التحرير عبر إحداث مشاريع ذاتية صغرى ومتوسطة.
وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش اشغال هذا اللقاء، أن من بين الأوراش التي استأثرت باهتمام المشاركين، تلك المتعلقة بتجربة المغرب في مجال التغطية الصحية والتأمين الصحي الإجباري والتي حققت إنجازات لفائدة ما مجموعه 44 ألفا من مجموع المقاومين وأعضاء جيش التحرير وزوجاتهم وذوي حقوق المتوفين منهم.
وتابع الكثيري، أن اللقاء شكل فرصة ايضا لاستعراض تجربة المغرب في مجال الذاكرة التاريخية الوطنية والمشتركة والتي حققت فيه المندوبية السامية الكثير من المنجزات، سواء من خلال تنظيم الندوات والمناظرات واللقاءات العلمية والفكرية التي تهم الذاكرة التاريخية، أو من خلال الشبكة الوطنية لفضاءات الذاكرة الوطنية للمقاومة والتحرير والذي وصل الى 90 فضاء بمختلف ربوع المملكة لتلقين منظومة القيم الوطنية للأجيال الصاعدة، مبرزا أن حصيلة هذه الأوراش استحسنتها مختلف الوفود المشاركة كتجربة رائدة يحتذى بها .
ووافقت الجمعية أيضا، على عدد من المقترحات التي قدمها المغرب، من قبيل تحصين الشباب العربي من ظواهر الاستيلاب والاستغراب والتطرف الفكري بالعالم العربي، والتعاون والشراكة بين المؤسسات والمنظمات الأعضاء في الاتحاد العربي للمحاربين القدامى وضحايا الحرب للرقي بالأوضاع المادية والاجتماعية والصحية والمعنوية والتشريعية لقدماء المقاومين والمحاربين وضحايا الحرب، وتلقين دروس وعبر وقيم الذاكرة التاريخية العربية المشتركة المتعلقة بالكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال للناشئة والأجيال الصاعدة بالوطن العربي.
وتهم هذه القرارات كذلك الدعوة إلى إحداث لجنة بالأمانة العامة لتتبع مآل القرارات والتوصيات الصادرة عن الجمعية العمومية ودعم تفعيلها وأجرأتها بالاتحاد العربي للمحاربين القدامى بتعاون وتنسيق مع المؤسسات وضحايا الحرب والمنظمات الأعضاء، وكذا تأمين وضمان مقاربة وتدبير سليمين لظاهرة الهجرة بالوطن العربي.
كما همت ضرورة حماية الطابع الحضاري للمدن العربية العتيقة، واعتماد مقاربة التشغيل الذاتي والعمل المقاولاتي للإدماج الاقتصادي والاجتماعي لأبناء الشهداء وقدماء المقاومين وقدماء المحاربين وضحايا الحرب بالوطن العربي.
وصادقت الجمعية العمومية للاتحاد العربي للمحاربين القدماء أيضا على قرارات أخرى تلامس القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والأمنية بعدد من دول العالم العربي.
وكان الكثيري، بصفته رئيسا بالنيابة للفدرالية العالمية لقدماء المحاربين، قد تلا خلال هذه الدورة النداء الموجه للفدرالية بخصوص اتخاذ موقف داعم ومؤيد للسلم والاستقرار وضامن لحق الشعب الفلسطيني في الوجود والحياة الحرة والكريمة وفق القانون الدولي والشرعية الدولية.
يذكر أن أشغال هذه الدورة، التي تنعقد لأول مرة في لبنان، استضافتها “رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية”. ويهدف الاتحاد العربي للمحاربين القدماء وضحايا الحرب المنضوي تحت لواء الجامعة العربية بصفة استشارية، والذي تأسس في 22 فبراير 1960 ويتخذ من القاهرة مقر له، إلى تأمين حياة حرة كريمة لكل قدماء المقاومين والمحاربين وأسر الشهداء وضحايا الحرب بالعالم العربي، وتحسين أوضاعهم الاجتماعية والصحية والمادية والمعنوية وصيانة الذاكرة التاريخية الوطنية منها والمشتركة.
ويضم الاتحاد 23 مؤسسة ومنظمة تمثل 18 دولة عربية.


بتاريخ : 21/09/2019