الاجتماع الوزاري الخامس لمسلسل الدول الإفريقية الأطلسية يؤكد التزام البلدان الأعضاء بمواصلة تنفيذ الشراكة وتعزيز السلام والاستقرار والازدهار

بوريطة : جلالة الملك يعتبر إفريقيا الأطلسية قطبا جيو – استراتيجيا ورافعة للابتكار والصمود

اختتمت أشغال الاجتماع الوزاري الخامس لمسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، اليوم الخميس، باعتماد إعلان برايا، الذي جدد تأكيد التزام البلدان الأعضاء في هذا الفضاء بمواصلة تنفيذ الشراكة الإفريقية الأطلسية والتشاور من أجل تعزيز السلام والاستقرار والازدهار المشترك في المنطقة.
ونوه الوزراء المشاركون في هذا الاجتماع، بانعقاد اجتماع رؤساء برلمانات الدول الأعضاء بمسلسل الدول الإفريقية الأطلسية خلال فبراير الماضي.
وأكد الإعلان أن رؤساء البرلمانات أعربوا خلال لقائهم عن إرادتهم السياسية لتعزيز مسلسل التعاون الإفريقي الأطلسي.
ونوه الوزراء، من جهتهم، بانعقاد المؤتمر الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بتعاون مع مكتب برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، يومي 9 و10 يناير الماضي بالرباط، حول الإرهاب والأمن البحري على طول السواحل الأطلسية الإفريقية.
وأشار البيان الختامي إلى أن هذا المؤتمر، الذي ركز على التكنولوجيات الناشئة الجديدة، «سمح بتبادل الخبرات بين دول شراكتنا وكذلك مع الجهات الفاعلة الوطنية والدولية الأخرى».
وأكد الوزراء أنهم أخذوا علما بتقرير تنفيذ مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية الذي يحدد الإجراءات المتخذة لتنفيذ الشراكة ويقدم توصيات متعلقة بالتنزيل، والتي تم تضمينها في هذا الإعلان الوزاري.
وتمت مناقشة التقرير من قبل نقاط الاتصال بالدول الأعضاء، خلال اجتماعهم عن بعد الذي عقد يوم 24 أبريل الماضي.
وأضاف المصدر ذاته أن الوزراء أخذوا علما بتوصيات تقرير التنفيذ بشأن تنظيم الاجتماعات القطاعية من خلال إشراك مختلف القطاعات الوزارية للدول الأعضاء، على غرار اجتماع وزراء العدل، بهدف تسريع تنفيذ مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، معتبرا أن هذه الاجتماعات القطاعية تضطلع بدور حاسم في تعزيز تنفيذ المسلسل.
ويتعلق الأمر كذلك بتشجيع الدول الأعضاء على خلق آليات وطنية للتنسيق، بهدف القيام بعمل منسق على مستوى التنفيذ داخل دول المسلسل وفيما بينها، وإدماج إجراءات تتعلق بتربية الأحياء المائية في خطط العمل، نظرا لمؤهلات هذا القطاع في المساهمة في الأمن الغذائي وخلق فرص الشغل في دول المسلسل.
كما دعا الإعلان إلى تتبع هذه التوصيات في الاجتماع الوزاري المقبل.
يذكر أن مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية يجمع البلدان الإفريقية المطلة على المحيط الأطلسي بهدف تعزيز التعاون الإقليمي والتنمية المستدامة.
ومن المقرر أن الاجتماع الوزاري المقبل لمسلسل الدول الإفريقية الأطلسية في شتنبر المقبل بنيويورك، وفقا للبيان الختامي.
وتعد مبادرة إنشاء مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية تكريسا لرؤية جلالة الملك محمد السادس التي تروم جعل الفضاء الإفريقي الأطلسي منطقة سلم واستقرار وازدهار مشترك. ويأتي اجتماع برايا في أعقاب الاجتماعات الوزارية التي عقدت في 2022 و2023 و2024.
ومنذ إحداثه، قطع مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية مراحل مهمة من أجل تعزيز ترسيخه المؤسساتي والعملياتي. ومن بين أوجه التقدم الملحوظة إنشاء أمانة عامة مقرها بالرباط، وإحداث ثلاث مجموعات موضوعاتية واعتماد برنامج عمل مشترك.
وفي خضم هذه الزخم من التعبئة، يأتي اجتماع برايا ليشكل خطوة حاسمة في تنفيذ الاستراتيجيات المشتركة بين الدول الإفريقية الأطلسية، وبالتالي تعزيز دورها في الحكامة العالمية والإقليمية للمحيط الأطلسي.
وفي هذا الإطار، أشاد وزراء شؤون خارجية عدد من البلدان بمسلسل الدول الإفريقية الأطلسية، بالدعم الثابت للمملكة المغربية وريادتها من أجل التجسيد الفعلي لهذا المسلسل وتوطيد هذا الفضاء للتنسيق والتعاون.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، أكد في كلمة وجهها، إلى الاجتماع ، أن جلالة الملك محمد السادس، يعتبر أن الفضاء الإفريقي الأطلسي لا يمكن أن يحتل مكانة هامشية في العالم، فهو قطب جيو – استراتيجي، وصلة وصل دينامية بين القارات، ورافعة للابتكار والصمود .
وأكد بوريطة أيضا، أن الشراكة الإفريقية الأطلسية لا تقتصر على كونها أداة استراتيجية فقط، بل تعد أيضا عملية سياسية واقتصادية وبشرية، مسجلا أن هذه الشراكة تحمل في طياتها الطموح إلى قارة إفريقية لا تذعن لتقلبات التاريخ، بل تختار وجهتها وترسم مسارها، بتبصر وثقة وتضامن، مجددا التأكيد على عزم المملكة المغربية التام الارتقاء بهذه الدينامية، وضمان استمراريتها، وتعزيز نطاقها.
وأشاد الوزير بالدينامية والانسجام والثبات والإرادة الجماعية التي تعبر عنها بلدان مسلسل الدول الإفريقية الأطلسية من أجل انخراط الفضاء الإفريقي الأطلسي ضمن سيرورة للعمل، والتضامن، والازدهار المشترك، مبرزا أن «الفضاء الإفريقي الأطلسي ليس حيزا جغرافيا فحسب، بل أضحى واقعا استراتيجيا قائما بذاته وقادرا على تولي زمام أموره». وشدد على أن هذا «الواقع ينبع من قناعة مشتركة بأن مستقبلنا سيكون أكثر أمنا، وازدهارا واستدامة إذا قمنا ببنائه معا».
وفي هذا الصدد، قال بوريطة إن المبادرة الملكية أثمرت شراكة إفريقية غير مسبوقة، تجسد جوهر المسؤولية المشتركة، مضيفا أنها أرست أسس نموذج جديد للتعاون، يتسم في الآن ذاته بالمقاربة العملية والطموح في تحقيق غاياته، المتمثلة في التنمية المستدامة، والأمن البحري، وحماية البيئة، ومكافحة التهديدات العابرة للحدود الوطنية.


بتاريخ : 10/05/2025