تسارع ثلة من السينيفيليين من مختلف الأعمار إلى حديقة المعهد الفرنسي بالدارالبيضاء، ليلة الثلاثاء 11 يونيو الماضي، لمشاهدة فيلم»البحث عن زوج امرأتي» لعبد الرحمان التازي، بحضور هذا الأخير.
العرض الذي نظم من طرف المعهد الفرنسي، يدخل في إطار الرنامج الثقافي لهذا الموسم والذي اختارت الإدارة أن يكون بالهواء الطلق. وقد استهل النشاط بمجموعة من الأسئلة حول تيمة السينما قبل بدأ البث، أجاب عنها الحاضرون الذين تكتلوا في فرق صغيرة سعت كل واحدة منها لكسب النقط، من أجل الحصول على الجائزة التي تمثلت في ورقة دخول مجانية لعرض اليوم الموالي. هاته الأجواء التنافسية سمحت بنشر نوع من الانسجام بين الحاضرين الذين كان أغلبهم شبابا، وهذا بدون شك ما كان يسعى إليه المنظمون، لتسهيل إرساء ثقافة السينما بين رواد مؤسستها.
تعالت الضحكات خاصة مع ظهور البشير سكيرج بحركاته المتميزة، ومعها تعاليق الحاضرين، التي تهاطلت من كل جانب وفي كل مرة، تظهر المشاهد ديكورات أو مناطق أو سيارات …التي تعكس الفترة الزمنية التي صور فيها الفيلم، أو خلال تبادل الحوار بين الممثلين الذين كانوا نجوما منذ تلك الفترة من أمثال أمينة رشيد ونعيمة المشرقي ومنى فتو وأيضا الراحلون منهم من أمثال عبد الرحيم بركاش والطيب لعلج ومحمد سعيد عفيفي..أوحين ترديد بعض المصطلحات المتداولة في الأوساط المغربية آنذاك.
لم يفت المنظمون أثناء تقديم هاته التظاهرة، أن يؤكدوا على أنهم في برمجتهم لأنشطة مواسمهم الثقافية، يسعون إلى نشر ثقافة السينما ويستهدفون الشباب والراشدين بحيث حددوا أيام الثلاثاء والخميس وكذا الأحد صباحا كموعد أسبوعي لعرض أفلام مختلفة، وذلك طيلة السنة.
كما كان الحفل السينمائي مناسبة لتقديم نبذة عن المسار المهني علبد الرحمان التازي وأعماله، حيث خطى هذا الأخير خطواته الأولى في هذا العالم خلال الستينيات من القرن الماضي بعد حصوله على شهادة من معهد الدراسات السينمائية، التي عززها سنوات بعد ذلك ب»ماستر» في التواصل الجماهيري من جامعة أمريكية.
وقد أسعده الحظ بأن اشتغل مع كبار الشخصيات، حيث عمل بالمغرب رفقة السوسيولوجي بول باسكون، وكان مستشارا فنيا وتقنيا ل»جون هيوستن» أثناء تصوير فيلم»الرجل الذي سيصبح ملك»، وعمل ككاميرامان في فيلم للمخرج الأمريكي»جون فرانكمهيمر»، وكذا كمساعد مخرج في فيلم «قصة الجانب الغربي» لمخرجه «روبير وايز» ومدير إنتاج في فيلم «الجواد الأسود»من إخراج «فرانسيس فورد كوبولا»، قبل أن يشغل منصب مدير الإنتاج بالقناة الثانية. ولديه أعمال متعددة ما بين أفلام طويلة ووثائقية من بينها فيلم «الرحلة الكبرى»( 1981)، باديس (1988)، فيلم»البحث عن زوج امرأتي» ( 1994)، ثم»جارات أبي موسى» (2003)، و يستعد حاليا لتصوير فيلم تلفزي بوليسي سيعرض قريبا على القناة الثانية، كما سيشرع في تصوير فيلم حول الكاتبة وعالمة الإجتماع النسوية، الراحلة فاطمة المرنيسي.
من جهته، فإن المخرج عبر عن فرحته، خلال تصريح خص به الجريدة، بهذا العرض الذي يحتفي بفيلمه الذي يبلغ من العمر 25 سنة، خاصة أمام جمهورعريض، أغلبيتهم من الشباب، ربما لم يتعد سنهم عمر الفيلم، منهم من يشاهد الفيلم لأول مرة. وقال مجيبا عن سؤالنا بأنه اكتشف بأن فيلمه لم «تظهرعليه التجاعيد»، معترفا بأنه كان لديه هذا الهاجس قبل ذلك، واسترسل قائلا بأن تواجد الشباب بكثرة يعني بأنه مهتم بالسينما، بالرغم من تراجع عدد الأندية السينمائية التي كانت تحبل بها المؤسسات التعليمية، ذات زمان، وغيرها من المرافق التي كانت تتوجه للشباب، ورجح أن يكون هذا الاهتمام بفضل، كذلك، إدارة المعهد الفرنسي التي تتقن اختيار الجمهور، موظفة ما اكتسبته من مصداقية. واسترسل في تحليله مبرزا أن هذا الاهتمام من طرف الشباب لابد أن يتم تحسين استتثماره، وقال بأنه غير مفاجئ من ذلك لأن الجمهور الحالي يحتاج إلى الأعمال الراقية، وإلى السينما الحاملة للأفكار.