افتتحت صباح أول الخميس 10 ماي الجاري فعاليات الدورة 56 من مهرجان الورود بقلعة مكونة، الذي أخذ هذه السنة اسما آخر وهو «ملتقى الورد العطري الدولي بقلعة مكونة»، الذي ينظم، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس لأول مرة في تاريخ هاته التظاهرة، التي تعد الأقدم في المغرب، بعد مهرجان «حب الملوك» بإقليم صفرو.
حفل افتتاح الدورة هاته عرف حضور العديد من الفعاليات الرسمية من مختلف الإدارات المحلية والإقليمية والوطينة، وكذا العديد من الفاعلين في المجال الفلاحي – الزراعي، والعطري منه على الخصوص، حيث تم، بالمناسبة، توقيع مجموعة من الاتفاقيات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي التجاري والتعليمي والصحي.. أمام ضيوف المهرجان بين القطاعات المعنية للنهوض بالمنطقة وساكنتها على مختلف الأصعدة، و خاصة ما ارتبط منها بالقطاع المعني، الذي، يسجل سنة بعد أخرى، تطورا ملموسا سواء في نوعيات العطريات، أو في تعاطي شباب المنطقة مع هاته الزراعة التي، تجسد إحدى «هويات» منطقة قلعة مكونة، و هي الزراعة، التي أضحت يوما بعد يوما تستقطب اهتمام شباب الإقليم من ذوي الشواهد العليا باعتبار أن ورود مكونة، تعد من بين أحسن وأجود الأنواع العطرية «الوردية» على المستوى الدولي، وتحتل المركز الثالث عالميا من حيث كثافة الإنتاج بعد كل من دولتي بلغاريا وتركيا..، حسب ما تم التصريح من قبل المنظمين، وهو الأمر الذي اعتبره المسؤولون والمشرفون على هذا القطاع بالإقليم شيئا مبشرا، في الحفاظ على هاته المكانة التي تحتلها قلعة مكونة في هذا الجانب، بل وتنميته وتطويره على أسس علمية متينة، بل ذهب البعض منه في كلماته الافتتاحية نحو السعي لتصنيف المهرجان كتراث إنساني عالمي من قبل اليونيسكو في السنوات المقبلة، خصوصا أن سمة الدولية اخذت تطبع مسيرته الآن بحضور العديد من وسائل الإعلامية الدولية من قبيل القنوات الفرنسية، الصينية، المصرية، البحرينية وغيرها، التي تتابع باهتمام كبير فعاليات الملتقى.
من أهم الفقرات التي طبعت حفل افتتاح الدورة 56، وآثارت انتباه وتفاعل المهرجانيين، وخاصة السياح الأجانب، التي كانت أعدادهم جد ملحوظة..، التنشيط الفني الموسيقي، الذي كان لافتا بامتياز، إذ كانت وراءه العديد من الفرق الفلكلورية من الأقليم والجهة من قبيل فرق أحواش، أحيدوس، الكدرة وغيرها ، بالإضافة إلى فرق الخيالة، التي أثثت فضاء الملتقي، الذي نصبت فيه قاعات عرض كبيرة، استغل بعضها لعرض منتوجات المنطقة من المواد العطرية والغذائية أو أروقة خدماتية لبعض المؤسسات الفلاحية والخدماتية والاقتصادية والاجتماعية.. ومواصلة لفعاليات الدورة، سجل الملتقى، بعد كلمات الافتتاح و توقيع اتفاقيات وشراكات وتوزيع الجوائز وشواهد الاستحقاق على الفائزين في المسابقات التي نظمتها الدورة قبل يوم الانطلاق، مسابقات «الفانتازيا» وأنشطة فلكلورية وسهرة فنية بعد زوال يوم أمس، وهي أنشطة استقطبت إليها أعدادا غفيرة من ساكنة المنطقة و رواد المهرجان ، خصوصا ما تعلق بالجانب الفني، حيث من المنتظر أن الأعداد قد تتكاثر، بعد برمجة الظاهرة الموسيقية، ابن المنطقة يونس البولماني صاحب الأغنية / الظاهرة «حتى لقيت لتبغيني عاد جايا تسولي فيا»، والذي من المنتظر يحتضنه فضاء العرض الفني مساء يومه السبت في سهرة ثانية، وأيضا تنظيم حفل اختيار ملكة جمال الملتقى العطري..
وموازاة مع هذه الأنشطة الفنية الموسيقية الكثيفة، تمت برمجة العديد من الانشطة الاجتماعية من قبيل عملية الختان الجماعي، وورشة حول العمل التعاوني: التحديات والآفاق ويوم تحسيسي حول تقنيات الانتاج وتثمين الورد العطري، بالإضافة إلى تنظيم مسابقة رياضية في نصف الماراطون للرجال والنساء، ودوري في كرة القدم في فئة الشبان و الكبار.
الاحتفال بورود قلعة مكونة يتحول من مهرجان إلى ملتقى الورد العطري الدولي في دورته 56
الكاتب : جمال الملحاني
بتاريخ : 12/05/2018