الاختلاف

بصريًا وجماليًا، ثمة متنفس في بعض المسلسلات تحقق بالخروج إلى الشوارع. هنا، تنفست الدراما في مدينة من الصعب الولوج إليها ببراءة، أو بالأحرى، بدون التماهي مع ناسها والتورط في أحداثها.
الأحداث دائرية، تطال الجميع في شوارع تشكّل جزءًا من شخصيتنا، ومحورًا رئيسيًا في هذه المسلسلات. هذا ما لمسناه في (ولاد الشمس)، إخراج شادي عبد السلام، الذي لا يزال مشرعًا على أفق واسع من الدراما، تغذيها طاقات تمثيلية كبيرة.
المهم أن هناك «لوكيشن» لافتًا، لعله الاختلاف الذي نحسه حين يطالعنا المخرج شاكر محمد خضير بتجربة مميزة في (إخواتي)، وهي تجربة تجمع أربع نجمات: نيللي كريم، روبي، كندة علوش، جيهان الشماشيرجي، أمام رجال ليسوا من نجوم الصف الأول، باستثناء أحمد حاتم ومحمد ممدوح. المسلسل يقدّم حالة شديدة الخصوصية بإيقاع سريع، نلتقطها في شقة بوسط البلد، وسط البلد التي شاهدناها بشكل مختلف في (80 باكو)، إخراج كوثر يونس، حيث تأخذنا المؤلفة غادة عبدالعال في رحلة لعالم صالونات الشعر والتجميل، على خلفية مجتمع يغلي ويفور بقصص بائسة كثيرة.
بؤس يختلف عن ذلك الذي تعيشه المطلقة الحائرة، التي سعت للعودة إلى زوجها من أجل ابنها الصغير، عبر إيجاد رجل يقوم بدور «المحلل». صورة درامية مختلفة رسمها تامر محسن، مؤلفًا ومخرجًا، بأسلوب غير مستهلك، يتلمس مشاعر إنسانية مختلطة، لا تتعلق فقط بقضية «المحلل الشرعي» التي تناولتها أعمال عدة سابقًا، بل هي مستلهمة من رومانسية مفقودة، تبدأ بالعنوان المأخوذ من أغنية فريد الأطرش، وتمتد إلى المد والجزر الذي تدور فيه شخصيات المسلسل بين واقع صعب وحنين إلى حب كما كان في أزمنة مضت.
هذا الماضي نتابع تفاصيله مع أحمد أمين في (النص)، إخراج حسام علي، حيث يقدم صورة منفردة من الماضي، وملتقطة في الحاضر، بانفعال كوميدي مبهج. بينما تتفجر الكوميديا بقوة في (أشغال شقة جدًا)، للمخرج خالد دياب، حيث ينسجم أبطاله الرئيسيون، وتتحقق الكوميديا «في المليان».
أفضل مسلسل: أشغال شقة جدًا
أفضل ممثل: أحمد أمين
أفضل ممثلة: انتصار


الكاتب : ناهد صلاح

  

بتاريخ : 14/03/2025