الافتتاح الرسمي اليوم الجمعة للألعاب الأولمبية باريس 2024

الرياضة المغربية تراهن على التتويج الأولمبي

 

 

تقام مراسم الافتتاح الرسمية لأولمبياد باريس 2024، يومه الجمعة، بحفل تراهن فرنسا على أن تبهر به العالم وتعد بافتتاح أسطوري.
حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس على نهر السين ،حسب تقارير إعلامية، سيكون غير مسبوق ومعقد وطموح، ويستمر لمدة 3 ساعات و45 دقيقة. ستغطيه الشركة السمعية والبصرية التابعة للجنة الأولمبية الدولية بأكبر إنتاج لها على الإطلاق.
و سيشمل العرض وفوداً من الرياضيين يمتدون لمسافة 6 كيلومترات على متن 85 قارباً، ويشارك فيه 3000 راقص وممثل يعرضون 12 لوحة فنية.
وستستخدم أكثر من 100 كاميرا، بما في ذلك الأنظمة الآلية والرافعات، وأكثر من 200 هاتف ذكي على القوارب لتقديم منظور فريد لمليار مشاهد.
يتضمن الإنتاج أيضاً ثماني طائرات بدون طيار وثلاث طائرات مروحية وأربعة قوارب ثابتة مزودة بكاميرات خاصة. ستتم إدارة البث من مركز بورجيه للمعارض شمالي باريس.
حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 سينطلق في حدود الساعة 7:30 مساء بالتوقيت المحلي الفرنسي. سيكون الحفل على ضفاف نهر السين، حيث سيشمل موكباً نهرياً بطول ستة كيلومترات ينتهي عند برج إيفل. ومن المتوقع حضور نحو 300000 شخص على ضفاف السين، بينما سيشاهده الملايين عبر شاشات التلفزيون حول العالم.
أمنيا، رفعت فرنسا التأهب الأمني لأعلى المستويات لأولمبياد باريس 2024.وسيتم نشر حوالي 45000 عنصر من قوات الأمن الفرنسية، إضافة إلى بضعة آلاف من القوات الأجنبية.
ويشارك المغرب في هذه الدورة الأولمبية،بسجل تاريخي دونه في الدورات الأولمبية منذ روما 1960، وبصم فيه على محطات مشرقة ظلت محفورة لسنوات طويلة في الذاكرة الرياضية الوطنية.
وتتطلع الرياضة الوطنية، وهي تخوض غمار الدورة 33 للألعاب بباريس (26 يوليوز – 11 غشت 2024)، إلى تحقيق أفضل مما حققته سابقا، بطموح يتجاوز الحرص على التمثيل المشرف إلى إعلاء راية المملكة خفاقة في سماء باريس.
ويشارك المغرب في الألعاب الأولمبية بباريس بوفد قوامه 60 رياضيا ورياضية، سيتبارون في 18 نوعا رياضيا، تتمثل في ألعاب القوى، والتجديف، والملاكمة، والبريك دانس، والكانوي كاياك، وسباق الدراجات، وكرة القدم، وركوب الأمواج، والتايكوندو، والرماية الرياضية، ورياضات الفروسية، والمصارعة، والمسايفة والكرة الطائرة الشاطئية والترياثلون والسكيت بورد والجيدو والغولف.
ولم ترق حصيلة الأبطال والبطلات المغاربة، خلال 15 دورة للألعاب الأولمبية، التي شاركت فيها الرياضة الوطنية إلى مستوى التطلعات، حيث أن نوعين فقط تمكنا من الصعود إلى منصة التتويج، وهما ألعاب القوى والملاكمة. فهاتان الرياضتان لوحدهما ظفرتا بـ 24 ميدالية، عادت 20 منها لألعاب القوى (7 ذهبيات و5 فضيات و8 برونزيات)، فيما ظفر القفاز الوطني بأربع ميداليات برونزية.
ومنح 21 رياضيا المملكة، الميداليات 24، ستة منهم فقط توجوا بالمعدن النفيس، وهم نوال المتوكل (400 م حواجز – لوس أنجلوس 1984)، سعيد عويطة (5000 م – لوس أنجلوس 1984)، إبراهيم بوطيب (10000 م – سيول 1988) خالد السكاح (10000 م – برشلونة 1992) هشام الكروج صاحب الثنائية التاريخية في الألعاب الأولمبية (1500م و 5000 م – أثينا 2004) وسفيان البقالي (3000 م موانع طوكيو 2021).
وشاركت المملكة في دورة روما بوفد قوامه 54 رياضيا ورياضية تباروا في مسابقات ألعاب القوى، وسباق الدراجات، والمسايفة، ورفع الأثقال، والزوارق الشراعية، والمصارعة، والجمباز، والرماية بأسلحة القنص، والملاكمة، والألعاب السباعية العصرية.
بيد أن هذه المشاركة تقلصت في دورة طوكيو 1964 إلى 26 رياضيا شاركوا في ثلاث أنواع فقط هي ألعاب القوى وكرة القدم ورفع الأثقال. وتلت طوكيو دورة مكسيكو 1968 بأربع رياضات تتمثل في ألعاب القوى والملاكمة والمصارعة وكرة السلة، فيما قاطع المنتخب الوطني لكرة القدم الدورة.
وسجل المغرب تواجده في دورة ميونيخ 1972، التي شهدت أول حضور للمرأة المغربية من خلال العداءتين فاطمة الفقير ومليكة حدقي، بخمسة أنواع رياضية وهي ألعاب القوى والملاكمة والمصارعة والجيدو وكرة القدم.
بعد مرور أربع وعشرين سنة على فضية عبد السلام الراضي، تنتشي الرياضة الوطنية بنكهة التتويج بإحراز العدائين نوال المتوكل وسعيد عويطة الذهب في دورة لوس أنجليس 1984، الأولى في سباق 400م حواجز، والثانية في سباق 5000 م، والذي ظل يحتفظ برقمه القياسي للألعاب حتى دورة بكين 2008، حيث حطمه الإثيوبي كنينيسا بيكيلي.
وشارك المغرب في دورة لوس أنجليس بأربعة أنواع هي ألعاب القوى، والملاكمة، وسباق الدراجات، وكرة القدم.
ومنذ دورة 1984، لم يغب المغرب عن منصة التتويج؛ ففي دورة سيول 1988 شارك المغرب بأربعة أنواع رياضية وهي ألعاب القوى والجيدو والمصارعة والملاكمة. وحالت الإصابة دون تحقيق العداء الأسطورة سعيد عويطة لحلمه في التتويج باللقب الأولمبي في مسافتي 800م و1500م واكتفى بنحاسية سباق 800م.
إلا أن إبراهيم بوطيب عوض الخسارة وانتزع عن جدارة ذهبية 10 آلاف متر، بل كاد أن يسجل رقما قياسيا عالميا جديدا للمسافة، علما بأنه ما زال يعد أصغر بطل أولمبي في هذا السباق إذ أن عمره وقتها كان 21 عاما و42 يوما.
وعزز أيقونة القفاز المغربي، عبد الحق عشيق (54 كلغ)، صاحب القبضة الحديدية الرصيد بميدالية نحاسية. وحافظ خالد السكاح على اللقب الأولمبي المغربي في سباق 10 آلاف متر في أولمبياد برشلونة 1992، فيما أحرز رشيد البصير فضية 1500م، ومحمد عشيق ميدالية نحاسية في الملاكمة، علما بأن المغرب شارك بخمسة أنواع وهي ألعاب القوى والمصارعة وكرة المضرب وكرة الطاولة وكرة القدم.
خاض المغرب بسبعة أنواع رياضية غمار دورة أتلانتا 1996، وهي ألعاب القوى والملاكمة وحمل الأثقال وكرة المضرب والجيدو والمصارعة والجمباز، حيث كانت نعيمة الغواتي (نادية كومانيتشي العرب)، ممثلة القارة الإفريقية الوحيدة.
وأبت أم الألعاب إلا أن تنقذ مرة أخرى ماء وجه الرياضة المغربية من خلال برونزيتي صالح حيسو في 10 آلاف متر وخالد بولامي في 5000م، بعدما كان حظ هشام الكروج عاثرا بعد سقطته الشهيرة قبل خط النهاية، وكان وقتها من أقوى المرشحين للظفر بذهبية 1500م.
وفي الدورة الموالية، وتحديدا بسيدني سنة 2000، التي شارك فيها المغرب بثمانية أنواع رياضية وهي ألعاب القوى وكرة القدم والزوارق الشراعية وكرة المضرب والتايكواندو والجيدو والسباحة وقوارب الكاياك، بلغت الغلة خمس ميداليات، فضية واحدة نالها الكروج في 1500م وأربع نحاسيات أحرزها كل من علي الزين ( 3000م موانع) وإبراهيم لحلافي (5000م) ونزهة بيدوان (400 م حواجز) والطاهر التمسماني في الملاكمة.
وفي دورة أثينا 2004، سجل هشام الكروج إنجازا تاريخيا بتتويجه المزدوج بطلا أولمبيا وبات ثاني عداء في التاريخ يفوز بذهبيتي 1500م و5000م في دورة واحدة بعد العداء الفنلندي الشهير بافو نورمي في دورة باريس 1924.
وتعزز رصيد المغرب بفضية سباق 800م التي أحرزتها حسناء بنحسي، لتصبح ثالث عداءة مغربية تصعد لمنصة التتويج بعد نوال المتوكل ونزهة بيدوان.
ولم تكن المشاركة المغربية في أولمبياد بكين 2008 في مستوى الطموحات، إذ كانت أم الألعاب مرة أخرى هي من حفظت ماء الوجه، بإحرازها ميداليتين، فضية جواد غريب في الماراطون، ونحاسية حسناء بنحسي في سباق 800م، علما بأن المغرب شارك في سبعة أنواع رياضية وبوفد ضم 48 رياضيا ورياضية.
وكانت أسوأ مشاركة مغربية في لندن 2012 .
ففي تلك الدورة، عادت ألعاب القوى لتنقد مشوار الرياضة المغربية بانتزاعها ميدالية برونزية وحيدة نالها العداء عبد العاطي إكيدير في سباق 1500م.
وكان الملاكمون السبعة الذين شاركوا في هذه الدورة، من بينهم ملاكمة واحدة تخوض هذه المنافسات للمرة الأولى، يطمحون إلى الحفاظ على مكتسبات رياضة الفن النبيل المغربية، التي تبقى ثاني رياضة أهدت المغرب ميداليات أولمبية، لكن الحظ لم يحالفهم في تحقيق إنجاز أفضل من برونزيات الشقيقين عبد الحق ومحمد عشيق في دورتي سيول 1988 وبرشلونة 1992 والطاهر التمسماني في دورة سيدني 2000.
ولم تكن كرة القدم الوطنية أفضل حالا من باقي الرياضات التي لم تعرف طريقها إلى منصة التتويج، حيث خرج المنتخب الأولمبي المغربي من الدور الأول للمسابقة، ليبقى أفضل إنجاز في سبع مشاركات هو بلوغ الدور الثاني في دورة ميونيخ 1972.
ولم تشكل رياضة التايكواندو الوطنية الاستثناء، إذ لم تشذ عن قاعدة الإخفاقات بخروج الأبطال الثلاثة وئام ديسلام سناء أتبرور وعصام الشرنوبي من الدور الأول لأوزانهم.
أما باقي الأنواع الرياضية، التي شاركت في الأولمبياد اللندني وهي الرماية وقوارب الكياكو المسايفة والجيدو والمصارعة وسباق الدراجات، فكانت مشاركتها فقط لاكتساب المزيد من التجربة.
ووقعت الرياضية الوطنية في دورة ريو دي جانيرو 2016، على ثاني أسوء مشاركة على التوالي بعد دورة لندن، باكتفائها بميدالية برونزية يتيمة، رغم حضورها بأحد عشر نوعا رياضيا و49 رياضيا ورياضية.
وهكذا أثلجت رياضة الملاكمة صدر المغاربة، بعدما تمكن محمد ربيعي من انتزاع برونزية وزن 69 كلغ، فيما خيبت رياضات أخرى آمالهم وخاصة أم الألعاب التي كانت حاضرة على الدوام في مختلف المحافل الدولية والقارية والألعاب الأولمبية، باعتبارها أول رياضة منحت المغرب ميداليات في الدورات الأولمبية.
ولم تفلح ألعاب القوى التي ظلت على مر الدورات وفية لسمعتها في الحفاظ على تألقها بعد أن تجمد رصيدها عند 19 ميدالية منذ دورة روما 1960 إلى لندن 2012، منها ست ذهبيات وخمس فضيات وثماني نحاسيات، لتخرج خاوية الوفاض في دورة ريو.
ومن ضمن 49 رياضيا ورياضية شاركوا في الأولمبياد، فقد تم إقصاء 26 من الدور الأول، بينهم 11 رياضيا في ألعاب القوى و3 في المصارعة و2 في الجيدو و1 في المسايفة و1 في الكانوي كاياك و3 في الملاكمة و2 في السباحة و2 في رفع الأثقال، و2 في الجيدو.
كما خرجت رياضات الجيدو والمصارعة والسباحة والمسايفة والرماية الرياضية والدراجات والكياك وحمل الأثقال والفروسية والغولف خاوية الوفاض.
في دورة طوكيو 2020، بصمت الرياضة المغربية على مشاركة دون مستوى التطلعات، بخروج مبكر وبالجملة للرياضيين المغاربة بل ودون بلوغ نهايات المسابقات التي شاركوا فيها.
ووحدها ألعاب القوى تمكنت من إنقاذ ماء وجه الرياضة الوطنية هذه المرة بانتزاع العداء سفيان البقالي ميدالية تاريخية للمغرب بفوزه بسباق 3000 متر موانع.
فعلى غير عادتها، خرجت الملاكمة المغربية من دائرة المنافسة في الألعاب الأولمبية مبكرا، بعد أن غادر ممثلوها الستة من الدور الأول، لتخلف موعدها مع التتويج، بعد أن كانت قد أنقذت ماء وجه الرياضة الوطنية بالميدالية الوحيدة للمغرب في أولمبياد ريو دي جانيرو بواسطة البطل محمد ربيعي، الذي أحرز آنذاك برونزية في وزن (69 كلغ).
ولم تستطع السباحة الوطنية أن تطفو على السطح، حيث أقصي سامي بوطويل بعد أن حل سادسا في السلسلة الإقصائية الرابعة لسباق 100 متر سباحة حرة، ليلحق بمواطنته لينا خيارة التي ودعت الأولمبياد قبله بعد مشاركتها غير الموفقة في سباق 200 متر سباحة حرة.
أما باقي الأنواع الرياضية، التي شاركت في الأولمبياد الياباني وهي الجيدو (02) والتايكواندو (03) والدراجات (01) ورفع الأثقال (01) والكراطي (01) وقوارب الكاياك (02) والتجديف (01) وركوب الموج (01) والمصارعة (01) والمسايفة (01) والرماية الرياضية (01) والفروسية (05) والترياثلون (01) والكرة الطائرة الشاطئية (02) والغولف (01)، فكانت مشاركتها فقط لاكتساب المزيد من التجربة.


الكاتب : الاتحاد الاشتراكي – وكالات

  

بتاريخ : 26/07/2024