تعززت الخزانة المغربية في الآونة الأخيرة، بكتاب قيم صدر عن مطبعة بلال بمدينة فاس، للناقد الأدبي والباحث في التراث الشعبي، الدكتور عبد الله قدوري، وسمه ب: ” التواصل بالحكاية الشعبية المغربية -بين التوظيف الدرامي والتفاعل الفني والتربوي”.
صدر الكتاب في طبعة أنيقة وجميلة، تمتد صفحاته من القطع المتوسط، إلى 207 صفحة. زين غلافه بلوحة جد معبرة تلامس وتترجم فكرته الأساس، وهي من إبداع الفنان أيوب المودن. فيما قام بالإشراف الفني لهذا الإصدار الجديد، من تصفيف وإخراج الزجال والمسرحي كمال الإدريسي.
بين المقدمة والخاتمة، وزع المؤلف عناوين كتابه عبر فصلين. وسم الأول منهما ب: التواصل بالحكاية الشعبية. وتناول فيه بالتفصيل والتوسع اللازمين المحاور التالية:
– الحكاية الشعبية بين التوظيف والتفاعل.
– توظيف الحكاية الشعبية في الخطاب السمعي البصري.
– التفاعل بين الحكاية الشعبية والخطاب السردي.
الفصل الثاني المعنون ب: الاقتباس من الحكاية الشعبية-الكتابة السيناريستية.
يتناول الكاتب فيه بالدرس والتحليل العميقين المحاور والجوانب التالية:
الاقتباس الحرفي – الاقتباس الحر-عملية القراءة – نحو كتابة سيناريستية للحكاية الشعبية – نحو توظيف للحكاية الشعبية في المناهج التعليمية والتربوية.
من مقدمة هذا الكتاب الرصين، نقتبس المقطع التالي من المقدمة التي صاغها الكاتب بنفسه: ” إن كل ما تنجزه الثقافة الشعبية، المغربية، من نصوص وسلوكيات وطقوس، وأشياء وممارسات وأعمال فنية، تعتبر أنسقة تواصلية تمتلك طاقات تعبيرية خاصة، قادرة على إنتاج المعنى والدلالة، على الرغم من اختلاف بنياتها وأشكالها التواصلية. لذلك يمكن اعتبار هذه الأنسقة التواصلية أنشطة إنسانية، تعمل على توظيف الإمكانيات النفسية والاجتماعية والثقافية، وعلى تنشيط ديناميتها.. ”
غنى هذا الإصدار التربوي والفني، غير نابع فقط مما طرح فيه تنظيريا، من تحليل وإبداء مجموعة من وجهات النظر، بل بالشق التطبيقي فيه، المتمثل في المسرحة الشيقة والسلسة، اعتمادا على لغة دارجة جميلة، لحكايتين معروفتين ومتداولتين بكثرة في ثقافتنا الشعبية وهما: ” الأفعى والصياد” ثم ” عمي الغول”.
مؤلف هذا الكتاب الصادر حديثا، كما أسلفنا، والذي تناولناه بإيجاز، عبر هذه الورقة التعريفية، عبد الله قدوري، هو ناقد أدبي وباحث في التراث الشعبي المغربي. حاصل على دبلوم الدراسات العليا المعمقة في تحقيق وتوثيق ودراسة التراث المغربي، المخطوط والشفهي، وحاصل كذلك على شهادة الدكتوراه في التواصل والإشهار. وله مجموعة من الدراسات النقدية، في الرواية والشعر والمسرح سبق نشرها بمنابر إعلامية وطنية وعربية. كما أنه درس وأطر، طلبة الإجازة المهنية في المسرح، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ابن امسيك.