الباراغواي تكشف بعض عيوب المنتخب الوطني والراكراكي مدعو إلى استخلاص الدروس

عكس ما ظهر به أمام منتخب الشيلي يوم الجمعة الماضي ببرشلونة، لم يقو المنتخب الوطني المغربي على فرض هيمنته على المباراة التي واجه فيها الباراغواي، واكتفى بتعادل سلبي، مساء أول أمس الثلاثاء على أرضية ملعب بينيتو فيامارين بمدينة إشبيلية، تحضيرا لنهائيات كأس العام، المقررة خلال شهر نونبر المقبل بدولة قطر.
وكان أسود الأطلس مطالبين بتأكيد المستوى الجيد الذي أبانوا عنه في مواجهة الشيلي، وتحقيق فوزهم الثاني على التوالي رفقة ربانهم الجديد، وليد الركراكي، الذي منح المجموعة الوطنية مساحة أمل، ورفع سقف التفاؤل، بعد الشكوك التي رافقتها طيلة المدة التي أشرف عليها المدرب البوسني، وحيد خاليلوزيتش.
ولد يدخل الركراكي تغييرات كثيرة على المجموعة التي تغلبت على الشيلي، باستثناء منح الفرصة لريان مايي مكان يوسف النصيري، وأمين حاريث بدل سليم أملاح، بغية تعزيز الانسجام، وتوحيد لغة التواصل بين اللاعبين، وتفعيل آليات اللعب الخاصة بالمنتخب الوطني، حسب متغيرات المباريات، سيما وأن منتخب الباراغواي يعتمد على الاندفاع البدني، عكس الشيلي، التي تلعب بإيقاع مفتوح.
وحافظ الركراكي على رباعي الخط الدفاعي من أجل تمكين أشرف داري من تقريب المسافات مع العميد غانم سايس والظهيرين أشرف حكيمي ونصير مزراوي، وفعلا كان في الموعد، حيث قام بقطع العديد من الكرات، وحاول جاهدا دعم البناءات الهجومية، من خلال تقدمه بعض الشيء إلى الأمام، فيما بدا الخط الأمامي في حاجة إلى عمل كبير لرفع درجة الفعالية، في ظل حالة الاستعصاء التي ترافق لاعبيه منذ فترة طويلة.
ورغم أن هذه المباراة حملت بعض التفاصيل التقنية المحترمة، من خلال مترابطات ثنائية وثلاثية، وانسلالات بوفال وزياش من الرواقين، ومراوغات حاريث وأوناحي، إلا أن اللاعبين المغاربة سقطوا في فخ اللعب الفردي، وتخلوا عن الأداء الجماعي، وهو ما يجب على الناخب الوطني الاشتغال عليه، وتعزيز المنسوب الجماعي داخل الفريق الوطني، من خلال تسخير المجهودات الفردية لدعم الأداء الجماعي، وهذا من شأنه أن يقلص هامش الأخطاء، ويمنح اللاعبين المغاربة فرصة الضغط على الخصوم.
وسجلت هذه المباراة عودة اللاعب يونس بلهندة بعد فترة غياب طويلة، لكنه لم يقدم الإضافة المرجوة منه، ويتعين عليه الاجتهاد أكثر إن أراد مرافقة المنتخب الوطني إلى قطر.
وعموما فقد كانت المباراة أمام منتخب الباراغواي اختبارا جيدا للفريق الوطني، وقف خلالها الناخب الوطني وليد الركراكي على كثيرا من المعطيات التقنية والتكتيكية للاعبيه، وبالتالي يمكن القول إنها ستساعده بنسبة كبيرة على تحديد اللائحة التي سيتوجه بها إلى قطر.
وكان المنتخب المغربي يأمل في تحقيق فوزه الثاني على أحد منتخبات أميركا الجنوبية، بعد أن حقق الأول يوم الجمعة الماضي على حساب الشيلي بهدفي بوفال والصابيري، بعدما خسر أمامها ثماني مرات سابقا (3 أمام الأرجنتين ومرتين أمام البرازيل وواحدة أمام كل من الأوروغواي وكولومبيا والبيرو)، مقابل تعادل واحد وكان أمام الشيلي أيضا.