البدراوي يستجدي إحسان الأسرة الرجاوية ويخالف وعود البداية

 

تتواصل عملية الاكتتاب المنظمة من طرف المكتب المسير، حيث بلغ عدد المساهمين، إلى حدود صباح أمس الخميس، 1665 مساهما، ضخوا في خزينة الرجاء أكثر من مليون درهم.
وتسعى الإدارة الرجاوية إلى جمع 20 مليون درهم، وهو مبلغ يكفل لها إنهاء كافة النزعات، والوصول إلى خط مستقيم، بعد المطبات العديدة، التي طبعت السير الرجاوي خلال السنوات الأخيرة.
وجاءت هذه المبادرة من طرف بعض المنخرطين، وتبناها الرئيس عزيز البدراوي، لأنها جاءته فوق طبق من ذهب، حيث ستخول له تسديد مبلغ 580 مليون سنتيم لفائدة اللاعبين السابقين، ورفع قرار المنع المفروض على الرجاء من طرف الجامعة، حيث يتوفر على مهلة تمتد إلى غاية الأحد المقبل من أجل تسوية الأمور ودخول سوق الانتقالات الشتوية.
ويبدو أن هذا الاكتتاب قد جر كثيرا من الانتقادات على الرئيس الرجاوي، الذي سوق نفسه قبل تسلم مقاليد رئاسة الفريق على أنه رجل المرحلة، وأنه جاهز من الناحية المالية لإعادة الاعتبار لهذا الفريق المرجعي، ووضعه في المكانة التي يستحقها، بعدما حولته الأزمة المالية إلى فضاء تجارب، وفي وقت كان مرجعيا في مجال التدبير، وهي الميزة التي ضاعت منذ سنة 2012.
وتعيب الكثير من الفعاليات الرجاوية على الرئيس الحالي الوقوع في العديد من الأخطاء، وفي مقدمتها الإكثار من الخرجات غير المحسوبة، خاصة عبر صفحته الرسمية، وإثارة الكثير من الأزمات الجانبية، بفعل تدوينات غير محسوبة، ولعل آخرها تلك التي قام بها قبل يومين، عندما أعلن أن المدرب مندر الكبير لم يرد عماد الرياحي، لاعب شباب السوالم، بعدما اقترح عليه سيرته الذاتية، رغم أن الجميع يشهد بالإمكانيات الكبيرة التي يتوفر عليها هذا اللاعب الشاب، الذي تلقى تكوينه بمركب الوازيس، وختم تدوينته المستفزة بعبارة « قلبو ليكم على شي حاجة أخرى، هادي سالينا منها. «
وكان الرئيس الرجاوي قد شن العديد من الهجمات على بعض رجال الإعلام، ووصلت ارتداداتها إلى حد فتح باب القضاء، ما يؤكد حاجته إلى كثير من العمل على مستوى ضبط النفس وتحلي الرزانة، لأنه يتواجد على رأس واحد من أكبر الفرق ، ليس على المستوى الوطني فحسب وإنما على المستوى القاري، وأن يبادر إلى ترجمة وعوده على أرض الواقع، من خلال تنمية الموارد المالية للفريق، وتحويله إلى مؤسسة رائدة في هذا المجال، عبر الانفتاح على الكفاءات الرجاوية، التي تتواجد في مختلف المجالات، وبالتالي منح تدبير الفريق الإضافة النوعية، لأن اسم الرجاء فقط يمكن أن يجلب مداخيل قياسية، طالما أن شعب الرجاء يقدر بالملايين.
إن حملة الاكتتاب تحولت إلى مجال للتفكه من طرف البعض، وحولت الرجاء من فريق منتج إلى فريق محتاج يتسول عطف أنصاره.
إن الرجاء أكبر من أن يوضع في هذه الزاوية الضيقة، ويختصر تاريخه المجيد والحافل بالإنجازات والألقاب في مبادرات تبعث على العطف والإحسان.
إن الرجاء فريق خرج من رحم الطبقة العمالية، ويسري في عروق أبنائه النضال والترفع عن كل ما يمس الكرامة، وحرصهم – على الدوام – على مناهضة كل مساس بالحقوق والحريات، ودخل مسيروه في صراعات مع المتنفذين على مر تاريخه، وأدى الفريق ثمن ذلك غاليا، فهو بالتالي لا يستحق أن يتحول إلى فريق عادي ينتظر دريهمات العطف والإحسان.
وفي سياث متصل، وعد الرئيس الرجاوي، برفع قرار المنع ودخول سوق الانتقالات، حيث أكد عودة اللاعب زكرياء الوردي، الذي كان أحد أسباب قرار المنع، ودخل في مفاوضات جد متقدمة مع الحزم السعودي، قصد انتداب نوفل الزرهوني، كما أعلن عن توصله غلى عقد استشهاري مع مؤسسة إماراتية، ستضخ في مالية الرجاء حوالي 600 مليون سنويا.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 13/01/2023