«البرد» يجمع عامل إقليم خنيفرة برؤساء المصالح اللاممركزة . .لتدارس سبل التخفيف من وقعه على أكثر من 27 ألف نسمة موزعة على 49 دوارا

 

شهد مقر عمالة خنيفرة، بعد زوال الاثنين 20 يناير 2025، انعقاد اجتماع تنسيقي خصص لدراسة التدابير الاستباقية والاحترازية الضرورية لمواجهة آثار موجة البرد القارس التي تشهدها عدة مناطق بالمملكة، برسم الفترة الشتوية 2024 /2025.
وجاء هذا الاجتماع في إطار تنفيذ التعليمات الملكية السامية وتماشيا مع توجهات وزارة الداخلية، بمشاركة مختلف الوزارات والإدارات المعنية ومختلف المتدخلين، بهدف اتخاذ التدابير العاجلة من خلال تعبئة شاملة لجميع الوسائل اللوجستيكية والموارد البشرية لدعم ومساعدة السكان في المناطق الجبلية والنائية، خاصة منها المعرضة لتداعيات التساقطات الثلجية والموجات الباردة. لقاء ترأسه عامل الإقليم، محمد عادل إهوران، الذي افتتحه بالتأكيد على أهمية الموضوع وغايته المتمثلة في ضمان تأمين الأوضاع من خلال التنسيق اليومي مع مختلف المصالح المعنية، ورفع درجة الجاهزية لمواجهة الظروف المناخية الصعبة، مشددا على ضرورة توفير المواد الأساسية، وسائل التدفئة، فتح المسالك الطرقية، وتأمين وسائل التواصل والخدمات الصحية، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الغذائية والأغطية وحطب التدفئة للسكان، كما تم التأكيد على دعم الفلاحين والكسابين بتوفير الأعلاف لمواشيهم.
ولم يفت المسؤول الترابي كذلك الدعوة إلى التحلي باليقظة والحرص على التنسيق التام لضمان مواجهة تداعيات الظاهرة، مشيرا إلى ضرورة اعتماد مقاربة الأقطاب التي أثبتت نجاعتها في السنوات الماضية، والتي تشمل قطب اللوجستيك والآليات تحت إشراف مديرية التجهيز والماء، قطب التدخلات الإنسانية والمستعجلة بالتنسيق مع مصالح الوقاية المدنية، وقطب الخدمات الصحية والوحدات المتنقلة بتدبير المديرية الإقليمية للصحة، بينما أضيف هذا العام قطب جديد للتواصل بهدف تعزيز التنسيق والتتبع بفعالية أكثر.
وفي سياق استعراض البرنامج العملي لهذه السنة، تم تحديد 49 دوارا مستهدفا، موزعا على 9 جماعات قروية، بإجمالي ساكنة يبلغ حوالي 27,697 نسمة، منهم 7,793 طفلا، 4,318 مسنا، و77 امرأة حاملا. وفي هذا السياق، أكد المدير الإقليمي للتجهيز والنقل واللوجستيك والماء أن مصلحته معبأة بالكامل لمواجهة الظروف المناخية القاسية، من خلال تسخير الموارد البشرية والآليات المتاحة لفتح الطرق الوطنية والجهوية والمسالك المتضررة، على أساس فك العزلة عن المناطق النائية وضمان استمرار الحركة بشكل طبيعي. من جهته، أوضح القائد الإقليمي للوقاية المدنية أن تدخلات مصلحته تتمحور حول تدبير المخاطر وتقديم الاستجابة السريعة لحالات الطوارئ الميدانية، بالتنسيق مع الجهات المسؤولة والجماعات الترابية، مشيرا إلى امتلاك المصلحة آليات وفرق مدربة لمواجهة مختلف التحديات ومواقف الاستغاثة التي تفرضها الظروف الاستثنائية.
بدوره، استعرض المدير الإقليمي للصحة ما سطرته المندوبية من برامج بشأن التدابير المتخذة في الظروف الاستثنائية، بما في ذلك التخطيط العائلي ومساعدة الحوامل والأطفال والمسنين، إلى جانب خدمات التلقيح والصحة المدرسية والمراقبة الوبائية، وما يجري نهجه من خدمات القرب عبر تسخير الفرق الطبية والقوافل والوحدات الصحية المتنقلة بالمناطق النائية، مع إشارته كذلك إلى ما تتوفر عليه المندوبية من آليات وسيارات إسعاف وموارد بشرية، فيما حرص على الإشارة لما تم تسجيله من حالات مصابة بالحصبة (بوحمرون) بالإقليم، والتي بلغت 65 حالة بينها 6 حالات تم إخضاعها للرعاية الطبية اللازمة . أما في مجال التعليم، فقد ركز المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة على تحسين ظروف التلاميذ في الداخليات والمطاعم المدرسية، من خلال توفير مخزون إضافي من وسائل التدفئة ورفع القيمة الغذائية للوجبات المقدمة، بما يتماشى مع الاحتياجات الخاصة لفصل الشتاء في المناطق الباردة. وفيما يخص القطاع الفلاحي، أبرز المدير الإقليمي للفلاحة الجهود المبذولة لدعم الفلاحين والكسابين خلال موجة البرد، من خلال توزيع الأسمدة والأعلاف المدعمة، بالإضافة إلى كميات الشعير الموجهة لدعم المناطق المتضررة، مؤكدا أن التساقطات الثلجية، رغم تأثيرها المؤقت، تعد نعمة تعزز الموارد المائية وتساهم في تحسين الموسم الزراعي
وفي السياق ذاته، أظهرت المندوبة الإقليمية للتعاون الوطني جهود مؤسستها الموجهة نحو توفير خدمات تستهدف بالأساس دعم الفئات المحتاجة والهشة، من خلال تنظيم حملات شتوية تهدف إلى تقديم المساعدات التي تشمل دعم دور الطالبة والطالب، ودور المسنين، والأشخاص المشردين ومن دون مأوى، ودور المرأة والطفل، وبينما استعرضت ما هو متوفر لديها من تجهيزات أساسية وموارد بشرية لتشغيل هذه المؤسسات، ذكرت ما تحصل عليه المؤسسة من دعم مالي، وما تستقبله من أشخاص، فضلا عما توزعه من حصص غذائية، خيام، ملابس، أفرشة، ومساعدات عينية، مع التأكيد على استعدادها لاستهداف فئة الرُّحل في مناطق محددة مثل الحمَّام وتيغزة مثلا. وفي موازاة ذلك، أبرز المدير الإقليمي للمياه والغابات ما تساهم به مديريته من عمل على دعم السكان المجاورين للغابات، عبر تمكين الساكنة المستهدفة من حطب التدفئة، بطريقة تراعي التوازن البيئي وجدولة زمنية تضمن استدامة الموارد الطبيعية، موضحا ما يتم من اجراءات بشأن غابات الدولة وغابات الخواص، وما يتم توزيعه من أفران متعددة الاستعمالات، في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق توازن فعلي بين الإنتاج والاستغلال الغابوي، وتخفيف الأعباء عن السكان خلال موجات البرد والصقيع، مؤكدا وجود حوالي 110 أفران جاهزة للتوزيع على المستفيدين وفقا لما يجسد روح التضامن الوطني. وكان مدير المركز الاستشفائي الإقليمي قد عمل بدوره على تقديم عرض موجز، استعرض من خلاله الجهود المبذولة لتقديم الرعاية الطبية من خلال تنظيم قوافل طبية متعددة التخصصات، تضم أطباء متخصصين، وتستهدف المناطق النائية.


الكاتب : أحمد بيضي

  

بتاريخ : 22/01/2025