انطلقت فعاليات البرنامج الوطني للتكوين المستمر الذي ينظمه المجلس الوطني للصحافة بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والاتصال وشركاء آخرين من فاس يومي 11 و12 اكتوبر الجاري، والذي سيتواصل إلى غاية دجنبر 2019.
أشغال الدورة تمت بقاعة المحاضرات بالجامعة المواطنة المعهد الخاص للتسيير والتدبير h.e.m واستفاد منها 20 صحافيا وصحافية يمثلون مختلف وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والالكترونية. اليوم الأول أطرته ذ عائشة التازي أستاذة بالمعهد العالي للإعلام والاتصال في موضوع زاوية المعالجة وكيفية التعامل مع الموضوع، وقد استغلت المحاضرة التعبير بجسدها وإشراك الصحافيين والصحافيات في خطوات عرضها، مؤكدة أن معالجة أي موضوع لابد وأن يرتبط بمهارات تحريرية وميدانية كما تتطلب المعالجة والأجرأة والفعالية وفق مصدر الخبر والإعداد القبلي لأي موضوع واختياره مع الالتزام بالخط التحريري للمؤسسة والمستهدف من الخطاب.
من جانبه، وخلال الحصة المسائية، تناول ذ محمد الركراكي في عرضه تقنية الكتابة الصحافية، مؤكدا أن الهرم المقلوب يعتبر الأهم عند تحرير أي موضوع باعتباره يجدب اهتمام القراء، يليه المحور الأهم ثم الأقل أهمية اعتمادا على الأسس الفنية في معالجة الخبر والمتمثلة في من، أين، متي، وكيف؟ مع إعطاء الأهمية للعناوين باعتبارها مفاتيح القراءة بعيدا عن الإثارة اعتمادا على الدقة والتوازن والموضوعية، علما أن زاوية المعالجة تقتضي الخيال الإبداعي وتحديد زاوية المعالجة.
اليوم الثاني من الدورة التكوينية فقد خصص للورشة الخاصة بأخلاقيات المهنة والتي أطرها ذ عبد اللطيف بنصفية مدير العهد العالي للإعلام والتواصل، حيث قسم المستفيدين والمستفيدات إلى مجموعات، محبذا إشراك الجميع في الاستفادة من القواعد الأخلاقية لمهنة الصحافة، مفضلا عدم ذكر بنود أخلاقيات المهنة التي وضعها المجلس الوطني للصحافة والتي تمت المصادقة عليها بعد نشرها مؤخرا في الجريدة الرسمية، والتي أصبح الإعلاميون والإعلاميات ملزمون بالعمل بها تحصينا لمهنة الصحافة وتجنبا للانزلاقات التي تؤدي بالإعلامي إلى المحاكمة، وخلال هذه الورشة الحية كان ذ بنصفية ينتقل من مكان إلى مكان كفراشة تحوم بين الأزهار ليقتطف نتائج أسئلته الدقيقة المتماهية مع بنود أخلاقيات المهنة، ليختتم ورشته الشيقة بإعطاء نظرة عن مواثيق أخلاقيات المهنة في عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ثم يناقشها مع الزملاء والزميلات.
واختتمت الدورة التكوينية بعرض هام حول التجربة المهنية في الإعلام السمعي للزميل نجيب فني وكذا تجربة في التحرير للزميل ادريس العادل الذي حلق عاليا وعرج على عدد من المحطات في حياته المهنية الإعلامية.
تجدر الإشارة إلى أن الكاتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة لجهة فاس – مكناس افتتح الدورة التكوينية بكلمة استعرض فيها المجهودات الجبارة التي بذلتها النقابة الوطنية للصحافة المغربية في مجال التكوين منذ أمد بعيد بشراكة مع المعهد العالي للإعلام والتواصل ومؤسسة فرديريش نيومن، وصولا الى البرنامج التكوين الحالي الذي يتضمن محور ميثاق أخلاقيات المهنة الذي ساهم في إعدداه الزملاء والزميلات بالفروع والتنسيقيات، وعدد هام من الحقوقيين، مؤكدا أن الصحافي لا يمكنه أن يكون ناجحا في مهنته إلا إذا كان ملما بالأجناس الصحافية التي هي عماد أعماله اليومية وأن الدورات التكوينية والعروض الموضوعاتية من شأنها إغناء الرصيد المهني والثقافي لمهنيي الصحافة.
أما الزميل د لحسن الياسميني فقد تحدث باسم المجلس الوطني للصحافة حيث أعطي نظرة عن البرنامج العام التكويني الذي يسعى من ورائه المنظمون إلى تزويد الإعلاميين بما جد في عالم المهنة سواء تعلق الأمر بالإعلام المكتوب أو المسموع والمرئي والالكتروني وفق منهجية تتماشى وأحدث الطرق المهنية، متسلحين بميثاق الشرف حتى يكون منتوجنا الإعلامي في مستوي تطلعات المواطنين المغاربة.
البرنامج الوطني للتكوين المستمر في المجال الصحافي المهني والأخلاقي
الكاتب : فاس: محمد بوهلال
بتاريخ : 21/10/2019