البروفسور محمد مهاوي يكشف لـ»الاتحاد الاشتراكي» تفاصيل «الحرب» التي يواجه فيها المهنيون «كوفيد 19» وباقي الأمراض الأخرى

مستعجلات ابن رشد تستقبل يوميا ما بين 10 و 15 حالة خطيرة تحتاج إلى التنفس الصناعي بسبب عدوى كوفيد

تعتبر‭ ‬مصلحة‭ ‬المستعجلات‭ ‬بمستشفى‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬بمثابة‭ ‬القلب‭ ‬النابض‭ ‬للمنظومة‭ ‬الصحة‭ ‬بجهة‭ ‬الدارالبيضاء‭ ?‬سطات،‭ ‬الذي‭ ‬ينبض‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬دون‭ ‬كلل‭ ‬أو‭ ‬ملل‭ ‬ودون‭ ‬توقف،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬استمرار‭ ‬الحياة‭ ‬لمئات‭ ‬المواطنين‭ ‬من‭ ‬الجنسين،‭ ‬الذين‭ ‬يفدون‭ ‬عليها‭ ‬يوميا‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬مناطق‭ ‬الجهة‭ ‬بحثا‭ ‬عن‭ ‬تدخل‭ ‬يخفف‭ ‬من‭ ‬آلامهم‭ ‬ويعالج‭ ‬أمراضهم‭ ‬وينقذ‭ ‬حياتهم‭. ‬ويرتفع‭ ‬الإقبال‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المصلحة‭ ‬بشكل‭ ‬أكبر‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬التي‭ ‬تمر‭ ‬منها‭ ‬بلادنا،‭ ‬بسبب‭ ‬تكفل‭ ‬مستشفيات‭ ‬بعينها‭ ‬بالمرضى‭ ‬المصابين‭ ‬بكوفيد‭ ‬19‭ ‬وعدم‭ ‬تقديمها‭ ‬لخدمات‭ ‬صحية‭ ‬وطبية‭ ‬أخرى،‭ ‬أو‭ ‬لكون‭ ‬المرضى‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬وإصابات‭ ‬تصنّف‭ ‬ضمن‭ ‬الخانة‭ ‬الثالثة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المصلحة‭ ‬الاستشفائية،‭ ‬والتي‭ ‬تتحول‭ ‬كذلك‭ ‬إلى‭ ‬معبر‭ ‬وبوابة‭ ‬ولوج‭ ‬صوب‭ ‬مصالح‭ ‬أخرى‭ ‬لإنقاذ‭ ‬من‭ ‬يمكن‭ ‬إنقاذهم‭ ‬بحسب‭ ‬خصوصيات‭ ‬كل‭ ‬حالة‭.‬
مصلحة‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬خلية‭ ‬نحل،‭ ‬الكل‭ ‬فيها‭ ‬يسابق‭ ‬الزمن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التكفل‭ ‬بمريض‭ ‬من‭ ‬المرضى،‭ ‬وضمان‭ ‬مواصلة‭ ‬رئتيه‭ ‬للتنفس‭ ‬وأن‭ ‬يستمر‭ ‬قلبه‭ ‬في‭ ‬إرساله‭ ‬دقاته،‭ ‬للبقاء‭ ‬على‭ ‬قيد‭ ‬الحياة،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬اتساع‭ ‬رقعة‭ ‬انتشار‭ ‬عدوى‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ «‬كوفيد‭ ‬19‭»‬،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬من‭ ‬حجم‭ ‬الأعباء‭ ‬على‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين‭ ‬وكل‭ ‬العاملين‭ ‬بهذه‭ ‬المصلحة‭ ‬الذين‭ ‬تطوّقهم‭ ‬انتظارات‭ ‬المرضى‭ ‬وآهاليهم،‭ ‬وتتعلّق‭ ‬أرواح‭ ‬الغير‭ ‬بمنسوب‭ ‬الجهد‭ ‬الذي‭ ‬يبذلونه‭.‬
‭»‬الاتحاد‭ ‬الاشتراكي‭»‬،‭ ‬التقت‭ ‬الدكتور‭ ‬محمد‭ ‬مهاوي،‭ ‬الطبيب‭ ‬الاختصاصي‭ ‬في‭ ‬التخدير‭ ‬والإنعاش،‭ ‬وأستاذ‭ ‬التعليم‭ ‬العالي‭ ‬بكلية‭ ‬الطب‭ ‬والصيدلة‭ ‬والمسؤول‭ ‬عن‭ ‬مصلحة‭ ‬استقبال‭ ‬المستعجلات‭ ‬بمستشفى‭ ‬ابن‭ ‬رشد،‭ ‬وطرحت‭ ‬عليه‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأسئلة‭ ‬المرتبطة‭ ‬بعمل‭ ‬هذه‭ ‬المصلحة‭ ‬والتحديات‭ ‬المطروحة‭ ‬عليها‭ ‬والإكراهات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬ينتظره‭ ‬المرضى‭ ‬وكل‭ ‬المهنيين‭ ‬العاملين‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬حدّ‭ ‬سواء‭.‬

 

– كم‭ ‬تستقبل‭ ‬مصلحة‭ ‬المستعجلات‭ ‬من‭ ‬مريض‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد،‭ ‬في‭ ‬الوضع‭ ‬الطبيعي،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬طبيعة‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬ترد‭ ‬عليها‭ ‬وكم‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬الخطيرة‭ ‬منها؟

– تعتبر‭ ‬مصلحة‭ ‬مستعجلات‭ ‬مستشفى‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬البوابة‭ ‬الرئيسية‭ ‬والمعبر‭ ‬نحو‭ ‬باقي‭ ‬المصالح‭ ‬داخل‭ ‬المستشفى‭ ‬لمن‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬علاجات‭ ‬معمّقة،‭ ‬لأن‭ ‬المريض‭ ‬متى‭ ‬ولجها‭ ‬يتم‭ ‬فحصه‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الطبيب‭ ‬وتشخيص‭ ‬وضعه‭ ‬الصحي،‭ ‬ووصف‭ ‬الدواء‭ ‬له،‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬توجيهه‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬حالته‭ ‬الصحية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فحص‭ ‬معمّق‭ ‬والإحالة‭ ‬على‭ ‬مصالح‭ ‬أخرى‭.‬
لقد‭ ‬كانت‭ ‬مصلحة‭ ‬المستعجلات‭ ‬تستقبل‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬الجائحة‭ ‬الوبائية‭ ‬لفيروس‭ ‬كوفيد‭ ‬19‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬400‭ ‬و500‭ ‬مريض‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد،‭ ‬يتوافدون‭ ‬عليها‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة،‭ ‬40‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مستعجلات‭ ‬طبية‭ ‬يعاني‭ ‬أصحابها‭ ‬من‭ ‬ذبحة‭ ‬صدرية‭ ‬أو‭ ‬أزمة‭ ‬تنفسية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬مضاعفات‭ ‬داء‭ ‬السكري‭ ‬وغيرها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬من‭ ‬الحالات‭ ‬هي‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬مستعجلات‭ ‬جراحية،‭ ‬ونسبة‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬المتبقية‭ ‬تخص‭ ‬بكل‭ ‬أسف‭ ‬ضحايا‭ ‬حوادث‭ ‬السير‭.‬
ونجد‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬المرضى‭ ‬والمصابين‭ ‬نسبة‭ ‬تتراوح‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬5‭ ‬و‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المئة،‭ ‬أي‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و‭ ‬20‭ ‬شخصا،‭ ‬يكونون‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭ ‬والإنعاش،‭ ‬البعض‭ ‬يتم‭ ‬التكفل‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬المصلحة،‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬يتم‭ ‬تحويله‭ ‬نحو‭ ‬مصالح‭ ‬الإنعاش‭ ‬داخل‭ ‬المستشفى،‭ ‬وهناك‭ ‬من‭ ‬يغادر‭ ‬المؤسسة‭ ‬بعد‭ ‬تلقي‭ ‬العلاج،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬وبكل‭ ‬أسف‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬يفارق‭ ‬الحياة‭ ‬متأثرا‭ ‬بمضاعفات‭ ‬مرضه‭ ‬أو‭ ‬إصابته‭.‬

– ما‭ ‬هي‭ ‬أبرز‭ ‬الإشكالات‭ ‬التي‭ ‬تعترض‭ ‬أداء‭ ‬عملكم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المصلحة؟

– هناك‭ ‬ملاحظة‭ ‬بالغة‭ ‬الأهمية‭ ‬التي‭ ‬تجب‭ ‬الإشارة‭ ‬والتنبيه‭ ‬إليها‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬المواطنين‭ ‬يصطحبون‭ ‬فردا‭ ‬من‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬وعكة‭ ‬صحية‭ ‬كيفما‭ ‬كانت‭ ‬طبيعتها‭ ‬صوب‭ ‬مصلحة‭ ‬المستعجلات‭ ‬وهناك‭ ‬يتركونه‭ ‬لوحده‭ ‬ويغادرون،‭ ‬بدعوى‭ ‬عدم‭ ‬مطالبتهم‭ ‬بتسديد‭ ‬واجبات‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬المقدمة،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬خاطئ‭ ‬بتاتا،‭ ‬ولا‭ ‬يزيد‭ ‬إلا‭ ‬في‭ ‬تعقيد‭ ‬وضعية‭ ‬المريض‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬غياب‭ ‬من‭ ‬يمكنه‭ ‬تقديم‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬سوابقه‭ ‬المرضية‭ ‬وما‭ ‬قد‭ ‬يعانيه،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬اكتشافها‭ ‬يتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬وقتا‭ ‬طويلا‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬المريض‭ ‬في‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭.‬
إن‭ ‬هذا‭ ‬الوضع‭ ‬الذي‭ ‬نعيشه‭ ‬بشكل‭ ‬مستمر‭ ‬هو‭ ‬غير‭ ‬سليم،‭ ‬ويجب‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أننا‭ ‬نتكفل‭ ‬بكل‭ ‬مريض‭ ‬وفقا‭ ‬لحالته‭ ‬الصحية،‭ ‬ومن‭ ‬يحتاج‭ ‬للإنعاش‭ ‬يتم‭ ‬توفيره‭ ‬له،‭ ‬وفقا‭ ‬للوضعية‭ ‬الآنية‭ ‬لها،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬إلحاح‭ ‬على‭ ‬تسديد‭ ‬مصاريف‭ ‬العلاج،‭ ‬لأن‭ ‬اهتمامنا‭ ‬الأكبر‭ ‬ينصب‭ ‬حول‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬المريض‭.‬
مشكل‭ ‬آخر‭ ‬تعيشه‭ ‬المصلحة‭ ‬والمتعلق‭ ‬بالأشخاص‭ ‬بدون‭ ‬مأوى،‭ ‬الذي‭ ‬يطرقون‭ ‬بابها‭ ‬لأنهم‭ ‬لم‭ ‬يجدوا‭ ‬مكانا‭ ‬يأوون‭ ‬إليه،‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أدوار‭ ‬ومهام‭ ‬المؤسسة‭ ‬الاستشفائية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬متى‭ ‬عاين‭ ‬البعض‭ ‬مشاهد‭ ‬لأشخاص‭ ‬متحلّقين‭ ‬حول‭ ‬جنبات‭ ‬المصلحة‭ ‬أو‭ ‬المستشفى‭ ‬يتم‭ ‬إطلاق‭ ‬أحكام‭ ‬جاهزة‭ ‬والاتهام‭ ‬بالتقصير‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الادعاءات‭ ‬التي‭ ‬للأسف‭ ‬تكون‭ ‬مجانبة‭ ‬للصواب‭ ‬وتساهم‭ ‬في‭ ‬إحباط‭ ‬الأطر‭ ‬الصحية‭ ‬التي‭ ‬تشتغل‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬الساعة‭ ‬كخلية‭ ‬نحل،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬الإكراهات‭ ‬المختلفة،‭ ‬للقيام‭ ‬بواجبها‭ ‬المهني‭ ‬على‭ ‬أكمل‭ ‬وجه‭.‬
أحكام‭ ‬لا‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحدّ،‭ ‬فبداخل‭ ‬مصلحة‭ ‬المستعجلات،‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬منح‭ ‬الأولوية‭ ‬لمريض‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬بالنظر‭ ‬لوضعه‭ ‬الصحي،‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬تمييزا‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬وقع،‭ ‬والحال‭ ‬أن‭ ‬الطبيب‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬يقدّر‭ ‬الحالة‭ ‬الأكثر‭ ‬استعجالا،‭ ‬ولو‭ ‬جاء‭ ‬المريض‭ ‬واقفا‭ ‬على‭ ‬قدميه،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمصابين‭ ‬بذبحة‭ ‬صدرية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬أي‭ ‬تأخر‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬المريض‭ ‬نهائيا،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يستوعبه‭ ‬الجميع،‭ ‬فيتم‭ ‬إطلاق‭ ‬اتهامات‭ ‬باطلة‭.‬

– كيف‭ ‬تواجهون‭ ‬الجائحة‭ ‬الوبائية‭ ‬لكوفيد‭ ‬19‭ ‬وهل‭ ‬أثر‭ ‬ذلك‭ ‬على‭ ‬الخدمات‭ ‬الاستعجالية‭ ‬المقدمة‭ ‬للمرضى‭ ‬غير‭ ‬المصابين‭ ‬بالفيروس؟
– يجب‭ ‬التمييز‭ ‬بين‭ ‬مرحلتين‭ ‬أساسيتين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬الجائحة‭ ‬الوبائية،‭ ‬ويتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بالموجة‭ ‬الأولى‭ ‬عند‭ ‬بداية‭ ‬الوباء،‭ ‬التي‭ ‬عرفت‭ ‬تضامنا‭ ‬واسعا‭ ‬وتجندا‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬كل‭ ‬الفاعلين‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬القطاعات‭ ‬والمواطنين‭ ‬عامة،‭ ‬والتي‭ ‬تأتى‭ ‬اجتيازها‭ ‬بشكل‭ ‬سلس‭.‬
ثم‭ ‬الموجة‭ ‬الثانية‭ ‬التي‭ ‬نعيشها‭ ‬اليوم،‭ ‬والتي‭ ‬تتميز‭ ‬باستقبالنا‭ ‬لحالات‭ ‬خطيرة‭ ‬جدا‭ ‬تتطلب‭ ‬تشخيصا‭ ‬ومراقبة‭ ‬وتدخلا‭ ‬طبيا‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭ ‬داخل‭ ‬المصلحة،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬إجراء‭ ‬الاختبار‭ ‬والتحاليل‭ ‬والفحوصات‭ ‬بالسكانير‭ ‬وكل‭ ‬الخطوات‭ ‬الضرورية‭ ‬التي‭ ‬يكون‭ ‬المصاب‭ ‬بفيروس‭ “‬كوفيد‭ ‬19‭” ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إليها‭ ‬قبل‭ ‬الإحالة‭ ‬لاحقا‭ ‬على‭ ‬مصلحة‭ ‬الإنعاش‭.‬
عمل‭ ‬شاق‭ ‬ومجهود‭ ‬جبار‭ ‬نواصل‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬مع‭ ‬التكفل‭ ‬بكافة‭ ‬الحالات‭ ‬المستعجلة‭ ‬المختلفة‭ ‬التي‭ ‬تفد‭ ‬على‭ ‬المصلحة،‭ ‬التي‭ ‬أصبحنا‭ ‬نستقبل‭ ‬فيها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬500‭ ‬و‭ ‬600‭ ‬شخص‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬الواحد،‭ ‬إذ‭ ‬ارتفع‭ ‬عدد‭ ‬المتوافدين‭ ‬بسبب‭ ‬تكفل‭ ‬مستشفيات‭ ‬أخرى‭ ‬بعلاج‭ ‬المرضى‭ ‬المصابين‭ ‬بكوفيد‭ ‬فقط،‭ ‬علما‭ ‬بأن‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مستعجلات‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬هي‭ ‬حالات‭ ‬تتطلب‭ ‬خدمات‭ ‬من‭ ‬المستوى‭ ‬الثالث‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬متوفرة‭ ‬في‭ ‬غيرها‭ ‬من‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهنا‭ ‬تجب‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أننا‭ ‬نستقبل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و‭ ‬15‭ ‬حالة‭ ‬خطيرة‭ ‬للإصابة‭ ‬بعدوى‭ ‬كوفيد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم،‭ ‬التي‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬التنفس‭ ‬الاصطناعي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬التدخلات‭ ‬الأخرى‭.‬

– كم‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬المصالح‭ ‬المخصصة‭ ‬لإنعاش‭ ‬المرضى‭ ‬في‭ ‬المستشفى؟
– قبل‭ ‬حلول‭ ‬الجائحة‭ ‬كنا‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬نشتغل‭ ‬بست‭ ‬مصالح‭ ‬للإنعاش‭ ‬والعناية‭ ‬المركزة،‭ ‬وبعد‭ ‬دخول‭ ‬الفيروس‭ ‬إلى‭ ‬بلادنا،‭ ‬تم‭ ‬تخصيص‭ ‬مصلحتين‭ ‬لعلاج‭ ‬المرضى‭ ‬المصابين‭ ‬به،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬فتح‭ ‬4‭ ‬مصالح‭ ‬أخرى‭ ‬لاحقا‭ ‬لنفس‭ ‬الغاية،‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬التكفل‭ ‬بالمرضى‭ ‬الذين‭ ‬طالتهم‭ ‬العدوى‭ ‬وبالمرضى‭ ‬الآخرين‭ ‬الذين‭ ‬يحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المصالح‭ ‬لإنقاذ‭ ‬حياتهم‭.‬

– هل‭ ‬أثٍّر‭ ‬فتح‭ ‬المصالح‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬مردودية‭ ‬مصلحة‭ ‬المستعجلات؟
– إن‭ ‬فتح‭ ‬مصالح‭ ‬جديدة‭ ‬تطلب‭ ‬توفير‭ ‬موارد‭ ‬بشرية‭ ‬لتشغيلها‭ ‬والقيام‭ ‬بالمهام‭ ‬المطلوبة‭ ‬فيها،‭ ‬لهذا‭ ‬انتقل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬المهنيين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬المستعجلات‭ ‬للمساهمة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الواجب‭ ‬الوطني‭ ‬والمهني‭ ‬إليها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬التكفل‭ ‬بالمرضى،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬مردودية‭ ‬المستعجلات‭ ‬قد‭ ‬تراجعت،‭ ‬إذ‭ ‬تضاعفت‭ ‬الجهود‭ ‬لتلبية‭ ‬الانتظارات‭ ‬الصحية‭ ‬للمواطنين‭ ‬الذين‭ ‬يتوافدون‭ ‬على‭ ‬المصلحة‭ ‬بعدد‭ ‬أكبر‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسابق،‭ ‬وهنا‭ ‬يجب‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬ارتباطا‭ ‬بهذه‭ ‬الأوضاع،‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬ملاحظات‭ ‬لها‭ ‬صلة‭ ‬بالانتظار‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الاختلالات،‭ ‬لكن‭ ‬الأساسي‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الجميع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬على‭ ‬يقين‭ ‬منه،‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تركيزنا‭ ‬يكون‭ ‬كبيرا‭ ‬على‭ ‬المرضى‭ ‬واهتمامنا‭ ‬بهم‭ ‬أكثر،‭ ‬بعيدا‭ ‬عما‭ ‬قد‭ ‬يعاينه‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬خارج‭ ‬أسوار‭ ‬قاعات‭ ‬العلاج‭ ‬أو‭ ‬حوالي‭ ‬جدران‭ ‬المستشفى‭ ‬التي‭ ‬لسنا‭ ‬مسؤولين‭ ‬عنها‭.‬
إننا‭ ‬نقوم‭ ‬جميعا‭ ‬داخل‭ ‬المصلحة‭ ‬والمستشفى‭ ‬بواجبنا،‭ ‬انطلاقا‭ ‬مما‭ ‬يمليه‭ ‬عليه‭ ‬ضميرنا‭ ‬وقيمنا‭ ‬المهنية،‭ ‬ونحن‭ ‬نرحب‭ ‬بكل‭ ‬الملاحظات‭ ‬البناءة‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬خطاب‭ ‬الهدم،‭ ‬ونفتخر‭ ‬بمقاومتنا‭ ‬داخل‭ ‬المركز‭ ‬وبمستوى‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬مصلحة‭ ‬المستعجلات‭ ‬وباقي‭ ‬مصالح‭ ‬الإنعاش‭ ‬تحت‭ ‬إشراف‭ ‬مدير‭ ‬المستشفى‭ ‬الأستاذ‭ ‬محمد‭ ‬بنغانم‭ ‬غربي،‭ ‬وسنواصل‭ ‬أداء‭ ‬واجبنا‭ ‬المهني‭ ‬بكل‭ ‬مسؤولية‭.‬

– كم‭ ‬يبلغ‭ ‬عدد‭ ‬الأطر‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الكوفيد‭ ‬وباقي‭ ‬الأمراض‭ ‬والحوادث‭ ‬المختلفة‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬المستعجلات؟
-هناك‭ ‬3‭ ‬أساتذة‭ ‬للطب،‭ ‬واحدة‭ ‬منهم‭ ‬تتكفل‭ ‬بإحدى‭ ‬مصالح‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭ ‬والإنعاش‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إحداثها‭ ‬الخاصة‭ ‬بمرضى‭ ‬كوفيد‭ ‬19،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬طبيبين‭ ‬متخصصين‭ ‬في‭ ‬التخدير‭ ‬والإنعاش،‭ ‬وثمانية‭ ‬أطباء‭ ‬في‭ ‬الطب‭ ‬العام‭ ‬الذين‭ ‬لهم‭ ‬دراية‭ ‬بطب‭ ‬المستعجلات،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬3‭ ‬أطباء‭ ‬داخليين‭ ‬و106‭ ‬ممرضين‭ ‬وممرضات،‭ ‬نصفهم‭ ‬اليوم‭ ‬التحقوا‭ ‬بمصالح‭ ‬العناية‭ ‬المركزة‭ ‬والإنعاش‭ ‬المحدثة‭ ‬لمواجهة‭ ‬الجائحة‭ ‬الوبائية،‭ ‬والبقيّة‭ ‬يشتغلون‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬مداومة‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬4‭ ‬مجموعات‭.‬

– كم‭ ‬تبلغ‭ ‬نسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬صفوف‭ ‬الحالات‭ ‬الخطيرة‭ ‬التي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬مستعجلات‭ ‬ابن‭ ‬رشد،‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬المصابة‭ ‬بكوفيد‭ ‬19‭ ‬أو‭ ‬بأي‭ ‬عارض‭ ‬صحي‭ ‬آخر؟
-كما‭ ‬سبق‭ ‬وأن‭ ‬أشرت‭ ‬فإن‭ ‬مجهودات‭ ‬كبيرة‭ ‬تبذل‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إنقاذ‭ ‬حياة‭ ‬المواطنين‭ ‬والتخفيف‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬المرضى‭ ‬وعلاجهم‭ ‬وإسعافهم،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬أحيانا‭ ‬تكون‭ ‬مشيئة‭ ‬الله‭ ‬أكبر‭ ‬فيفارق‭ ‬بعضهم‭ ‬الحياة،‭ ‬وكما‭ ‬أسلفت‭ ‬فإن‭ ‬مصلحة‭ ‬المستعجلات‭ ‬تستقبل‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬10‭ ‬و‭ ‬15‭ ‬حالة‭ ‬خطيرة‭ ‬جدا‭ ‬لمرضى‭ ‬مصابين‭ ‬بفيروس‭ ‬كوفيد‭ ‬19،‭ ‬يتم‭ ‬التدخل‭ ‬السريع‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التكفل‭ ‬بهم‭ ‬وعلاجهم،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬25‭ ‬و‭ ‬30‭ ‬في‭ ‬المئة‭ ‬منهم‭ ‬يفارقون‭ ‬الحياة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يتم‭ ‬توجيه‭ ‬الباقي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬صوب‭ ‬مصالح‭ ‬الإنعاش‭.‬
أما‭ ‬بالنسبة‭ ‬للحالات‭ ‬غير‭ ‬المصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬المستجد‭ ‬فإن‭ ‬نسبة‭ ‬الوفيات‭ ‬تقدر‭ ‬بحوالي‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المئة‭.‬

-‭ ‬ هؤلاء‭ ‬الضحايا‭ ‬من‭ ‬مرضى‭ “‬كوفيد‭ ‬19‭ ” ‬الذين‭ ‬يفارقون‭ ‬الحياة،‭ ‬هل‭ ‬كلهم‭ ‬من‭ ‬الذين‭ ‬تتوفر‭ ‬فيهم‭ ‬عوامل‭ ‬الاختطار‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالسن‭ ‬والأمراض‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬الفيروس‭ ‬يطال‭ ‬الجميع؟
– لقد‭ ‬كنا‭ ‬خلال‭ ‬الموجة‭ ‬الأولى‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬مرضى‭ ‬مصابين‭ ‬بفيروس‭ “‬كوفيد‭ ‬19‭” ‬الذين‭ ‬تتوفر‭ ‬فيهم‭ ‬عوامل‭ ‬الاختطار‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬السن‭ ‬المتقدم‭ ‬والإصابة‭ ‬بأحد‭ ‬الأمراض‭ ‬المزمنة‭ ‬كالسمنة‭ ‬وداء‭ ‬السكري‭ ‬والربو‭ ‬والفشل‭ ‬الكلوي‭ ‬ومرضى‭ ‬السرطان‭ ‬الذين‭ ‬يخضعون‭ ‬للعلاج‭ ‬الكيميائي‭ ‬وغيرهم،‭ ‬لكن‭ ‬وبكل‭ ‬أسف‭ ‬أضحينا‭ ‬اليوم‭ ‬أمام‭ ‬مرضى‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬الأعمار،‭ ‬باستثناء‭ ‬الأطفال،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أية‭ ‬أمراض‭ ‬مزمنة،‭ ‬ويكفي‭ ‬أن‭ ‬أشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه،‭ ‬وبكل‭ ‬أسف،‭ ‬فارقت‭ ‬الحياة‭ ‬شابة‭ ‬تبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬27‭ ‬سنة‭ ‬مطلع‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مرض‭ ‬مزمن،‭ ‬بفعل‭ ‬تأثرها‭ ‬بتداعيات‭ ‬إصابتها‭ ‬بفيروس‭” ‬كوفيد‭ “‬19،‭ ‬رغم‭ ‬كل‭ ‬المجهودات‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬بذلها،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬محزن‭ ‬جدا،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تخيّل‭ ‬حجم‭ ‬الألم‭ ‬الذي‭ ‬يعيشه‭ ‬الطاقم‭ ‬الصحي‭ ‬جراءه‭.‬

– بماذا‭ ‬توصون‭ ‬المواطنين‭ ‬والمواطنات؟
– نحن‭ ‬نواجه‭ ‬جائحة‭ ‬وبائية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬تتطلب‭ ‬منا‭ ‬صبرا‭ ‬وتعبئة‭ ‬جماعية،‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬موقعه،‭ ‬أطقم‭ ‬طبية‭ ‬وتمريضية‭ ‬ومواطنين،‭ ‬وعلينا‭ ‬أن‭ ‬نعلم‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نحمّل‭ ‬الطبيب‭ ‬والممرض‭ ‬ومهني‭ ‬الصحة‭ ‬عموما‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬طاقة‭ ‬له‭ ‬به‭.‬
إن‭ ‬الأوضاع‭ ‬التي‭ ‬تعرفها‭ ‬مستعجلات‭ ‬مستشفى‭ ‬ابن‭ ‬رشد‭ ‬ليست‭ ‬بتلك‭ ‬البشاعة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يسوّقها‭ ‬البعض‭ ‬عنها،‭ ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬أن‭ ‬نستهين‭ ‬بأرواح‭ ‬المرضى‭ ‬وحياتهم،‭ ‬وجميع‭ ‬المهنيين‭ ‬يبذلون‭ ‬جهودا‭ ‬مضاعفة،‭ ‬وهم‭ ‬عرضة‭ ‬للخطر‭ ‬المفتوح‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الاحتمالات،‭ ‬وبالتالي‭ ‬وجب‭ ‬تشجيعهم‭ ‬وتحفيزهم‭ ‬ولو‭ ‬بكلمة‭ ‬طيبة،‭ ‬لكي‭ ‬يحسوا‭ ‬بأن‭ ‬عملهم‭ ‬الذي‭ ‬يقومون‭ ‬به‭ ‬له‭ ‬ثماره‭ ‬الطيبة‭.‬
نقطة‭ ‬أخرى‭ ‬متعلقة‭ ‬بالجائحة‭ ‬الوبائية‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أشدد‭ ‬عليها‭ ‬والمتمثلة‭ ‬في‭ ‬ضرورة‭ ‬التقيد‭ ‬الصارم‭ ‬بالتدابير‭ ‬الوقائية‭ ‬والإجراءات‭ ‬الحاجزية‭ ‬وعدم‭ ‬الاستهانة‭ ‬بها،‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬بدت‭ ‬بسيطة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوضع‭ ‬السليم‭ ‬للكمامات‭ ‬وتنظيف‭ ‬الأيادي‭ ‬أو‭ ‬تعقيمها‭ ‬باستمرار‭ ‬والتباعد‭ ‬الجسدي‮.‬‭ ‬إن‭ ‬الوباء‭ ‬حاضر‭ ‬بيننا‭ ‬بقوة‭ ‬وهو‭ ‬يحصد‭ ‬أرواح‭ ‬مواطنين‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬الفئات‭ ‬والشرائح‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وأدى‭ ‬الجسم‭ ‬الصحي‭ ‬كذلك‭ ‬ضريبة‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس،‭ ‬إذ‭ ‬فارق‭ ‬الحياة‭ ‬جراء‭ ‬الإصابة‭ ‬به‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬والممرضين،‭ ‬ونفس‭ ‬الأمر‭ ‬بالنسبة‭ ‬لقطاعات‭ ‬أخرى،‭ ‬لهذا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬جميعا‭ ‬في‭ ‬مستوى‭ ‬المسؤولية‭ ‬الملقاة‭ ‬على‭ ‬عاتقنا،‭ ‬وأن‭ ‬نساهم‭ ‬بالإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬الفردية‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬وقاية‭ ‬جماعية،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مريض‭ ‬أحسّ‭ ‬بعارض‭ ‬صحي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬صلة‭ ‬بأعراض‭ ‬الإصابة‭ ‬بفيروس‭ “‬كوفيد‭ ‬19‭” ‬أن‭ ‬يتوجه‭ ‬إلى‭ ‬المؤسسة‭ ‬الصحية‭ ‬القريبة‭ ‬منه،‭ ‬وعدم‭ ‬الانتظار،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬تأخير‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ثمنه‭ ‬باهظا،‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يجب‭ ‬تفاديه‭ ‬وأن‭ ‬نتحد‭ ‬لوقف‭ ‬انتشار‭ ‬العدوى‭.‬

 

 


الكاتب : حاوره‭:‬ وحيد‭ ‬مبارك

  

بتاريخ : 24/10/2020