أكد البروفيسور روبرت كوهن، الخبير الدولي في اللقاحات، أن كل دواء له آثار جانبية غير مرغوب فيها التي يمكن أن تحدث لكن في إطار نسب معينة، مشددا على أنها تبقى ضئيلة جدا في حال مقارنتها بالوقع الايجابي لها على الصحة العامة.
وأوضح الخبير الفرنسي، الذي حلّ ضيفا على اللقاءات الإفريقية في دورتها السابعة التي نظمتها الجمعية البيضاوية لأطباء الأطفال بالقطاع الخاص والتي جري تنظيمها في مدينة طنجة، وهو يجيب على أسئلة الأطباء المشاركين حول ما تم تداوله عن لقاح أسترازينيكا، بأن اللقاحات التي تم الترخيص باستعمالها خلال الجائحة الوبائية لكوفيد 19 لمواجهة الفيروس القاتل ومتحوراته كان نفعها أكبر بكثير وبشكل غير قابل للمقارنة مع أي آثار يمكن تسجيلها، مشددا على أن كل جرعة تلقاها أي شخص فإن مضاعفتها إن وجدت ستظهر خلال مدة تتراوح ما بين أسبوعين وشهر على أقصى تقدير، مضيفا بأنه متى تم تجاوز هذا الأجل، فإنه لا يمكن علميا الحديث عن تداعيات تم رصدها لاحقا.
وأبرز البروفيسور كوهن بأن اللقاحات بشكل عام ساهمت في إنقاذ البشرية وحدّت من خطورة الأمراض الفتاكة، مؤكدا على أن العديد من الأمراض الفيروسية والبكتيرية تعاود الظهور مؤخرا في العديد من دول العالم، كالحصبة، والسعال الديكي، والنكاف، وغيرها، بسبب ضعف وتراجع المناعة، مما يدعو إلى احترام مواعيد أجندة اللقاحات، سواء تعلق الأمر بتلك التي سيتم استعمالها لأول مرة أو بالجرعات التذكيرية.
ودعا الخبير الطبي في عرض له قدمه حول سبل مواجهة عودة البؤر الوبائية المختلفة، إلى تعزيز سبل الوقاية بالتلقيح، ومواصلة احترام التدابير الحاجزية وضمنها التعقيم، واستمرار وضع الكمامات، وتهوية الفضاءات المشتركة في المؤسسات التعليمية وأماكن الشغل وغيرها من المرافق المختلفة، والتأكيد على عدم تركها مغلقة، لأن معظم الفيروسات تنتقل عبر الهواء من خلال العطس والسعال، وهو ما يجب معه الحرص على ضمان تهوية جيدة لكل الفضاءات، منبها إلى إمكانية تطور انتقال العديد من الفيروسات من الحيوانات إلى الأشخاص عبر طرق مختلفة.