البروفيسور سعيد المتوكل لـ «الاتحاد الاشتراكي»: ليس هناك ما يثير المخاوف وبائيا لحدّ الساعة.. ظهور فيروس جديد في الصين يقلق المغاربة ويستأثر بنقاشاتهم الخاصة والعامة

 

أكد البروفيسور سعيد المتوكل، عضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة كوفيد، والاختصاصي في مجال الإنعاش، في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن النقاش الواسع الذي تعرفه أساسا مواقع التواصل الاجتماعي حول ظهور فيروس جديد وخطير في الصين، يبقى من فعل الأخبار غير الدقيقة المتداولة على مختلف الصفحات، مشددا على أنه لا وجود لأي نشرة وبائية من طرف السلطات الصحية الصينية الرسمية ولا كذلك من طرف منظمة الصحة العالمية.
وأبرز الخبير الطبي في تصريحه للجريدة على أن حالة القلق المرتبطة بتداول هذه الأخبار هي نتيجة لاستحضار جائحة كوفيد 19 والكيفية التي أثرت بها في العالم بأسره، مشيرا إلى أن مديرية الأوبئة في المغرب لم ترصد أي حالة، وبأنه ليس هناك ما يقلق من الناحية الوبائية. وأوضح البروفيسور المتوكل بأن الفيروس المسمى HMPV، هو فيرس معروف ذو الحمض الريبوزي (virus à ARN)، مبرزا بأنه يصيب الإنسان في الجهاز التنفسي الفوقي، وتنتج عنه علامات سريرية على شكل سيلان في الأنف، ارتفاع في الحرارة، سعال وألم في الحنجرة مع حالة إعياء، مضيفا بأن هذا الفيروس ينتشر لما يكون البرد شديدا وتكون الأجواء ممطرة.
ونبّه عضو اللجنة العلمية لتدبير جائحة كوفيد 19 في تصريحه لـ «الاتحاد الاشتراكي» إلى أنه في حالات نادرة عند صغار السن أو بالنسبة لكبار السن ما فوق الخامسة والستون سنة، يمكن أن تكون هناك إصابة على مستوى القصبات الهوائية التحتية أو إصابة الرئة وأن يكون هناك عسر في التنفس، مع وهن في الوظائف التنفسية والقلبية، إلى جانب قصور في هذه الوظائف قد تؤدي لا قدّر الله إلى الدخول إلى مصالح الإنعاش والعناية المركزة.
وأوضح البروفيسور المتوكل بأن الحالات السريرية تشبه ضربات البرد والزكام، كالأنفلونزا أو مرض الكوفيد أو ما شابه، مبرزا بأن التشخيص يعتمد على التحليلات المخبرية، في حين أن العلاج يشمل بعض المهدئات والأدوية المضادة لارتفاع الحرارة، أو يمكن أن يتم إعطاء المريض الأوكسجين أو الكورتيزون، أخذا بعين الاعتبار أنه لا يوجد لحد الآن أي مضادات للفيروس أو لقاح خاص به. وشدّد المتحدث على أن الوسائل الوقائية من المرض تعتبر أمرا بالغ الأهمية، والتي تتوزع ما بين غسل اليدين، ووضع الكمامة بشكل طبي، مع تغيرها كل ساعتين، والتباعد الجسدي بالنسبة للمريض حتى لا ينقل المرض للمخالطين.
وجدير بالذكر أن نقاشا واسعا شهدته المنتديات الخاصة والعامة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يشير إلى ظهور فيروس قادم من الصين، وهو النقاش الذي رافقه الكثير من القلق والهلع خوفا من تكرار نفس سيناريو جائحة كوفيد بآلامها وتبعاتها الإنسانية والصحية والاجتماعية والاقتصادية، مما جعل الكثيرين يطالبون من المختصين، سواء تعلق الأمر بالوزارة الوصية على قطاع الصحة أو الخبراء من مختلف المواقع، للخروج وتقديم التوضيحات والشروحات الضرورية المرتبطة بما تم ويتم تداوله إلى حدود الساعة.


الكاتب : مبارك وحيد

  

بتاريخ : 08/01/2025