البروفيسور هشام عفيف: المتحورات المنتشرة في المغرب هي نفسها عبر العالم مع فارق في النسب

«الموجة الحالية» تصيب أكثر الأشخاص البالغين ما بين 18 و40 سنة

 

أكد البروفيسور مولاي هشام عفيف أن 93 في المئة من حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 المسجّلة في بلادنا تعود للمتحور « ب ك 1»، يليها المتحور «إكس بي بي» بنسبة 4 في المئة، في حين تشكل باقي المتحورات الأخرى نسبة 3 في المئة من مجموع الإصابات المسجلة، مبرزا أن نفس هذه المتحورات هي السائدة عبر العالم مع فارق في نسب الانتشار وعدد حالات الإصابة وتداعياتها، إذ يبقى المغرب أفضل حالا وبائيا.
وشدد المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد بالدارالبيضاء، على أن هذه المعطيات تعود لمرحلة ما قبل 26 دجنبر 2022، وهو ما يستدعي القيام بقراءة للوضع الوبائي خلال الأيام الأخيرة لتكون الصورة أكثر وضوحا عن طبيعة المشهد الصحي في بلادنا، موضحا أن المعطيات المتوفرة تشير إلى أنه لن يكون هناك تغير كبير على مستوى المتحورات باستثناء ما يخص نسب الانتشار.
وأوضح الخبير الصحي الذي قدّم عرضا خلال أشغال المؤتمر الطبي الوطني للجمعية المغربية للعلوم الطبية في دورته 38 الذي احتضنته الدارالبيضاء يومي 13 و14 يناير، حول جائحة كوفيد، أن الخصائص الوبائية للموجة الحالية تبين على أن المعدل العمري للمصابين يقدّر بـ 48.3 سنة، إضافة إلى تسجيل تكافؤ تقريبي على مستوى الإصابة بين الجنسين، الذكور والإناث على حدّ سواء، مبرزا أن نسبة الإصابات تتباين باختلاف الأعمار، إذ تصل إلى 39.40 في المئة بالنسبة للفئة العمرية ما بين 18 و40 سنة، في حين أنها تقل قليلا عند الأشخاص ما بين 41 و 64 سنة إذ تقدّر بـ 38.80 في المئة، أما بالنسبة لمن تتجاوز أعمارهم 65 سنة فتبلغ نسبة المصابين 21.30 في المئة، ثم تتقلص مرة أخرى إلى 0.50 في المئة عند من هم أقل من 18 سنة.
وقدّم البروفيسور عفيف مجموعة من المعطيات الرقمية المرتبطة بالجائحة خلال عرضه الشامل، مشيرا إلى أنه وإلى غاية 8 يناير بلغ عدد حالات الإصابة بالفيروس ومتحوراته المختلفة مليونا و 271 ألفا و 881 حالة، وتم إجراء 12 مليونا و 878 ألفا و 960 اختبارا، بينما بلغ معدل الوفيات 45.1 لكل 100 ألف نسمة، حيث تم تسجيل 16 ألفا و 295 حالة وفاة إلى غاية تلك الفترة، ووصلت نسبة الاستشفاء إلى 98.7 في المئة.
ووقف المدير العام للمركز الاستشفائي الجامعي ابن رشد عند المفاتيح التي مكّنت من التخفيف من حدة الجائحة ووقعها منذ ظهورها في «يوهان» أواخر سنة 2019، مشيدا بالتدابير الاستباقية التي تم إعمالها بفضل التعليمات الملكية السامية، وفقا لتأكيده، إذ مكنت من تأخير ظهور الموجة الأولى في بلادنا خلافا لدول أخرى، وسمحت بمواجهة الجائحة والتقليص من وقع تبعاتها لاحقا، من خلال منح المنظومة الصحية القدرة على التصدي لها بعد أخذ الاستعدادات الضرورية، وهو ما تأتى بفضل المساحة الزمنية التي وفّرتها حالة الطوارئ الصحية وتطبيق الحجر المنزلي التي بلغت أربعة أشهر.
وأكد الخبير الصحي أن الموجة الأولى كانت الأكثر إماتة في المغرب على مستوى الأرقام، مبرزا أن تطبيق مجموعة من القرارات ثم فتح الباب لمحاولة العودة إلى حياة شبه طبيعية، أدى إلى تفادي موجات كما هو الشأن بالنسبة لموجة «ألفا» في رمضان وتأخير ظهور أخرى كما وقع بالنسبة لـ»دلتا» ونفس الأمر بالنسبة لـ»أوميكرون»، موضحا كيف أن الجائحة عرفت مجموعة من المراحل والموجات، حيث كانت حالات المرحلة الأولى مستوردة ثم تميزت المرحلة الثانية بظهور بؤر محلية عائلية أو مهنية، التي دامت ما بين 2 مارس و 19 يوليوز، قبل انطلاق المرحلة الثالثة من الانتشار الجماعي التي كانت في 20 يوليوز 2020.
وأشار البروفيسور عفيف إلى أن موجة «يوهان» تم تسجيلها ما بين 20 يوليوز 2020 و28 فبراير 2021 ودامت حوالي7 أشهر، ثم موجة «دلتا» التي دامت حوالي أربعة أشهر تقريبا خلال الفترة ما بين21 يونيو و 31 أكتوبر 2021، فموجة «أوميكرون» التي توزعت على 3 فترات، الأولى ما بين دجنبر 2021 وفبراير 2022 ودامت حوالي 10 أسابيع، والثانية ما بين ماي وغشت 2022، ثم «المويجة» الخامسة في المغرب والثالثة لـ«أوميكرون»، التي دامت ما بين 21 أكتوبر 2022 و8 يناير 2023.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 20/01/2023