تتجه أنظار عشاق الكرة الوطنية، اليوم السبت، إلى ما تبقى من مباريات الجولة الأولى من البطولة الاحترافية «إنوي» في قسمها الأول، وسط حالة من الترقب والتركيز، خصوصًا مع دخول كبار المنافسة غمار الموسم الجديد، وسط طموحات متباينة ومشاريع كروية تحمل وعودًا كبيرة. وإذا كانت ضربة البداية قد أُعطيت أمس الجمعة، فإن ما تبقى من مواجهات هذه الجولة، اليوم وغدًا، يحمل في طياته الكثير من الندية، ويكشف مبكرًا عن نوايا الفرق الكبرى والصاعدة حديثًا على حد سواء.
البداية اليوم ستكون بمباراة من العيار الثقيل بين الفتح الرياضي والرجاء البيضاوي، في واحدة من تلك المواجهات التي نادرًا ما تخلو من الحماس والصراع الفني. الفريق الرباطي، الذي يعوّل هذا الموسم على بداية قوية لتفادي سيناريو العام الماضي، يبدو أمام اختبار حقيقي، ليس فقط لأنه يواجه أحد عمالقة الكرة الوطنية، بل لأنه مطالب أيضًا بإثبات أن تحضيراته الصيفية كانت كافية لبناء مجموعة تنافس وتُقنع. في الجهة المقابلة، يدخل الرجاء المباراة مدججًا بطموح كبير، بعد موسم خرج فيه الفريق الأخضر خالي الوفاض، وهو ما جعل الإدارة التقنية تتحرك بقوة خلال الميركاتو من أجل تدعيم الصفوف، وخلق فريق قادر على استرجاع بريقه محليًا وقاريًا. الرجاء يعلم أن جماهيره لا ترضى بأنصاف الحلول، وأن الفوز في أول جولة، خصوصًا خارج القواعد، سيكون بمثابة رسالة قوية للخصوم مفادها أن الفريق عائد للمنافسة على اللقب.
في ختام يومه السبت، سيكون الموعد مع مواجهة تحمل طابعًا خاصًا، تجمع بين الجيش الملكي واتحاد يعقوب المنصور في ديربي عاصمي بنكهة غير معتادة، إذ يجمع بين فريق متمرس في مقدمة الترتيب، ووافد جديد يعيش نشوة الصعود. الجيش الملكي، الذي أنهى الموسم الماضي في المركز الثاني، يدخل الموسم بشهية مفتوحة للقب، مدعومًا بتجربة غنية، وتشكيلة تضم عدة أسماء دولية، وهو ما يجعله مرشحًا فوق العادة للخروج بالنقاط الثلاث. ومع ذلك، فمثل هذه المباريات لا تُحسم على الورق، خصوصًا أمام فريق صاعد لا يخاف من المفاجآت، ويحمل بداخله رغبة قوية في الإعلان عن نفسه بين الكبار من أول ظهور. اتحاد يعقوب المنصور سيحاول الوقوف نِدًّا للند، والظهور بوجه يليق بمقام البطولة، حتى وإن كان يعرف أن المهمة أمام الجيش لن تكون سهلة، لا من الناحية الفنية ولا من حيث عامل الخبرة.
وتتواصل الإثارة يوم غد الأحد، حيث يفتتح البرنامج بمباراة تجمع بين الدفاع الحسني الجديدي والنادي المكناسي، في صراع بين فريقين يعرفان جيدًا صعوبة البطولة، ويبحثان عن بداية إيجابية تُخفف من ضغوط الموسم. الدفاع الجديدي، الذي عانى من التذبذب في المواسم الأخيرة، يدخل اللقاء مدركًا أن البداية الجيدة لا تمنح فقط نقاطًا، بل تزرع الثقة في المجموعة وتُهدئ الشارع الرياضي. أما الكوديم، العائد إلى قسم الصفوة، فهو لا ينوي الاكتفاء بشرف المشاركة، ويبدو مستعدًا للعودة بثقل إلى الأضواء، خصوصًا إذا استطاع خطف نتيجة إيجابية خارج القواعد، ستكون بمثابة دفعة نفسية هائلة لمجموعة شابة وطموحة.
ويسدل الستار على الجولة بمباراة المغرب الفاسي ونهضة الزمامرة، في مواجهة ينتظر أن تحمل الكثير من الإثارة، بحكم تقارب مستوى الفريقين، وتعدد أوراقهما الهجومية. المغرب الفاسي، الذي استعاد شيئًا من توهجه في المواسم الأخيرة، لا يخفي طموحه في لعب أدوار طلائعية هذا الموسم، وقد بدا ذلك واضحًا من خلال الانتدابات الصيفية التي أبرمها النادي. الفريق الفاسي يعلم أن ملعب الحسن الثاني يجب أن يبقى حصنًا منيعًا إذا ما أراد المنافسة على مراكز متقدمة، فيما يبدو نهضة الزمامرة عازمًا على تكرار مفاجآت السنوات الماضية، حين أظهر أنه فريق منظم لا يُستهان به خارج ملعبه، ويمتاز بروح جماعية واضحة. اللقاء يُرتقب أن يكون مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وقد يكون واحدًا من أكثر المباريات حركية في هذه الجولة.
هكذا، تنطلق أولى جولات الموسم الجديد، وسط مؤشرات واضحة بأن هذا الموسم سيكون حافلا بالمفاجآت والصراعات الفنية الكبيرة، في بطولة تتسع طموحاتها وتشتد منافساتها بين فرق جديدة على قسم الصفوة و أخرى خبرت دروب البطولة . والأنظار ستظل معلقة بما ستقدمه الفرق الكبيرة من أداء، ومدى قدرة الصاعدين الجدد على مجاراة الإيقاع العالي للقسم الأول. وفي انتظار صافرة النهاية لكل مباراة، يبقى الجمهور على موعد مع فرجة واعدة، وتجربة كروية تستحق المتابعة من أول جولة إلى آخر دقيقة من الموسم.
البطولة الاحترافية: بداية مشوقة بانتظار الفتح الرياضي والرجاء والجيش في جولات ساخنة

الكاتب : الاتحاد الاشتراكي
بتاريخ : 13/09/2025