البنتاغون يضخ 1.2 مليار دولار في الصناعات التحويلية البيولوجية لمنافسة «الصين» 

بعد شهر من الإعلان أن الولايات المتحدة، تواصل خسارة السباق التكنولوجي – العسكري أمام الصين في مجال الصناعات و التكنولوجيا التحويلية البيولوجية، إذ تأمل وزارة الدفاع الأمريكية، أن تساعد التكنولوجيا التحويلية البيولوجية في إيجاد حل لعدد من المشاكل منها ما يرتبط ب «سلاسل التوريد» للاسلحة، حيث أعلن «البنتاغون» عن نيته ضخ إستثمارات جديدة بقيمة 1.2 مليار دولار في «الصناعات والتكنولوجيا التحويلية البيولوجية»، يأمل أن تساعد في تقليل تأثير ضغوط سلاسل التوريد و»تعزيز» صناعة الأسلحة «فرط الصوتية» وصولا إلى الغواصات بأنواعها، في محاولة للحاق بالصين السابقة في المجال.
ذكرت «هايدي شيو»، وكيلة وزارة الدفاع للبحوث والهندسة، في بيان صادر عن وزارة الدفاع الأمريكية، أن: «وزارة الدفاع الامريكية تعترف بكون الصناعات والتكنولوجيا التحويلية البيولوجية مجالا «حرجا» بالنسبة للولايات المتحدة، من شأنه أن يغير الطريقة التي تطور بها وزارة الدفاع القدرات العسكرية والتكنولوجية الجديدة خاصتها، بغرض التتكيف مع التغيرات العالمية الرئيسية والامنية».
وعليه، سيتم إستثمار 1 مليار دولار في السنوات الـ 5 المقبلة في «البنية التحتية للتصنيع المحلي للصناعات والتكنولوجيا التحويلية البيولوجية» بغرض تسريع نمو تلك القاعدة الصناعية العسكرية الامريكية في المجال، وأيضا من خلال توفير حوافز لل»شركاء في القطاعين العام والخاص لتوسيع القدرة التصنيعية للولايات المتحدة محليا»، على ان تساعد الـ 200 مليون دولار المتبقية، في «حماية هذا الإستثمار الأولي من خلال «تحسين الأمن البيولوجي» و«أوضاع الأمن السيبراني» في هذه المرافق الحساسة».
يظهر بيان البنتاغون، تفائل الأخير بشأن إمكانية أن يساعد التصنيع والتكنولوجيا التحويلية البيولوجية في حل عدد لا يحصى من المشاكل، ذاكرة ان هذا التمويل «سيمكنها من الحصول على الموارد الاولية ذات الأهمية الكبرى محليا، دون الإعتماد على سلاسل التوريد العالمية، علاوة على تطوير مواد ذات خصائص جديدة لتعزيز الأنظمة العسكرية التسلحية ما بين «فرط الصوتية» و صولا «للغواصات»، وتقليل الجداول الزمنية للخدمات اللوجستية، و إعادة شحن الإمدادات بشكل كبير من خلال تعزيز القدرة التصنيعية المحلية لمواد البناء و إنتاج الطاقة.
«.. وإعترافا بفوائد الصناعات و التكنولوجيا التحويلية البيولوجية، تهدف وزارة الدفاع إلى تسريع تطبيق النماذج الأولية و العروض التشغيلية والإنتاج بمعدل أسرع». يأتي إعلان البنتاغون بعد يومين من إعلان البيت الأبيض عن أمر تنفيذي جديد يركز على جهود تصنيع وتطوير التكنولوجيا التحويلية البيولوجية على المستوى الداخلي، مضيفا: «على الرغم من أن قوة هذه التقنيات أكثر تطبيقا في الوقت الحالي في السياق الصحي والعلاجي.. إلا أنه يمكن إستخدام الصناعات والتكنولوجيا التحويلية البيولوجية لتحقيق أهدافنا المتعلقة بكل من «المناخ والطاقة» وتحسين «الأمن الغذائي» و«الإستدامة الطاقية» و«تأمين سلاسل التوريد» لدينا، و«تنمية الإقتصاد» في جميع أنحاء أمريكا.
«..نحن بحاجة إلى تطوير تقنيات الهندسة الوراثية، لنكون قادرين على كتابة دوائر الخلايا والبرمجة البيولوجيا بنفس الطريقة التي نكتب بها برمجيات الحاسوب، ومنها إطلاق العنان لقوة «البيانات البيولوجية»، بما في ذلك «أدوات الحوسبة» و«الذكاء الاصطناعي» المرتبطة بها، علاوة على النهوض بعلوم «التكنولوجيا الحيوية» لتجاوز العقبات التي تحول دون تسويقها، بحيث يمكن للتقنيات والمنتجات المبتكرة الوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية بشكل أسرع».
من جهتها، تدعوا جمعيات ومنظمات أمريكية عدة، وزارة الدفاع إلى التعاون مع الإدارات الحكومية الأخرى، في عدد من المجالات المتعلقة بالصناعات والتكنولوجيا التحويلية البيولوجية بما في ذلك على غرار «التجسس والإستخبارات»، لتفادي التهديدات الأجنبية.. إلا أنها (وزارة الدفاع) تأمر الجيش على وجه التحديد ب»تحفيز توسيع قدرة التصنيع للصناعات والتكنولوجيا التحويلية البيولوجية المحلية، لتكون مرنة وتواكب مجموعة واسعة من الموارد الاولية التي يمكن إستخدامها لصنع منتجات مختلفة لصالح لسلسلة التوريد الدفاعية العسكرية».
ويأتي الأمر التنفيذي والاستثمارات الجديدة لوزارة الدفاع، بعد شهر من تقرير لـ «مركز الأمن الأمريكي الجديد»، قال فيه: «إن الولايات المتحدة في «وضع غير موات نسبيا» مقارنة بالصين في مجال الصناعات والتكنولوجيا التحويلية البيولوجية». إذ، ووفقا لهذا التقرير، فإن الولايات المتحدة تتخلف عن الركب العالمي، لأن هياكل الحوافز المالية في القطاع الخاص متحيزة بشكل عام ضد المخاطر، مقارنة بدول أخرى مثل الصين.. لهذا، سيكون الوقت وحده الحكم في ما إذا كانت الإستثمارات والحوافز المتوخاة في خطة البنتاغون ستساعد الولايات المتحدة على تصحيح المسار بما يكفي للحاق بركب الصناعات والتكنولوجيا التحويلية البيولوجية العالمي.

(المصدر : Breaking Defense)


الكاتب : م.المقدمي

  

بتاريخ : 23/09/2022