التبرع بالدم عمل نبيل ومسؤول يساهم في إنقاذ الأرواح البشرية

يشكل اليوم العالمي للمتبرعين بالدم الذي يصادف 14 يونيو من كل سنة، مناسبة لتشجيع أكبر عدد من الأشخاص في صحة جيدة على الاقبال على هذا العمل النبيل والسخي والتبرع بالدم على نحو منتظم، بهدف ضمان توفير كميات كافية من هذه المادة الحيوية.
ويعتبر هذا اليوم الذي يحتفى به هذه السنة تحت شعار « 20 عاما من الاحتفال بالتبرع بالدعم: شكرا لكل المتبرعين»، فرصة للاحتفال بالمتبرعين بالدم طوعا وتوجيه الشكر لهم وحثهم على التبرع المنتظم، وتشجيع الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة على التبرع المنتظم بهدف ضمان الحفاظ على المخزون من الدم وتلبية الاحتياجات من هذه المادة الحيوية بشكل دائم وبالتالي انقاذ الأرواح البشرية.
كما يتعلق الأمر بفرصة ملائمة لإبراز الدور المحوري للشركاء والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية في تعزيز ونشر ثقافة التبرع بالدم.
وبحسب المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم التابع لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية، فقد وصل المغرب في سنة 2023، إلى معدل التبرع بالدم الذي توصي به منظمة الصحة العالمية والذي يفوق 1 في المائة من السكان.
وأوضح المركز أن عدد التبرعات بالدم بالمملكة سجل زيادة ب11 في المائة مقارنة مع سنة 2022، مع تسجيل ارتفاع بنسبة 14 في المائة خلال شهر رمضان من هذه السنة مقارنة مع السنة الفارطة، مشيرا إلى أن المملكة تحتاج لأكثر من 1000 كيس يوميا من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات الدم.
وبذل المغرب من خلال المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، جهودا كبيرة لتعزيز ثقافة التبرع بالدم وضمان توفير كميات كافية من مشتقات الدم نوعية وبجودة آمنة.
وكللت هذه الجهود خلال الفترة الممتدة من فاتح يناير إلى 31 دجنبر 2022 بحصول ثلاثة مراكز جهوية لتحاقن الدم بتطوان وفاس والرباط على شهادة الجودة «إيزو 9001 -2015»، كما حصل على هذه الشهادة المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط للمرة الثانية.
وفي سنة 2023، تمكن كذلك كل من المركز الوطني لتحاقن الدم ومراكز الدار البيضاء ووجدة ومراكش من نيل الشهادة المطابقة، مما يجعل المغرب مرجعا في مجال تحاقن الدم بالنسبة لبعض البلدان الإفريقية والتي يقدم لها المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم الدعم التقني والمواكبة في إطار التعاون جنوب -جنوب.
ومن شأن إحداث الوكالة المغربية للدم ومشتقاته، تنمية المخزون الوطني من الدم ومشتقاته، وتنظيم جميع الأعمال المتعلقة بتوزيعه واستخدامه، وتزويد جميع المؤسسات الصحية التابعة للقطاعين العام أو الخاص، حسب الحاجة، بالدم والبلازما وخثارات الكريات الحمراء وخثارات الصفيحات.
وستتولى الوكالة المغربية للدم ومشتقاته التي تدخل في قائمة المؤسسات العمومية الاستراتيجية، باعتبارها مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي وستحل محل المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم وكافة المراكز الجهوية التابعة له، تنفيذ التوجهات الاستراتيجية لسياسة الدولة الرامية إلى ضمان تنمية مخزون الدم البشري يلبي الحاجيات الوطنية وتوافر جميع مشتقات الدم، في كل الظروف وضمان سلامتها وجودتها بكافة التراب الوطني.
وسيتم الاحتفال باليوم العالمي للمتبرعين بالدم هذه السنة بالمغرب، بتنظيم تظاهرات وأنشطة تحسيسية وكذا حملات للتبرع بالدم على مستوى مختلف المراكز الجهوية بتعاون مع العديد من الشركاء.
وبمناسبة اليوم العالمي للمتبرعين بالدم يدعو المركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم جميع الشركاء والمؤسسات العمومية والخاصة إلى التعاون مع المراكز الجهوية لتحاقن الدم من أجل اعداد برنامج وطني للتبرع بالدم يستهدف تحقيق الاكتفاء من هذه المادة الحيوية بكلجهة.
وإذا كان التبرع بالدم يعتبر واجبا وطنيا وعملا سخيا يساهم في انقاذ الأرواح كل يوم، فإنه يحمل أيضا العديد من الفوائد للمتبرعين أنفسهم، ضمنها على الخصوص، المساعدة على تنشيط الدورة الدموية، وعلى تنشيط النخاع العظمي وإنتاج خلايا دم جديدة (كريات حمراء وكريات بيضاء وصفائح دموية) بحيث تصبح قادرة على حمل كمية أكبر من الأوكسجين إلى أعضاء الجسم الرئيسية. ويساعد كذلك على التخلص من بعض الحديد والذي إذا ما ارتفع مستواه بالدم يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، كما يعج ل بأكسدة الكوليسترول ويزيد من تلف الشرايين الصغيرة.
وقد أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يتبرعون بدمهم مرة واحدة على الأقل كل سنة هم أقل عرضة للإصابة بأمراض الدورة الدموية وسرطان الدم.


بتاريخ : 15/06/2024