التبوريدة النسائية تُنير موسم مولاي عبد الله أمغار: حضورٌ بجرأة وتاريخ

 

في صيف 2025، تميّز مهرجان مولاي عبد الله أمغار بمدينة الجديدة (8–16 غشت) بمشاركة نادرة ومؤثرة، تمثّلت في ثلاث سربات نسائية لفن التبوريدة، إلى جانب أكثر من 120 سربة تقليدية رجالية.
بداية المشاركة النسائية تعود إلى هذا الموسم، حيث شهد تظاهراً استثنائياً بمجرد إخراج ثلاث فرق نسائية إلى حلبة التبوريدة.
من أبرز الأسماء، الزاهية أبو الليث، التي تُعد أول “علامة” نسائية من دكالة، وهي من المدرّبات المؤسّسات لسربتها منذ بدايتها، وقد عبرت عن شغفها وترعرعها في ظلّ العائلة التي تهوى الخيول والمواسم، كما يلمع اسم نورا البداوي، التي زادت المشهد قوة بحضورها المستمر، وسلطت الضوء على الطموح النسائي في الفروسية المغربية .
أثر مشاركتهن على الجمهور كان جليًا، فقد استقطبت عروضهن إعجاب الزوار ومحبي الفروسية على حد سواء. جرأتهن ومهاراتهن في التحكم بالخيول والتزامهن بالطقوس التقليدية جعلت العروض تنبض بروح جديدة، منددة بتقاليد تُرى فقط في العروض الرجالية سابقاً. طابعهن الخاص في اللباس وأساليب الأداء كان له دورٌ فعّال في تجديد الاهتمام بالتبوريدة ومساعدة الفتيات في إيجاد قدوة تشجّعهن على دخول هذا العالم التراثي.
بهذا، رسّخ موسم مولاي عبد الله أمغار هذه السنة حضور المرأة في الديوان التقليدي لفن التبوريدة، وأثبت أن الجرأة التاريخية على الخيل والبارود ليست حكراً على الرجال، بل جماعيّة ثقافية يمكن أن تتجدد بقدمٍ نسائية وعزيمة راسخة.


الكاتب : س. القرشاوي

  

بتاريخ : 25/08/2025