أسدل الستار، يوم الأحد 24 فبراير الجاري بمدينة تطوان، على فعاليات الندوة التكوينية الثانية المنظمة من طرف الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب وبشراكة مع منتدى الفيدرالية الكندية من أجل» التحالف والتشبيك في خدمة ديمقراطية المناصفة «، وذلك لصالح لجن المناصفة وتكافؤ الفرص التابعة للأحزاب السياسية.
وتأتي هاته الدورة امتدادا لدورة سابقة عقدت بمدينة وجدة همت تكوين نساء الأحزاب السياسية ومأسسة لجن المناصفة وتكافؤ الفرص وخلق شبكة للنساء القياديات والعمل على مواكبة عمل هاته الشبكات من خلال تبادل الممارسات والتجارب على المستوى المحلي والجهوي .
وأكد المشاركون في هذه الندوة أن تحقيق مبدأ المناصفة بين الرجال والنساء يقتضي دعم قدرات النساء لولوج مواقع المسؤولية ومراكز القرار إعمالا بمقتضيات الدستور في مجال مكافحة التمييز وكذا تحصين المكتسبات التي تم تحقيقها في المجالين السياسي والحقوقي .
وأشار المشاركون إلى أن واقع مشاركة المرأة في تقلد مناصب المسؤولية لا يرقى إلى المستوى المطلوب، مشددين على دور هاته الورشات التكوينية في الرفع من مستوى المرأة في مجال القيادة والتدبير…
المنسقة الوطنية للجنة المناصفة وتكافؤ الفرص لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية فاطمة الزهراء الشيخي أوضحت أن الهدف الأسمى من هذا اللقاء هو تعزيز دور الأحزاب السياسية في دعم وتقوية ولوج النساء إلى مراكز القرار السياسي وتشجيع الحكامة الدامجة، حيث دعا جميع المشاركين والمشاركات إلى ضرورة تقوية المشاركة السياسية للنساء وتطوير القيادة النسائية وسط المنتخبات مع تدعيم وتعزيز المشاركة المواطنة والمساواة، كما أجمع المشاركون والمشاركات، خلال هذا اللقاء، على ضرورة تقوية قدرات عضوات وأعضاء لجن المناصفة وتكافؤ الفرص بالأحزاب السياسية والتي أحدثت تفعيلا للفقرة الأخيرة من المادة 29 من القانون التنظيمي للأحزاب بهدف تكوين قيادات نسائية من أجل التغيير، وأشارت الشيخي في تصريح للجريدة إلى أن « هذه المبادرة الفريدة تستحق التشجيع والتنويه لأنها ستساهم لا محالة في تحقيق مجموعة من المكاسب لصالح النساء وستخلق المنافسة داخل الإطارات الحزبية العاملة ضمن هذه الشبكات».
وتوج اللقاء بإحداث أربع شبكات جهوية أطلق عليها اسم «التحالف الجهوي للقيادة من أجل المساواة»حيث كان للاتحاد الاشتراكي (جهة الشرق) شرف ترؤس الشبكة من طرف مليكة الشادلي، عضو المجلس الوطني للحزب، وعضو لجنة المناصفة وتكافؤ الفرص كمنسقة لهاته الجهة.
أما جهة طنجة- تطوان- الحسيمة فقد مُثل الاتحاد الاشتراكي فيها بعضوية ناديا رحال، عضو المجلس الوطني مكلفة بالتواصل، وبجهة فاس- مكناس مثل بخيرة اليعقوبي، عضو لجنة المناصفة وتكافؤ الفرص كنائبة للمنسقة، أما الشبكة الرابعة التي أحدثت ما بين هذه الشبكات الجهوية الثلاث فقد مثل بعواطف الحجاجي.
وعن دور هذه الشبكات تقول الشيخي،» إنها ستعمل وفق برنامج وأرضية مشتركة ومتوافق عليها بين جميع المكونات السياسية المشكلة لهذا التحالف وهدفها الأسمى هو بلورة رؤية موحدة لتحقيق المناصفة في الولايات والوظائف الانتخابية، سواء على مستوى الأحزاب السياسية أوعلى مستوى القرار الإداري والسياسي، بغية تمكين المرأة من المكانة التي تستحقها في أفق الانتخابات المقبلة».
وفي تصريح آخر لجريدة الاتحاد الاشتراكي أوضحت ممثلة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب المسؤولة عن هذا البرنامج خديجة الرباح أن هاته الدورة تندرج في سياق عدة دورات تكوينية من أجل مأسسة لجن المناصفة وتكافؤ الفرص بالأحزاب السياسية وفق برنامج تمكين المرأة لأدوار الريادة، مضيفة أن هناك 7 أحزاب انخرطت في إحداث 3 شبكات تشمل جهة الشرق والشمال وجهة فاس- مكناس حيث تم دمج هاته الشبكات في شبكة واحدة، وهو تحالف جهوي للقيادة من أجل المناصفة.
وأشارت الرباح في ذات التصريح إلى أن الهدف العام من إحداث هاته الشبكة هو تقوية قدرات النساء من أجل أن تتبوأ المرأة المكانة المناسبة على مستوى الأحزاب السياسية لاسيما في المراكز والوظائف الانتخابية. وأضافت المتحدثة أن المجتمع المدني كان سباقا، في بعض المراحل، إلى رفع راية المساواة عن طريق الآليات المتعلقة بالمناصفة وقد حان الوقت لكي تشتغل هاته التنظيمات المدنية بمعية الأحزاب السياسية للرفع من المستوى التمثيلي للنساء . وأشارت الرباح إلى أن النساء داخل الأحزاب السياسية محتاجات إلى الدعم والمساندة ليلعبن الدور القيادي المنوط بهن وأن تكوين هاته التحالفات والشبكات سوف يخلق قيادات على المستوى المحلي وبالتالي إبراز جيل جديد منهن .
وعن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بجهة الشرق أبرزت عضو الشبكة مليكة الشادلي، في تصريح لها، أن هاته الدورة خصصت لتكوين شبكة لقيادات نسائية من أجbأة لتجاوز عنصر التمييز البيولوجي بين الجنسين الذي يقصي المرأة من المساهمة في تخليق الحياة العامة مناصفة مع الرجل، وهاته الدورة ستساهم في تكوين قيادات نسائية على المستوى الوطني والجهوي والمحلي وتوسيع الخريطة السياسية للرفع وتمكين النساء من الولوج إلى مراكز القرار والمسؤولية .
كما أشارت الشادلي إلى أن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية لا يرى مانعا من خلق تنسيق مع باقي الأحزاب، مادام أن الهدف هو تكوين قيادات نسائية من أجل المناصفة التي تضمن لها مشاركة سياسية فاعلة والتي تظل معيارا للتطور الذي ينشده أي مجتمع، كما أنها وسيلة للتنمية واستراتيجية هادفة لتفعيل المسار الديمقراطي لبلادنا.
وأردفت الشادلي، في ذات التصريح، أن الأحزاب السياسية مطالبة بدعم المرأة في هاته المعركة الهامة باعتبارها عنصرا أساسيا في كل المواقف السياسية والاجتماعية والثقافية والبيئية، وبخصوص الآلية المعتمدة حاليا «الكوطا»، أوضحت الشادلي أن «هاته الأخيرة تتحدث عن الثلث والمناصفة تتحدث عن 50 في المئة للمرأة و 50 في المئة للرجل وكحزب نطمح إلى المناصفة مع مراجعة هاته الآلية باستثناء بعض المناطق نظرا للوضع الثقافي والاجتماعي السائد».
«التحالف والتشبيك في خدمة ديمقراطية المناصفة» في دورة تكوينية بتطوان
الكاتب : مكتب تطوان: عبد المالك الحطري
بتاريخ : 26/02/2019