التدبير الصحي في درب السلطان وأسئلة الحكامة

انتقد عدد من المواطنين بعمالة مقاطعات الفداء مرس السلطان بالدارالبيضاء، في تصريحات لـ «الاتحاد الاشتراكي»، ما تم وصفه بالتدبير الارتجالي للصحة في المنطقة، مشددين على أن المستشفى الإقليمي بوافي نموذجا، يعيش العديد من العلل والأعطاب التي ترخي بتبعاتها على المرضى. وأكد عدد من المتضررين أن المستعجلات باتت عبارة عن سوق عشوائية للفوضى ولكل أشكال العبث، في غياب تنظيم وتدبير محكمين للتعامل مع مختلف الحالات الواردة، خاصة التي تحمل فعلا صفة الاستعجالية وتتطلب تدخلا آنيا، مع ما يعني ذلك من أولويات على مستوى الفحص والتشخيص، الأمر الذي لا يتم بالكيفية المطلوبة.
وشدّد عدد من سكان المنطقة في تصريحاتهم للجريدة على أن التسويف والمماطلة باتا عنوانا لهذا المرفق الصحي الذي أضحت خدماته تعرف نكوصا وتكرس التمييز في ما بين المواطنين، ما بين الفئات المحظوظة والأخرى المحرومة، التي لا تستطيع الولوج إلى مختلف الخدمات الصحية البسيطة منها، المتمثلة في الأشعة والتحاليل، وكذا الصعبة المتعلقة بالاستشفاء أو الإنعاش …
ودعا المتضررون إلى التدخل لتصويب الاختلالات المتعددة، والتي ترتبط بالسلوك الفردي بالأساس، مشددين على أن المرحلة القادمة ستعرف ارتفاعا في الطلب على الخدمات الصحية، الأمر الذي يستوجب ترشيدا وعقلنة وتدبيرا يقوم على الحكامة، التي وبكل أسف تغيب مقوماتها وملامحها بفعل جملة من الممارسات غير السليمة، التي تقف في وجه كل فعل يروم تجويد الخدمات الصحية والرفع من مردوديتها كمّا وكيفا.
وفي سياق ذي صلة، انتقد عدد من الفاعلين وضعية مجموعة من المراكز الصحية بالمقاطعتين، سواء الفداء أو مرس السلطان، التي توجد في وضعية غير سليمة، فالعديد منها تحيط به النفايات وباتت جدرانها الخارجية ملاذا للمشردين ولقضاء الحاجة، بشكل يبعث على الاشمئزاز، الأمر الذي يتسبب في الضرر للمهنيين العاملين بها ولمرتاديها، صغارا وكبارا. وضعية تتطلب تواجدا ميدانيا للمسؤول الإقليمي عن الصحة بالأساس، الذي ترى مجموعة من الفعاليات أنه يتعين عليه القيام بزيارات ميدانية، والتنسيق مع مختلف المتدخلين للإجابة عن الإشكالات المطروحة التي تساهم في توسيع رقعة الأعطاب التي تعاني منها المنظومة الصحية في المنطقة.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 29/09/2022