التدخل والإشراف الملكي سمحا لبلادنا بإطلاق حملة التلقيح مبكرا وتنويع مصادره وتفادي سيناريو السنة الفارطة

إصابات خفيفة بالآلاف، وفيات بالعشرات، وجرعات اللقاح تنقذ المصابين بالفيروس ومتحوراته من الوضعيات الحرجة

 

 

خلّفت الحصيلة اليومية للإصابات بفيروس كوفيد 19 التي أعلنت عنها وزارة الصحة مساء الأربعاء صدمة واسعة في صفوف المواطنات والمواطنين، لأنها تعكس منحى تصاعدي للجائحة واستمرارا لانتشار العدوى وتمددها، بالنظر إلى الرقم الجديد الذي تم تسجيله والذي بلغ 9428 حالة إصابة جديدة إلى جانب 27 حالة وفاة، في حين بلغ العدد الإجمالي للحالات الخطيرة 810 حالة، 169 جرى تسجيلها في 24 ساعة فقط، حيث يوجد 443 مريضا ومريضة تحت التنفس الاصطناعي، 23 منهم تحت التنفس الاختراقي، هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه نسبة ملء أسرة الإنعاش المخصصة لمرضى كوفيد 19 إلى 25.6 في المئة.
حصيلة جعلت رواد مواقع التواصل الاجتماعي يعبرون عن تخوفهم ويدعون بعضهم البعض إلى مزيد من الحيطة والحذر وإلى التقيد الصارم بالتدابير الوقائية خوفا من اتساع أكبر لرقعة العدوى، مما قد يقوّض كل المجهودات التي تم بذلها سابقا في  الحرب ضد الجائحة، ويرفع من جديد نسبة الإقبال على المستشفيات، خاصة مصالح الإنعاش والعناية المركزة، هذا في  الوقت الذي رفعت فيه عدد من الأطر الصحية الراية البيضاء، بسبب التعب الذي عانته منذ 20 مارس من السنة الفارطة إلى اليوم.
وضعية وبائية وإن كانت صعبة، وتعرف انتشارا كبيرا للمتحورات مقارنة بفيروس يوهان، خاصة فيروس «دلتا» الذي يصيب الجميع دون تمييز، فإنها تبقى مطمئنة لحدّ الساعة، لأنه بالعودة إلى الأرقام التي تم تسجيلها خلال السنة الفارطة يتبين أنه خلال تلك الفترة كان عدد الإصابات اليومية أقل، لكن عدد الوفيات كان أكبر، حيث تم تسجيل في لحظات ما 90 و 105 حالات وفاة في اليوم الواحد، وهو رقم يعتبر مرعبا، خلافا لما يقع اليوم، حيث يتم تسجيل أرقام إصابات كبيرة بعشرات الآلاف لكن بمضاعفات أقلّ، وبالمقابل فإن عدد الوفيات يظل منخفضا، وهو ما يؤكد على أهمية التلقيح ضد فيروس كوفيد 19، الذي تأتى توفيره ببلادنا وتنويع مصادره بفضل التدخل والإشراف الملكي الذي سمح للمغرب بالشروع في تلقيح مواطنيه مبكرا، خاصة الفئات العمرية المتقدمة في السن والمصابين بأمراض مزمنة، وهو ما خفّف من وقع الموجة التي نعيشها اليوم.
وتؤكد المصادر الصحية اليوم، أن أغلب حالات الإصابة التي يتم تسجيلها في الظرف الراهن، هي لأشخاص يعانون من أعراض خفيفة لكونهم استفادوا من التلقيح بجرعتيه، في حين أن الحالات الحرجة للملقحين هي معدودة على رؤوس الأصابع، وتبقى الحالات الخطيرة المسجلة التي تتواجد بكثرة في مصالح الإنعاش والعناية المركزة، هي لأشخاص لم يتم تلقيحهم بعد، إما بناء على قرار فردي اتخذوه، أو تعذر عليهم التلقيح لعامل من العوامل غير الاختيارية. ويدعو الأطباء كافة الفئات التي تم فسح المجال أمامها لتلقيح نفسها للتوافد على مراكز التلقيح للاستفادة وتأمين نفسها من خطر مضاعفات الفيروس ومتحوراته، وحماية الذات والغير، حتى تعود الحياة لطبيعتها ونقطع مع تبعات الجائحة الصعبة، صحيا واقتصاديا واجتماعيا.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 31/07/2021