الترجمة واللغة العربية بالكلية المتعددة التخصصات بآسفي

 

نظمت الكلية المتعددة التخصصات بآسفي بشراكة مع جمعية الجامعة الثقافية، وجهات أخرى فاعلة في الإقليم، يوم 8 ماي ، صبيحة علمية حول موضوع الترجمة و اللغة العربية، في إطار أسبوع العلوم و الثقافة، من 8 إلى 13 ماي، و الذي تنظمه الكلية و يَعرف مجموعة الأنشطة و الورشات و الندوات و المعارض. وقد شارك فيها نخبة من المترجمين و الأساتذة الباحثين المعرفين عربيا : حسن الطالب، مراد الخطيبي ، مصطفى البوراوطي، إبراهيم نادن، إبراهيم الكراوي، إدريس الخضراوي.
في بداية أشغال الندوة أشاد منسق رئيس شعبة اللغة العربية إبراهيم نادن بالمجهودات التي تبذلها عميدة الكلية في سبيل الارتقاء بها، وتجويد الفعل المعرفي و تطوير البحث العلمي، تم تناول الكلمة الدكتور حسن طالب وهو أستاذ جامعي باحث عُرف في مجال الترجمة تنظيرا و ممارسة، من خلال ترجمة مجموعة من الأعمال الإبداعية، و النقدية وتحدت الطالب عن ‹›واقع الترجمة إلى اللغة العربية›› بالأرقام . وهو ما يدل على وضع مترد كما وكيفا، خصوصا إذا قورنت الاحصائيات بدول مثل اليابان التي تحتل الصدارة حسب ما أشار إليه، أو غيرها من الدول الغربية .وعرج حسن الطالب على الفوضى التي أصبحت تطال وضع الترجمة. فالمترجم غالبا ما يكون متسرعا ولا يراعي حقوق الناشر أو المؤلف إلى غيرها من الاعتبارات التي تدخل في هذا الإطار. وتدخل الباحث المتميز إدريس الخضراوي مؤلف ‹› سرديات الأمة ‹›، و المعروف في مجال الدراسات السردية الثقافية عربيا، في موضوع : ‹›مسار الترجمة في حقل نظرية الأدب و النقد وتاريخ الأدب :قراءة في ترجمات المترجم حسن الطالب››. وهي فعلا مداخلة غاية في الأهمية تعكس مكانة إدريس الخضراوي في المشهد النقدي بحيث تناولت الظاهرة بعمق ودقة. في هذا الإطار حاول الكاتب مقاربة علاقة النقد بالترجمة، و كيف أن الترجمة ساهمت في تطوير النقد و المباحث النقدية . أما الباحث و الروائي و المترجم مراد الخطيبي الذي ألف وترجم إلى الإنجليزية ومنها وإلى العربية، فقد عنوان مداخلته ب ‹› الترجمة بين الطرح الفلسفي والتأويل التيولوجي››.وناقش فيها أطروحة عبد السلام بن عبد العالي الذي يذهب إلى أن الترجمة تسعى إلى تفكيك البناء عن طريق الاختلاف و التعددية مؤكدا أن الترجمة يجب أن تركز بالدرجة الأولى على المعنى . وانتقد الخطيبي الطرح الأخلاقي للخيانة، ولذا فالترجمة ولادة نص جديد يحيل على أنساق وعوالم ثقافية وتركيبية.
وتطرق الدكتور إبراهيم نادن الباحث والعضو في مجموعة من الهيئات الدولية والعربية التي تهتم بالبلاغة إلى ‹› الأبعاد المعرفية و الحضارية للترجمة››، متطرقا لأهمية الترجمة و حضورها اللافت في مؤلفات العرب القدامى كما نجد عند الجاحظ وغيره.ثم انتقل إلى إبراز خصوصيات الترجمة بوصفها حوارا حضاريا منتجا للأسئلة.
أما مصطفى البوروطي الباحث والمترجم فقد حاول الانطلاق من نماذج و أسئلة تكتسي أهمية كبيرة في الترجمة، فأبرز التحديات التي يواجهها المترجم في هذا السياق، كما تناول بالنقد بعض الترجمات المتداولة لبعض النصوص الروائية، و أقترح بدائل في هذا الباب .
وتطرق الشاعر والناقد إبراهيم الكراوي لأسئلة الترجمة: إشكالية ترجمة الشعر نموذجا. فحاول إعادة تأمل أفكار كتاب ‹›كيف نترجم؟ ‹› لإدمون كاري. وأبرز أهميته في العالم العربي، مؤكدا أن السؤال المنطلق هو ما هي حدود الترجمة؟ و أكد على ضرورة وضع الحدود وضبط المصطلح قصد ترسيم الحدود . فميز بين الترجمة و بين عمليات أخرى مثل : التعريب، الترجمة الفورية، الاقتباس الدبلجة.. .
في هذا الاطار،تطرق الباحث لمجموعة من الأسئلة التي تحاصر المترجم؛ خصوصا في حقل الشعر، و أشار إلى أن الترجمة عرفت في بدايات الثورة الشعرية الثانية مع مجلة شعر و مواقف و الكرمل و الآداب، نهضة ساهمت في ازدهار وتطور الشعر ، مبرزا أن ترجمة الشعر تتوقف على إيجاد نظائر وتمثلاث ثقافية، وإيقاعية وبلاغية للنص المترجم، مقدما مجموعة من الأمثلة واقترح مفهومي التقمص الثقافي والاندماج الكلي الثقافي اللغوي، من أجل معالجة نظرية الترجمة . و تناول عبد الاله أبومارية إشكالية المعنى وقدم نموذجا لقضية المعنى في الذاكرة النقدية العربية، كما هو الأمر بالنسبة للجرجاني.


الكاتب : إبراهيم الكراوي

  

بتاريخ : 13/05/2023