لم تتمكن مدينة الدارالبييضاء، الذكية، وعاصمة المال والأعمال، من القطع مع مشاهد البدونة، بالرغم من كل التطور العمراني الذي تعرفه عدد من مناطقها، حيث تحضر ناطحات السحاب، ويتم إحداث أقطاب مالية واقتصادية وبيئية جديدة في عدد من عمالات مقاطعاتها.
مدينة، عرفت العديد من الأحياء بها توسعا عمرانيا، حتى أضحت هي نفسها بمثابة مدن، وإن كان تطور بنيتها التحتية يعرف التباين، مكرّسا لهوّة ما بين أحياء «الهامش» وتلك التي توجد في «المركز»، كما هو الشأن بالنسبة لبعض المواقع الجغرافية في الحي الحسني، وبوسكورة، وتيط مليل، ومديونة، وأناسي وغيرها، وهو ما تعكسه العديد من الصور الملتقطة من تراب سيدي مومن، التي تحاول «لملمة ترابها» والحصول على موقع مناسب لها ضمن قائمة «الأحياء الصاعدة».
صور تؤكد مقاومة الترييف للتمدن، ضدا عن كل المقررات، إذ يتواصل حضور العربات المجرورة بالدواب، وتحولت بعض الفضاءات المعشوشبة في الشارع العام إلى مراعٍ لقطعان الأغنام وحتى الأبقار، التي حين انعدامها تعوضها بالتوجه نحو حاويات وصناديق النفايات، مكرّسة مشاهد شائنة تؤكد بعضا من طبيعة وحجم التناقضات التي تعيش على إيقاعها العاصمة الاقتصادية.