التساقطات الأخيرة ستنعش نمو الحبوب الخريفية المزروعة على مساحة 4 ملايين هكتار

فاتورة القمح والشعير كلفت المغرب أزيد من 15 مليار درهم في 2020

 

ارتفعت الفاتورة الغذائية للمغرب خلال العام الماضي بأزيد من 8 ملايير درهم، حيث كلفت المواد الغذائية التي استوردتها المملكة من الخارج إلى نهاية نونبر حوالي 51 مليار درهم عوض 43 مليار درهم المسجلة خلال نفس الفترة من العام السابق. أي بزيادة فاق معدلها 16 في المائة.
وتسببت موجة الجفاف التي ضربت المغرب خلال العام المنصرم، في ارتفاع حاجيات البلاد من الأغذية المستوردة مدفوعة بضعف الإنتاج المحلي. وكشفت بيانات مكتب الصرف الصادرة برسم شهر نونبر 2020، أن واردات القمح وحدها ارتفعت بأزيد من 41 في المائة، وكلفت المغرب 12.5 مليار درهم بزيادة فاقت 3.6 مليار درهم مقارنة مع نونبر من العام السابق، بينما كلفت مشتريات الشعير أكثر من 2.3 مليار درهم، أي ما يناهز 1.6 مليار درهم مقارنة مع واردات نفس الفترة من العام الماضي. وفي نفس الاتجاه عرفت معظم المواد الغذائية التي اقتناها المغرب من الخارج ارتفاعا ملحوظا سواء من حيث القيمة أو من حيث الحجم. وارتفع حاجيات المغرب من الأغذية، لاسيما الحبوب التي تأثر إنتاجها المحلي سلبا بفعل شح التساقطات خلال الموسم الماضي.
ويتوقع أن تساهم موجة التساقطات المطرية المتفاوتة التي شهدتها العديد من المناطق الفلاحية بالمملكة، في بعث شحنة من الأمل لدى الفلاحين لاستئناف أنشطة الزراعات الخريفية التي بلغت مساحتها المزروعة، إلى غاية 8 يناير الجاري، 4.1 مليون هكتار.
وأفادت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، يوم الجمعة، بأن المساحة المزروعة بالحبوب الخريفية وأوضحت الوزارة، في بلاغ، أن هذه المساحة تتكون من 44 في المائة من القمح اللين، و 34 في المائة من الشعير، و 22 في المائة من القمح الصلب، مشيرة إلى أن وتيرة زرع الحبوب قد تسارعت لتصل إلى 3 ملايين هكتار من المزروعات في شهر واحد بعد التساقطات المطرية في أواخر نونبر ودجنبر، مما يدل على سرعة التدخل بفضل تحسين القدرات الميكانيكية وتحديث الأسطول الميكانيكي الوطني.
وأضاف المصدر ذاته أن توزيع الزراعات الخريفية «شهد دينامية جيدة انطلاقا من العشر الثالث من شهر نونبر 2020، حيث تميز بهيمنة الحرث الميكانيكي الذي هم حوالي 94 في المائة من المساحات المزروعة». و»تصل المساحة الإجمالية المزروعة حتى الآن، والتي تشمل جميع الزراعات السنوية الخريفية، إلى 4.76 مليون هكتار، 9 في المائة منها بالمناطق المسقية، وتغلب عليها الحبوب (86 في المائة)، والأعلاف (10 في المائة) والقطاني (4 في المائة).
وفي ما يتعلق بمحاصيل الحبوب التي يتم توزيعها، فإنها تتطور في ظروف جيدة وسيتوقف تطورها خلال المراحل المقبلة على التساقطات المطرية في الأسابيع والأشهر المقبلة وعلى عمليات الصيانة التي يقوم بها الفلاحون.
أما الزراعات العلفية فتمتد على مساحة 500 ألف هكتار، 35 في المائة منها مسقية مقابل 480 ألف هكتار في الموسم السابق في نفس الفترة أي بزيادة قدرها 4 في المائة. وتتوزع الأصناف الرئيسية المزروعة بين شعير العلف (27 في المائة)، الفصفصة (21 في المائة)، الشوفان (17 في المائة)، البرسيم (13 في المائة)، الفاصوليا (9 في المائة)، خليط العلف (4 في المائة)، و أصناف أخرى (9 في المائة).
وتحتل القطاني حوالي 168 ألف هكتار، 6 في المائة منها مسقية، مقابل 171 ألف هكتار خلال الموسم السابق وفي نفس الفترة، بانخفاض قدره 2 في المائة. وتتمثل الأصناف الرئيسية المزروعة في الفول (57 في المائة)، الجلبانة (20 في المائة)، العدس (20 في المائة)، اللوبيا (11 في المائة) وغيرها (3 في المائة).
وعلاقة بالزراعات السكرية، تبلغ المساحة المزروعة بالشمندر السكري 45.910 هكتارا مقابل 55.350 هكتارا في الموسم السابق. ويرجع هذا الانخفاض بالأساس إلى عدم توفر الموارد المائية الضرورية للسقي بحوضي دكالة وتادلة. وقد تم إنجاز 100 في المائة من عملية الزرع الأحادي البذرة ،والحالة النباتية للزراعات جيدة بشكل عام.
وبالنسبة لقصب السكر، تبلغ المساحة الحالية حوالي 12.423 هكتارا، منها 1.737 هكتارا مزروعة في خريف 2020. وتقدر المساحة المتوقعة من الحصاد بـ 10.523 هكتار (8311 هكتار بالغرب و2212 هكتار باللوكوس).


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 19/01/2021