التعاونية الفلاحية بآسفي في قفص الاتهام : ملف ثقيل: أزيد من 10 ملايير أمام وزارتي الداخلية والعدل

 

أقطاب التعاونية الفلاحية بآسفي يتساقطون تباعا، فبعد مرحلة تجاوزت العقدين، استطاع مسيرو التعاونية الفلاحية «لاسكام» بآسفي ملء جميع المساحات التمثيلية بالمؤسسات الانتخابية، من مقاعد بالبرلمان بغرفتيه، مرورا بمجلس الجهة والمجلس الإقليمي، ورئاسة جماعات قروية بالإقليم..
أدين ثلاثة أقطاب من بينهم رئيس التعاونية قضائيا بتهمة الفساد الانتخابي، وجردوا من الأهلية الانتخابية لولايتين متتاليتين… واليوم ما تبقى من رصيد مالي وعيني بالتعاونية الفلاحية التي يشرفون عنها، والذي يقدر بالملايير، يتم تصفيته بطرق مفضوحة… لذلك سيكون أمام الجهات الوصية ملف ثقيل أخذ العمال والمستخدمون بالتعاونية على عاتقهم رفعه إلى رئيس الحكومة ووزارة العدل والحريات ووزارة الداخلية بعد أن أصبحت أرزاقهم في كف عفريت… والسبب أن أموال المنخرطين بالتعاونية شكلت عبر مختلف الاستحقاقات، مصدرا لصناعة الخرائط الانتخابية، مما أفرغ المؤسسات من النخب الحقيقية وأضاع على الإقليم الكثير من فرص التنمية!!..
ملف ثقيل بأرقام مالية ضخمة تعد بالملايير أمام رئيس الحكومة وزارة الداخلية ووزارة العدل والحريات… ويتعلق الأمر بالتعاونية الفلاحية المغربية بآسفي لاسكام… والطرف المشتكي هم عمال ومستخدمو التعاونية الذين يقضون شهرهم السادس دون أجور… !!
تقول الشكاية – التي تتوفر الجريدة على نسخة منها- التعاونية الفلاحية المغربية التي تأسست سنة 1938 وتضم أزيد من 1500 منخرط بخمسة مراكز متواجدة بإقليمي آسفي و اليوسفية لعبت دورا اقتصاديا واجتماعيا على مدار ثمانية عقود، وكان لها دور في تأطير الفلاحين وتسويق و تخزين الحبوب والقطاني وحماية المواشي في فترات الجفاف …
اليوم التعاونية الفلاحية تدخل لحظة الاحتضار أو الموت البطيء جراء الظروف المالية والاجتماعية العصيبة التي تمر منها والسبب سوء التسيير والتدبير المتعمد والهادف إلى إفلاس التعاونية وتسريح العمال.. كيف تحولت التعاونية من مرحلة الاستثمار إلى مرحلة الإفلاس؟
السبب هو دخول التعاونية في استثمارات كبرى قدرت ب 10 ملايير دون دراسة للجدوى، حيث ساهمت التعاونية في إنشاء مطحنة عبدة بنسبة 95 % بمبلغ 5 ملايير و600 مليون سنتيم منها 1 مليار و 880 مليون سنتيم كتمويل ذاتي و3 ملايير و800 مليون سنتيم كقرض بنكي…
الأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل عمد مسيرو التعاونية إلى تحويل 3 ملايير أخرى و 450 مليون سنتيم للزيادة في رأس مال مطحنة عبدة، بالإضافة إلى ضخ 250 مليون سنتيم وهي قرض بنكي لفائدة التعاونية الفلاحية كان مخصصا لتمويل مشتريات القمح اللين خلال الموسم الفلاحي 2015، هذا إلى جانب 270 مليون عبارة عن ألف قنطار من القمح اللين المستورد!
كل هذه الأموال التي تقارب 10 مليار والتي تم ضخها من طرف التعاونية الفلاحية لحساب مطحنة عبدة، لم تسعف هذه المطحنة في الاستمرار… فقد عمد مسيرو التعاونية إلى إغلاقها وتشريد عمالها في ظروف ملتبسة وجديرة بالتحقيق و المساءلة !..؟
الاستثمار الثاني، الذي قام به مسيرو التعاونية هو بناء مطامير صومعية بمبالغ خيالية.. وهو المشروع الذي انطلق سنة 2007 دون إتمامه ودون احترام لكناش التحملات، ودون تسليم نهائي لحد اليوم !؟. حيث استثمرت التعاونية الفلاحية من أجل بناء المطامير الصومعية ما قيمته 49.473.974,10 درهم أي ما يقارب 5 ملايير… المشروع لحظتها عرف معارضة كبيرة من طرف أعضاء بالمجلس الإداري للتعاونية و بعض منخرطي التعاونية إلى جانب المستخدمين و العمال..
صفقة بناء مطامير صومعية، كان من نصيب مقاول كان يشغل حينها رئيس التعاونية الفلاحية بوادي زم والتي تم إغلاقها فيما بعد! وهو نفس المقاول الذي حاز صفقة إنشاء مطحنة “عبدة”.. وتحوز بما مجموعه 9 ملايير سنتيم دون إتمام الأشغال كما هو الحال بالنسبة لمركز الشماعية، بل ودون التسليم النهائي للأشغال!
ويختم العمال و المستخدمون المحرومون من أجورهم منذ ستة أشهر، والذين يطاردهم شبح الإغلاق المتعمد والتسريح النهائي من العمل، بملف آخر في نهاية شكايتهم ويتعلق الأمر ببيع 10 % من أسهم التعاونية الفلاحية المغربية بآسفي في مؤسسة منافذ الحبوب بحد السوالم بما يقارب نصف المبلغ الحقيقي للأسهم ..رغم أن قيمة الأسهم فاقت مليار سنتيم !


الكاتب : منير الشرقي

  

بتاريخ : 27/05/2019