التلقيح ضد كوفيد 19 لا يلغي استمرار تطبيق التدابير الوقائية في انتظار تكوين المناعة الجماعية

 

تستعد بلادنا للشروع في حملة وطنية واسعة لتلقيح حوالي 80 في المئة من المواطنين المغاربة، كحلّ لمواجهة الجائحة الوبائية لفيروس كوفيد 19 وما ترتّب عنها من تداعيات صحية واجتماعية واقتصادية، خاصة في ظل استمرار تسجيل أرقام مرتفعة للإصابات وحصيلة مأساوية كل يوم للوفيات. وأكدت مصادر طبية لـ «الاتحاد الاشتراكي»، أن المستفيدين من اللقاح سيتوصلون بجرعته الأولى وعليهم الانتظار لمدة 3 أسابيع، وفي اليوم الواحد والعشرين سيكون عليهم الخضوع للجرعة الثانية من اللقاح ثم انتظار أربعة أسابيع بعد ذلك للوقوف على مدى استجابة الجسم.
وشددت مصادر الجريدة أنه خلال هذه المدة لا بد من استمرار تطبيق التدابير الحاجزية الوقائية، المتمثلة في الوضع السليم للكمامات واحترام التباعد الجسدي وغسل الأيادي باستمرار بالماء والصابون أو تنظيفها بالمعقّم الكحولي، وعدم التراخي لأن الغاية من هذه الحملة هو تلقيح قرابة 25 مليون مواطن ومواطنة والوصول إلى المرحلة التي تسمى بـ «مناعة القطيع» لكي يتلاشى الفيروس.
الاستعدادات لمباشرة الحملة الوطنية للتلقيح تغيب عنها حملة تواصلية فعلية للإجابة عن جملة من علامات الاستفهام وتبديد الغموض المرتبط باللقاح وتفاصيله وآثاره، إذ يطرح العديد من المواطنين علامات استفهام متعددة، كما هو الحال بالنسبة للسؤال المركزي والمتمثل في إن كان الخضوع للجرعتين وانتظار 4 أسابيع بعد الجرعة الثانية سيمكّن المستفيد من اللقاح من تفادي تبعات الفيروس وعدواه، على النفس والمحيط الأسري والمهني وغيرهما؟ والمدة الضرورية لكي يتم تكوين مناعة فعلية ضد الداء والتي ستضمن حماية للشخص؟ وهل سيكون المستفيد مدعوا لتلقيح نفسه مرة أخرى؟ وما هو الفاصل الزمني لذلك؟ وهل سيكون اللقاح المضاد لكوفيد 19 مشابها لنظيره ضد الأنفلونزا الموسمية الذي يتعين الخضوع له كل موسم شتاء أم سيكون مثل اللقاح المضاد لالتهاب الكبد الفيروسي من نوع باء، وبالتالي فإن ذاكرة الجسم ستستحضر الفيروس متى عاد لإصابة الجسم؟ فضلا عن عدد كبير من التساؤلات التي يغيب النقاش بخصوصها ويُترك المواطنون لاجتهادات شخصية قد تكون صائبة أو خاطئة في بحثهم عما يبدد تخوفاتهم ويجيب عن تساؤلاتهم!
وأكد مصدر طبي لـ «الاتحاد الاشتراكي» أن كل الأسئلة المطروحة هي مشروعة ومنطقية، لكن العديد من الأجوبة هي غير متوفرة حتى للمتخصصين في الشأن الصحي، مشيرا إلى أن الدراسات تتواصل والمتابعة المستمرة لمن شملتهم الأبحاث السريرية ستتواصل، والتي انطلقت من اليوم 28 عن الخضوع للقاح وستستمر خلال الستة أشهر التالية ثم على امتداد سنة، ودراسة تفاعل الأجسام مع اللقاح ومدة تكوين مضادات الأجسام وكذا حضورها الزمني وغيرها من التفاصيل الصحية المرتبطة بهذا الموضوع.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 28/11/2020

أخبار مرتبطة

كشف مرصد العمل الحكومي عن فشل الحكومة في محاربة الفساد والاحتكار، وعدم العمل على الحد من تداعيات الأزمة الاقتصادية على

  تحت شعار «بالعلم والمعرفة نبني الوطن»، تم زوال يوم الاثنين 22 أبريل 2024 ، افتتاح أشغال المؤتمر 21  ل»اتحاد المعلمين

يعود ملف ممتلكات الدارالبيضاء ليطفو من جديد على سطح الأحداث، خاصة وأن المدينة تتهيأ لاستقبال حدثين مهمين على المستوى القاري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *