التنشيط الثقافي «ينسل» من يد جماعة الدارالبيضاء، ومرافقها مستباحة للغير للاغتناء

إذا قمت بجولة في أهم ساحات ومرافق جماعة العاصمة الاقتصادية، في فصل الصيف خصوصا، ستقف على حقيقة صادمة مفادها أن مجلس مدينة الدارالبيضاء لم يعد متحكما لا في مرافقه ولا في دوره كمسؤول عن التنشيط الثقافي، عبر شركته « الدارالبيضاء للتنشيط « .
فقد ظهر على الساحة لاعبون جدد لا يعرف أحد كيف يتم الترخيص لأنشطتهم الفنية التجارية، ولا يفهم كيف تتم عملية استغلالهم لمرافق منها ملاعب وقاعات وساحات تابعة لجماعة الدارالبيضاء، من هؤلاء من هو مجرد مرتفق عند الجماعة كما هو الحال بالنسبة لمستغل المحلات المتخللة لمتنزه «الفيلودروم»، وهو بالمناسبة من ترسو عليه صفقة استغلال شاطئ للا مريم وعين الذئاب ومدام شوال، بسومة بسيطة لا تتعدى 165 مليون سنتيم في الفترة الممتدة ما بين نهاية أبريل إلى آخر يوم من شهر شتنبر، حيث يستغل بدون ترخيص فضاء «الفيلودروم» لإقامة سهرات كبرى، وإن كان دفتر التحملات الذي يربط بينه وبين الجماعة لا يتضمن هذا النشاط، وهي سهرات بالمقابلن وأي مقابل، دون أن تستفيد خزينة المدينة من سنتيم واحد من مداخيل هذه السهرات، أيضا شركة أخرى تنظم سهرات كبرى منها « جاز كازا « ، بأثمنة جد باهظة مستغلة فضاء مهما تابعا للمدينة دون أي وقع مالي على خزينة الجماعة، ساحة «النيفادة» الشهيرة، تحت مبرر الإعداد لكاس إفريقيا، تقام فيها سهرات يومية دون معرفة من يُسير ولفائدة من !؟
اللاعب الجديد الذي انضاف إلى هؤلاء هو شركة «سونارجيس» ، المتخصصة في تدبير ملاعب كرة القدم، بعد ولوجها من بوابة مركب محمد الخامس، وضعت يدها على جل المرافق الرياضية المؤثثة للمدينة، الأدهى أنها اليوم تضع هذه المرافق رهن إشارة الشركات التي تنظم السهرات الكبرى بمقابل خيالي جدا، لكن يبقى السؤال أين نصيب جماعة الدارالبيضاء من هذه المداخيل المالية ؟
في المقابل نعلم، كما أشرنا إلى ذلك، بأن مجلس مدينة الدارالبيضاء له شركته وهي «كازا إيفنت» الموكول لها رسميا تدبير النشاط الثقافي، وفق برامج يضعها مجلس المدينة نفسه ويتم التصويت على فقراته، وهي تقوم بذلك حقا لكنها في المقابل، وفي الوقت الذي تسمح فيه بأن تكون مرافقها مدرة للأموال لفائدة الغير، تفرض على شركتها المجانية، والحال أن هذه الشركة يجب أن تساعد في تنمية المداخيل المالية لخزينة الجماعة، فأي تدبير هذا الذي يستبيح مرافق المدينة للغير ويحرم الجماعة من هذا الاستغلال؟
فهل نحن أمام انهزام كلي لجماعة الدار البيضاء، التي يبدو أنها فقدت شخصيتها وأصبحت عرضة لأطماع المتحكمين في مجال السهرات، إلى درجة أن شركات قادمة من مدن أخرى باتت ترى في الدار البيضاء أرضا خصبة للربح، بعد شبه استقالة الجماعة المعنية عن أداء مهامها؟


الكاتب : العربي رياض

  

بتاريخ : 09/07/2025