التوظيف السياسي لملف مقالع الرخام جعله يعاني من انعدام جاذبية المستثمرين

إنتاج الرخام في المغرب يئن تحت وطأة المقالع العشوائية ومنافسة الأتراك والإسبان

89 % من مقاولات القطاع لا يتعدى رقم معاملاتها 10 ملايين درهم سنويا

اللجنة البرلمانية دعت إلى تثمين الحجر النبيل لوادي أمليل وحمايته ضد الإغراق

 

كشف تقرير المهمة الاستطلاعية البرلمانية حول مقالع الرمال والرخام عن العديد الاختلالات التي تحد من تطور قطاع الرخام بالمغرب، حيث مازال القطاع العشوائي وغير المهيكل يهيمن عليه بشكل قوي.
وأوضحت اللجنة البرلمانية التي ترأسها النائب سعيد بعزيز، عن الفريق الاشتراكي – المعارضة الاتحادية، أن قطاع الرخام في البلاد مازال يعاني من ضعف استغلال الموارد الطبيعية مع تثمين محلي ضعيف وتجزئة النسيج الصناعي إذ أن 89 في المائة من المقاولات المشتغلة في القطاع عبارة عن شركات صغيرة جدا، ولا يتعدى رقم معاملاتها 10 ملايين درهم سنويا، فيما تحتكر 11 في المائة من السوق شركات صغرى ومتوسطة يتراوح رقم معاملاتها بين 10 و60 مليون درهم.
وتوجد بالمغرب أزيد من 175 شركة متخصصة في الرخام تشغل أزيد من 2330 كفاءة مغربية وتنتج ما يقارب 300000 طن من القطع الرخامية الخام، حيث يعتبر هذا القطاع فرصة لإحداث مناصب الشغل والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، خاصة في المناطق التي تعرف بإنتاج الرخام، غير أن توظيف ملف المقالع سياسيا جعله يعاني من عدم الجاذبية بالنسبة للمستثمرين كما أنه بات يعاني من تداعيات تراجع قطاع العقار والسكن.
ودعت اللجنة البرلمانية التي زارت عددا من القالع، من بينها تلك المتخصصة في استخراج الرخام بإقليم تازة، إلى ضرورة تثمين الحجر النبيل لوادي أمليل وحماية المنتوج الوطني ضد الإغراق وحماية القدرة الإنتاجية الوطنية من المنافسة الخارجية.
وأوصى التقرير بضرورة إحداث أحياء صناعية تمكن من تثمين وتجميع مقالع الرخام وفي هذا السياق دعت اللجنة إلى التعاقد من أجل تنزيل مخرجات الدراسة المنجزة في هذا الصدد على مستوى إقليم تازة.
ويحظى الرخام بمكانة خاصة في المغرب بفضل تاريخه العريق والتقنيات المتطورة في إنتاجه. وتعود جذور إنتاج الرخام في المغرب إلى قرون مضت، حيث استخدم في بناء القصور والمعابد الفخمة التي تعكس تقاليد الفن المغربي التقليدي. ويرجع أول مقلع عصري للرخام في المغرب إلى سنة 1904 في منطقة صفرو، حيث بدأت العمليات الاستخراجية بالتقنيات الحديثة آنذاك.
ويعد المغرب واحدا من أكبر منتجي ومصدري الرخام في العالم، حيث تمتلك البلاد رواسب واسعة من الرخام بمختلف الألوان والصفات، وتقع بشكل رئيسي في مناطق الريف والأطلس المتوسط ​​والأطلس الكبير. وتحظى منتجات الرخام المغربي بتقدير كبير لجودتها وتنوعها، ويتم تصديرها إلى العديد من البلدان حول العالم للاستخدام في البناء وصناعة التصميم الداخلي والفنون.
وعلى الرغم من المنافسة الشرسة من طرف الرخام الاسباني والإيطالي والتركي ، فإن قطاع الرخام في المغرب آخذ في النمو، حيث ارتفعت صادرات المغرب من الرخام لتناهز 100 مليون دولار. ويقوم المغرب أيضا بتطوير مقالع جديدة للرخام وتحديث صناعة المعالجة لتلبية الطلب المتزايد. وتعتبر صناعة الرخام في المغرب قطاعا مهما لاقتصاد البلاد، حيث توفر فرص عمل لآلاف الأشخاص، خاصة في المناطق الريفية حيث توجد مقالع الرخام. يعتبر الرخام المغربي ثروة طبيعية ثمينة تساهم بشكل كبير في التنمية الاقتصادية للمغرب.
وتتمركز أهم مقالع الرخام بإقليم تازة خصوصا في منطقة غياثة التي تضم ما لا يقل عن 56 مقلعا للرخام ذي الجودة العالية، ويمتاز رخام المنطقة المعروف ب «حجر تازة» بقيمته الجيدة وقابليته للتلميع(polissage) ، كما يتسم بتعدد ألوانه الطبيعية واستعماله في تزيين واجهات البنايات، ولقد أثبتت بعض الدراسات إمكانية استعماله في بناء الطرق وصناعة الخرسان، وعلى مستوى جماعة غياثة الغربية، يمتد التكون الصخري الكلسي الذي يستخرج منه حجر تازة على مساحة 5 كلم 2 ويقدر الاحتياطي الطبييعى من هذه الصخور بحوالى 175 مليون متر مكعب، ويبلغ عدد اليد العاملة في قطاع المقالع بإقليم تازة ما يقارب 900 شخص.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 29/06/2024