«التَّشكيل العِراقي والحرب»

يصدر قريبا عن دار خطوط وظلال الأردنية، كتاب «التَّشكيل العِراقي والحرب»
لعلي النجار.
ربَّما تبدو علاقة الفنّان بالحروب غالِباً ملتبسة ما دامت ليست لها صلة مباشرة بذاته بعض الأحيان، بما يعني أنَّ الفعلَ وردَّةَ الفِعلِ وما يؤول إليه مِنْ تفاعلاتٍ لا تلبث أن تتحوَّلَ إلى أعمالٍ فنِّيَّة. لذلك لم يكنْ هذا التفاعلُ بنِسَبٍ متساويَة ما بين مَن خاض الحرب، وبين مَن مسَّتهُ مسّاً، ومَن عاشَ تداعياتها عبر صُوَرٍ وأنباء الأثير. لكن في الحالة العراقيَّة، غالِباً ما كانت هذه العلاقة مباشرةً، بما أنَّ العديدَ من التَّشكيليّين خاضوا غمارَ الحرب مُجبَرين، لا مُخيَّرين، حالهم حال بقيَّة قطاعات الشعب. وبما أنَّ تاريخ الحروب، أيّ حروب، ومنها التي تبدو كمسلسلٍ تراجيدِيٍّ تُخرِجُهُ وتُدير حوادثه المباشرة إدارةُ السلطةِ المتحكِّمة بمقدَّرات الدولة، مِنْ قادةٍ وملوكٍ وحتّى حكّام دكتاتوريّين، والَّذين هم أصحاب القرار عبر التاريخ، وحتّى تاريخنا الحديث. بالتزامن مع إجراءاتهم التي يفرضونها قسراً على الوسط الثقافيّ الذي يرزح تحت سطوتهم مباشرة، والتي من ضمنها تحريض الفنّانين وتكليفهم لإنتاج فنِّهم واستخدامه للترويج لحروبهم، بما يتوافق ومفاهيمهم الجاهزة عن الحقّ المشروع والشرف والعزَّة والكرامة وغير ذلك.


بتاريخ : 27/08/2024