الثانوية التأهيلية ولادة بالبرنوصي تحتفي بالقصيدة الزجلية في افتتاح أيامها الثقافية

 

بلقاء ثقافي مع الدكتور محمد ماسكي، الباحث في تحليل الخطاب والثقافة الشعبية، من كلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء، حول مؤلفه النقدي القصيدة الزجلية المغربية الحديثة عند إدريس مسناوي، البنية، الصورة، الوظيفة، بعنوان المتعلم ورهان الكتابة الإبداعية، انطلقت يوم السبت16أبريل 2022، ابتداء من الساعة العاشرة والنصف، بقاعة الأنشطة، فعالية الأيام الربيعية الثقافية للثانوية التأهيلية ولادة سيدي البرنوصي بمشاركة تلميذات وتلاميذ المؤسسة وعدد من الأساتذة وبإشراف من مدير الثانوية محمد أرسالة وناظر المؤسسة عبد الرحيم غالبي ومنسق نادي «مشعل النجاح» للثانوية وأعضائه ورئيسة جمعية آباء وأولياء التلاميذ الزهرة بنجدية، هذا اللقاء سير أشغاله التلميذ أمين محبوب من الأولى باكالوريا علوم وشاركت فيه التلميذة أسماء محبق من الأولى باكالوريا علوم .
وفي كلمته الافتتاحية رحب ناظر المؤسسة عبد الرحيم غالبي، بالباحث محمد ماسكي، معطيا انطلاقة الأيام الربيعية الثقافية للثانوية، ومشيدا بالأساتذة المؤطرين لمحترفات نادي «مشعل النجاح» وبالأساتذة والتلاميذ الحاضرين والفاعلين في محترفات النادي، متحدثا عن القراءة وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع، لتتناول الكلمة بعده الزهرة بنجدية، رئيسة جمعية آباء وأولياء التلاميذ، التي رحبت فيها بالدكتور الباحث، شاكرة أعضاء نادي «مشعل النجاح» كل واحد باسمه وتلاميذ الثانوية والمشاركين، والحضور. بدوره منسق نادي «مشعل النجاح» محمد الدهبي قدم في مداخلته، بالمناسبة، أهداف الأيام الثقافية الربيعية وبرنامجها، أما منسق النادي السابق المصطفى زونيبي، فقد تحدث من جهته عن الأنشطة الموازية وأهميتها الثقافية للمتعلم، ودور المتعلمين في تفعيلها والمشاركة فيها.
بعد هذا الافتتاح تناولت الكلمة التلميذة أسماء محبق، لتقدم ورقة نقدية بقراءة كتاب القصيدة الزجلية المغربية الحديثة عند إدريس مسناوي، البنية، الصورة، الوظيفة، بينت فيها أهم فصول الكتاب ومحاوره التي عالجها الباحث محمد ماسكي، مبرزة مفهوم القصيدة والزجل المغربي الحديث.
وخلصت أسماء إلى أن المؤلف عبارة عن نظرية كشف فيه الباحث عن رؤيته للكتابة الزجلية، من منظور بلاغي، وذلك راجع إلى موقف كثير من ممثلي النخبة المثقفة الذين كانوا يقدرون فنون الأدب الشعبي، بالإضافة إلى نظرتهم التنقيصية إلى العامية، في حين أن اللغة الزجلية إيحائية تقوم على الخيال، بصور بلاغية تنقل أحاسيس الأديب وأفكاره عبر لغة ترميزية تخشى التبرير والتقرير. ولم يفت التلميذة التطرق في ورقتها النقدية إلى المفاهيم النظرية، من البلاغة والصورة ومسارهما التاريخي والمعرفي والتحولات التي لحقتهما، متحدثة عن الاتجاه البلاغي العربي القديم مع الجاحظ، وابن المعتز … وغيرهم ممن رفعوا اللبس عن هذا المفهوم، والاتجاه البلاغي العربي الحديث مع محمد الوالي، ومحمد العمري …. الذين بثوا فيه روحا جديدة جعلته أكثر حيوية ودينامية، مختتمة ورقتها النقدية بالحديث عن خلق الزجال إدريس المسناوي لأشكال فنية فضح بواسطتها المستور، عبر انزياحات تركيبية وصوتية، تخرق فيها المقولات مكانتها الأصلية، وانطلاق القصيدة الزجلية عند إدريس مسناوي، عبر الاشتغال بالمكان البلاغي في شقيه القديم والحديث.
من جانبه تحدث الكاتب محمد ماسكي في كلمته عن الكتاب ودوافع كتابته والإشكالات التي تطرق إليها، مع إبراز أهم تصوراته المفاهيمية التي تجسدت في كتابة القصيدة الزجلية المغربية الحديثة عند إدريس مسناوي، مبينا أن هذه الدراسة تشتغل على متن زجلي معاصر، استمد إبدالاته من روافد عديدة، جعلته متنا غنيا بأشكال بلاغية؛ بعضها من طبيعة النص المدروس، وبعضها الآخر مجرد قواعد نمطية، حيث أشار إلى الأمر الذي دفعه إلى الوقوف عند الصور الأكثر هيمنة في النصوص، والكشف عن وظائفها، وإبراز القضايا التي تتناولها والمعاني التي تثويها، ثم بين الباحث ما يميز دراسته، التي تناولت القصيدة الزجلية المغربية الحديثة من منظور بلاغي مزدوج، مستندا إلى نموذج إدريس مسناوي.
واختتم اللقاء بحوار مفتوح بين الباحث محمد ماسكي وتلاميذ المؤسسة في جو ثقافي ومعرفي وتربوي حول أهمية القراءة والكتابة والعملية الإبداعية.

(*)منسق نادي مشعل النجاح بالثانوية التأهيلية ولادة


الكاتب : محمد الدهبي(*)

  

بتاريخ : 28/04/2022