«الثقافة والقيم» محور المائدة المستديرة الافتتاحية للجامعة الشعبية بمكناس

هل مجتمعنا ينتج القيم أم هو ضحية لها؟

 

كرام: اليوم أضحى الواقع يتجاوز الخيال، وأصبح الإنسان يعيش الاحتمال وليس الحقيقة

حدية: نعيش واقعا جديدا بمجتمع جديد تتغير فيه القيم والعادات والاتجاهات

لكحل: الدولة سقطت في فخ التيار الإسلامي حين رخصت لأعضائه بفتح مؤسسات للتعليم الأصيل استغلها لنشر الأفكار المتطرفة

قالت زهور كرام الروائية والناقدة، المتخصصة في تحليل الخطاب والثقافة الرقمية، إن الرقمنة والتكنولوجيا زعزعت علاقاتنا وقيمنا وتقاليدنا، وأوضحت أنه بالأمس كان الإنسان يعيش بين الواقع والخيال، والآن أَضحى الواقع يتجاوز الخيال، وأصبح الإنسان يعيش الاحتمال وليس الحقيقة.
وأكدت د.زهور في مداخلتها خلال المائدة المستديرة الافتتاحية للجامعة الشعبية بمكناس، أن الذكاء الاصطناعي يزاحم الإنسان، وأن الثقافة الجديدة إن لم تستحضر هذا الذكاء فستغرد خارج السرب، منبهة إلى سوء الاستخدام الناتج عن سوء الفهم والوعي ما يجعل المرء يفقد هويته، مستدلة على ذلك بكون المغاربة في عرفهم القيمي لم يكونوا ليقبلوا العزاء والمواساة عبر مواقع التواصل الاجتماعي كما هو الحال في عصر الرقمنة.
من جهته شدد المصطفى حدية، الأستاذ بجامعة مونديا بوليس، على أننا نعيش واقعا جديدا بمجتمع جديد وأن القيم والعادات والاتجاهات دخلت عليها تحسينات في عالمنا الجديد عالم التكنولوجيا، وأننا لسنا في أزمة لكننا بصدد إعداد شباب جديد، شباب التنمية والتفكير والإبداع وفق متطلبات العصر من خلال رؤية الجوانب النيرة في الإنسان المضطرب لتطويره لأن هناك 60 في المائة من الجوانب الناقصة نتيجة الاستعمال السيء لهذه التكنولوجيا.
أما سعيد لكحل الباحث في الإسلام السياسي فتساءل في بداية مداخلته، إن كان مجتمعنا ينتج القيم أم هو ضحية هذه القيم التي تتجاذبها عدة اتجاهات، منها التيار التقليدي الذي لا يرفض الحداثة وإنما يأخذ منها ويربطها مع قيمه ويطورها في الوقت الذي يرتكز التيار السلفي على العقائد، ويعطي الأسبقية للعبادة على العمل ولا يربط هذا الإخلاص للعبادة بالإخلاص في العمل، وبذلك ينافق المجتمع والدين والعمل وحتى الله سبحانه وتعالى.
وذكر ذات المتحدث في هذه المائدة الافتتاحية التي أدارتها باقتدار زوهرة لهيوي منسقة ماستر الأدب والفن والإعلام بجامعة مولاي إسماعيل، بسقوط الدولة المغربية في فخ هذا التيار حين قامت بالترخيص لأعضائه بفتح مؤسسات للتعليم الأصيل والمساجد لتدريس أصول الدين وحفظ القرآن دون مراقبة، فاستغلها لنشر الأفكار المتطرفة من خلال توجيه الشباب نحو التشدد، ومناهضة القيم الكونية والتشجيع على المعتقدات التكفيرية بدل العبادة ليتغلغل بصورة لافتة في المجتمع المغربي .
وتوجه سعيد لكحل بتحية إجلال وتقدير لرجال الأمن اليقظين الساهرين على أمن وطمأنينة هذا الوطن الذين لولاهم لعاش المغرب عمليات إرهابية دموية.
جدير بالذكر أن الجامعة الشعبية بمكناس مبادرة مدنية انطلقت سنة 2018 تحت شعار « الحق في المعرفة للجميع، وبالمجان كحق من حقوق الإنسان « تستهدف التوعية المجتمعية لجميع شرائح المجتمع من شباب ونساء وطلاب وباحثين ومتدربين وأطر إدارية ومتقاعدين، وعمال وفلاحين سياسيين ونقابيين وجمعويين، وغيرهم من الجهات المهنية العاملة في القطاع العام والخاص.
والجامعة الشعبية المغربية مستوحاة من تجارب جامعية متعددة وغير منفصلة عن نموذج « الجامعة الشعبية التي أبدع فيها وأخرجها للوجود القيادي السابق في حزب القوات الشعبية ووزير الشباب سابقا سي محمد الكحص. هذا وقد بلغ عدد المسجلين بالجامعة الشعبية المغربية خلال هذا الموسم أزيد من 500 شخص تحت تأطير وإشراف 55 أستاذا جامعيا وباحثا من مختلف الجامعات المغربية والأوربية ، بالإضافة إلى مساهمة طلبة باحثين وخبراء مختصين.


الكاتب : يوسف بلحوجي

  

بتاريخ : 29/10/2022