الجائزة الكبرى للنسخة 20 من المهرجان الوطني للفيلم التربوي مناصفة بين فيلم «أكتب لي écris moi» وفيلم «الرسالة» عن أكاديميتي الدار البيضاء سطات وفاس مكناس

 

اختتمت مساء السبت 20 ماي الجاري فعاليات المهرجان الوطني للفيلم التربوي في نسخته العشرين الذي تنظمه الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين جهة فاس مكناس في الفترة ما بين 18 و20 ماي 2023 تحت شعار الفيلم التربوي في خدمة مدرسة ذات جودة للجميع « بحضور الكاتب العام للوزارة والسيدة والسادة المديرون الإقليميون بالجهة وعدد من ممثلي السلطات العمومية والمنتخبة وشخصيات مدنية وتمثيليات من النسيج المدني. كما رفع الإعلامي الصحفي بالإذاعة الوطنية سعيد معواج التازي منسوب المتعة والفائدة باحترافية في تيسيره لفقرات الحفل الختامي مرفوقا بالأستاذة مارية أبليط مترجمة الإشارة للصم والبكم.
وشهد مدرج المركز الجهوي للتكوينات والملتقيات مولاي سليمان بفاس ليلة الاختتام توسيم إثنين من موظفي الأكاديمية بأوسمة ملكية، يتعلق الأمر بالدكتور محمد أوراغ رئيس المركز الجهوي للتوثيق والتنشيط والإنتاج التربوي ومصطفى حجاجي إطار بالموارد البشرية. كما تم تكريم كل من الدكتور عمر الودادي أستاذ التعليم العالي ورئيس منتدب لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض وعزيز باكوش إعلامي وإطار سابق بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين فاس مكناس. وشكلت لحظة الإعلان عن نتائج هذه المسابقة من طرف المخرج المغربي إدريس الروخ أقوى لحظات هذه المحطة الفنية والتربوية في نسختها العشرين. كما تميزت الدورة بتوقيع اتفاقية شراكة بين الاكاديمية وجمعية انديفيلم.
وأجمع كل من مدير الأكاديمية والكاتب العام للوزارة على شكر كل المتدخلين والشركاء الذين اشتغلوا للحفاظ استدامة توهج هذه التظاهرة التربوية بدلالاتها وأبعادها الممتدة فنيا وتربويا نظرا لنبل أهدافها وغاية مراميها التي تنسجم مع أبعاد وبرامج خارطة الطريق لإصلاح المنظومة التربوية 2022 – 2026. مذكرين بأهداف المهرجان الوطني للفيلم التربوي المتمثلة أساسا في انفتاح المؤسسات التربوية على ثقافة الصوت والصورة، لتوظيفها توظيفا بيداغوجيا وديداكتيكيا أنجع وأمثل وصنع لحظات فرح جماعي، وخلق فرجة يلعب فيها السمعي البصري دورا مساهما في خدمة منظومة التربية والتكوين.
وتساءل المخرج والممثل إدريس الروخ في مستهل تقرير لجنة تحكيم الدورة: هل يمكن؟ نعم يمكن؟ هل نستطيع؟ نعم نستطيع. بالسينما نستطيع أن نختصر المسافات وأن نبحر في عمق الأحاسيس. بالسينما نتطور نتحول نتنور نتعرف على الآخر الذي يشبهنا والآخر الذي يرعبنا.. والذي يجتذبنا. نتعرف على أنفسنا نتقابل مع عيوبنا. ونتوقف كي نتصالح مع ذواتنا إنها السينما هذا العالم العجيب المليء بالصور والنغمات والكلمات والشخصيات الفضاءات المليء بنا. نعم يمكن أن نفيد بعضنا البعض «معتبرا الفيلم التربوي دعامة أساسية للنهوض بمدرسة النجاح.
وبعد مشاهدتها ل 24 فيلما تربويا، أشادت لجنة التحكيم بجودة التنظيم وحسن الاستقبال، ونوهت بكل الأطر الساهرة على هذا الحدث الفني واحترافيه. كما ثمنت اللجنة المكونة من الممثل والمخرج إدريس الروخ رئيسا، وعضوية كل الناقدة والكاتبة فاطمة أبو ناجي، وخالد سلي مخرج ومدير مهرجان الفيلم المغاربي، وفاطمة بوجو ممثلة « جميع الأفلام المقدمة من طرف الأكاديميات، وخصوصا التلاميذ والأطر التربوية الذين أبانوا عن قدرتهم في خلق الفرجة السينمائية لدى الجمهور، وشجعت في تقريرها كل المؤسسات التعليمية المنفتحة على الفن والإبداع واهتمامها بتقريب الحس الفني والإبداعي. وبالأخص عالم الصورة بكل جوانبه الفنية والتقنية.
أما نتائج المسابقة فقد جاءت على الشكل التالي: التنويهات:
1. تنويه بالموسيقى التصويرية الأصلية لفيلم « أكتب لي écris moi «
2. خالد سلي تنويه خاص بالطفل إبراهيم الرعموش عن فيلم « صرخة صماء» من ذوي الاحتياجات الخاصة الاكاديمية الجهوية للشرق تأليف واخراج حورية مجاهد .
3. تنويه خاص بالطفلة صفاء إد يحيى عن فيلم «جرعة أمل « للمخرجة سارة عميرات عن الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الداخلة وادي الذهب .
4. جائزة التشخيص إناث مناصفة بين ماجدولين صبري عن فيلم «دمعة « للمخرج محمد الصبري عن الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون .وشروق السباعي عن فيلم» الرسالة»للمخرج محمود ايت الحاج عن الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات.
5. جائزة التشخيص ذكور من نصيب الطفل بلال أوراغ عن فيلم « تقاسم» للمخرج مصطفى الإدريسي عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق .
6. جائزة السيناريو تعود إلى فيلم « دمعة»» للمخرج محمد الصبري عن الاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة كلميم واد نون
7. جائزة الإخراج من نصيب فيلم «clic»للمخرج سعيد النظام عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار البيضاء سطات.
8. الجائزة الكبرى جاءت مناصقة بين فيلم « أكتب لي écris moi» للمخرج عمر التوزاني عن الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة فاس مكناس .وفيلم « الرسالة «للمخرج محمود ايت الحاج عن أكاديمية الدار البيضاء سطات .
وأوصت اللجنة في تقريرها بالاعتناء بالموسيقى التصويرية الخاصة بالفيلم والاشتغال مع مؤلفين موسيقيين مغاربة واقترحت تخصيص جائزة لذلك. أما بالنسبة لتوزيع الأدوار المتعلقة بالكبار، نصحت اللجنة بتفادي إسناد الأدوار المتقدمة في السن للأطفال مع ضرورة التكوينات الموازية في مختلف مراحل صناعة الفيلم التربوي والاعتماد على مؤطرين محترفين في المجال مثل الإخراج كتابة السيناريو الإدارة الفنية والتقنية من أجل الارتقاء بجودة المنتوج التربوي. وأعربت اللجنة عن أملها في أن تكون أكاديمية فاس مكناس السباقة لهذه المبادرة، لكون احتضانها لأقدم مهرجان للفيلم التربوي بالمغرب. كم شددت على الاهتمام والعناية بمكونات الهوية المغربية « تمغريبيت» ودعت إلى إحداث جائزة الموسيقى الأصلية باعتبار الموسيقى عامل مهم جدا في خلف الفرجة والانفعالات الدرامية لحماية حقوق المؤلفين. ودعت إلى اعتماد الموسيقى التصويرية لتشجيع المؤلفين الموسيقيين المغاربة.
على صعيد آخر، قارب خبراء وأكاديميون في مجال الديداكتيك وتقنيات السمعي البصري في ندوة علمية محورها « السينما التربوية في خدمة مدرسة الجودة « محاولين الإجابة عن أسئلة من قبيل الأسئلة هل يمكن تحقيق جودة في مدرستنا بمعزل عن توظيف الصورة الثابتة والمتحركة ودمجها في مختلف برامجنا التعليمية؟ إلى أي حد تساهم السينما في بناء شخصية الأطفال واليافعين الجودة بالمدرسة المغربية والشباب داخل مؤسساتنا التعليمية؟ ألا يمكن اعتبارها من بين الوسائل الناجعة في تجويد عملية التعلم؟ الندوة يسر فقراتها الناقد الفني ذ أحمد سجلماسي وتدخل كل الدكاترة: الحبيب الناصري، حسن الروخ، سعيد الفراع. وتطرق المتدخلون كل من زاوية اختصاصه حيث كانت الصورة صلب بناء التعلمات – الفيلم الوثائقي في خدمة قضايا الجودة بالمدرسة المغربية – الصورة والكفايات المنشودة في مدرستنا- الصورة السينمائية والتربية على الجمال -السينما والتربية على القيم. وقد قارب المحاور الندوة كل من زاوية تخصصه.
وأجمع المتدخلون على اعتبار المدرسة فضاء خصبا للمساهمة في بناء شخصية المتعلم وترسيخ القيم الإنسانية النبيلة كما أكدوا على ضرورة تبني تعلمات نظرية وتطبيقية تساهم في تطوير قدراته ومهاراته المختلفة وتجعله دوما في صلب مجتمعه وانتظاراته المتعددة في زمن الصورة بامتياز، بفضل التحولات التيكنولوجية المتسارعة التي مست كل جوانب حياة الإنسان. وشددوا على ضرورة الانفتاح على عوالم هذه الصورة والتسلح بتقنياتها والتشبع بثقافتها وجمالياتها من اجل تحقيق تكوين يتسم بجودة عالية. كما تابع المستفيدون من تلاميذ وأطر تربوية من ورشة تكوينية في مجال صناعة الفيلم الوثائقي بحضور مدير الأكاديمية ورئيس قسم الشؤون التربوية وتعرفوا آليات وتقنيات إنتاج الفيلم الوثائقي من الفكرة إلى الإخراج مع المخرج والسيناريست داوود أولاد السيد.
واستفاد المشاركون من جولات استكشافية منظمة ومؤطرة في أرجاء المدينة العتيقة. كما تأثث برنامج الدورة بوصلات فنية لفريق طيور السلام مؤسسة التفتح للتربية والتكوين الأميرة للا خديجة بتازة، ووصلة لفرقة الثانوية العسكرية الملكية الثانية بإفران. وصلة فنية للفريق الكورالي للمركب التربوي سيدي محمد بن يوسف برئاسة ذ عبد الوهاب العلوي. وفقرة فنية لفرقة الفراشات التابعة لمدرسة عين خادم بالحاجب. إضافة إلى عزف فردي على آلة القانون للتلميذة وئام متوكل من مؤسسة تعليمية بمكناس.
ويظل المهرجان الوطني للفيلم التربوي منذ تأسيسه من أكبر المساهمين في خلق تأثير إيجابي في محيطه الاجتماعي والتربوي من خلال تنامي نواد تربوية سينمائية في عدد كبير من المؤسسات التعليمية بالجهة كما في باقي الجهات والأكاديميات .وهذا مكسب وطني كبير يدعو إلى مزيد من الابداع والابتكار.


الكاتب : عزيز باكوش

  

بتاريخ : 25/05/2023