في اليوم الثاني من أشغال الجامعة الوطنية للأندية السينمائية في دورتها 13 بالجديدة، أي صبيحة يوم الأربعاء 11 دجنبر 2024، تم انطلاق الورشات بمؤسسة التفتح للتربية والتكوين بالجديدة، حيث قام الأستاذ محمد حافظي مكون بالمعهد المتخصص في المهن السينمائية وسيناريست ومخرج بتأطير ورشة تحت عنوان «مراحل إنتاج فيلم سينمائي»، تناول في هذه الورشة كيفية إنتاج فيلم من طرف جمعية تنشط سينمائيا وكذلك المراحل التي يمر منها الفيلم وهي مرحلة ما قبل الإنتاج ومرحلة المونتاج،كما تناول مرحلة الإعداد ودور كل من المخرج ومساعده وكيفية إعداد عملية التقطيع الفيلمي وعلاقتها ببناء القصة في السيناريو.
أما الورشة الثانية التي أطرها االمخرج والسيناريست الحسين شاني، فقد كان موضوعها يدور حول كيفية كتابة السيناريو مع مجموعة من المخرجين الشباب وعدد من ا لأساتذة، حيث تناول مفهوم السينما بشكل شمولي والفرق بينها وبين الرواية مع الاضطلاع على بعض عناوين هذه الأخيرة وكيف تم الاشتغال عليها سينمائيا، ثم كيفية إخراج جملة فيلمية التي تلخص الفيلم، وانطلاقا من هذه الجملة يتم كتابة ملخص، كما تم مشاهدة عدد من الأفلام القصيرة، والهدف من هذه الورشة حسب رأي المؤطر هو محاولة الاشتغال على سينارية قد يتحول إلى فيلم في السنة المقبلة كاستمرارية لهذه الورشة.
بينما قام الناقد السينمائي مجيد سداتي بتأطير ورشة التحليل الفيلمي، كان الهدف منها إعطاء أدوات وآليات التحليل بالنسبة للمشاركين من خلال بعض نماذج من الأفلام القصيرة التي قاموا بتحليلها، من زاوية نظرية، وهي تختلف في تركيبتها حسب قوله عن النقد السينمائي والصحافي، بمعنى أن هذا الاختلاف يكمن في تمرين بيداغوجي جامعي، يدخل ضمن مقاربات منهجية محددة تتوخى البحث عن إشكالية محددة، عكس النقد الفني الذي يكون حرا، بينما في هذه الورشة قام محمد سداتي بالوقوف على كيفية تحليل الفيلم السينمائي انطلاقا مقاربات عديدة كالسوسيولوجيا.
أما عشية نفس اليوم كان هناك لقاء مباشر مع المحتفى به في هذه الدورة، المبدع ادريس اشويكة ضمن «ماستر كلاس» حيث قدمه بداية الناقد والإعلامي محمد اشويكة، مع طرح ثلاثة أسئلة نظرا للقرابة العائلية الي تربطه به، ونظرا لإحاطته بكل تفاصيل حياة ادريس اشويكة، حيث استهل المحتفى به بسرد مقاطع من حياته الشخصية بداية من تكوينه في طفولته وظروف معيشته التي أدت إلى اهتمامه بالسينما انطلاقا من تربية تقليدية محافظة، ثم تحدث عن تأثير والدته رقية بعد وفاة والده على حياته، ثم تحدث عن مدى تأثيره بأجواء الحي الذي عاش فيه الذي كان محايدا للحي اليهودي، ومدى تأثير تلك الحقبة على مساره.
ثم انتقل ادريس اشويكة للحديث عن تجربة مجلة فيزيون «vision» التي كانت تعنى بالنقد والمتابعة على جميع مستويات الأجناس التعبيرية والفنية، ومن خلالها كما قال نشأ برنامج زوايا بالتلفزيون الذي كان يشرف عليه.
بعدها انتقل ادريس اشويكة لسرد حقبة كانت له بها علاقة بالحركة الطلابية وانخراطه في العمل النضالي منذ بداية السبعينات، مع ذكر تجربة اعتقاله لمدة سنة ونصف في تلك الفترة، كما أشار إلى أنه رغم مطالبة المعتقلين بتعويضهم عن الأضرار النفسية والجسدية التي تعرضوا لها في السجون في إطار الإنصاف والمصالحة، فإنه لم يقدم طلبا لذلك.
وبعد هذا اللقاء، تم تقديم خمس أشرطة سينمائية مشاركة في المسابقة، وهي :
إلهام لعزيز الحنبلي، الحقيقة للخضر الحمداوي، الشامبري لفداء السباعي، حياة لحمزة غازي ونافذة لمحمد حبيب الله.
الجامعة الوطنية للأندية السينمائية تعتني بالأوراش بالجديدة وتحتفي بالتجربة الإنسانية للمبدع ادريس اشويكة
الكاتب : شفيق الزكاري
بتاريخ : 13/12/2024