دخلت الجبهة الاجتماعية المغربية على الخط بخصوص حادث وفاة ثلاثة شبان في آبار الفحم الحجري بحثا عن لقمة العيش أو الرغيف الأسود بجرادة، مؤكدة أن ذلك ما كان ليحدث لو استجابت الحكومة لمطالب حراك جرادة وخاصة ما يتعلق بالبديل الاقتصادي ومحاسبة المتورطين في جرائم النهب والفساد.
وقالت الجبهة الاجتماعية المغربية في بيان لها، إن السلطات واجهت هذا الحراك الشعبي بالحديد والنار، ونكلت بنشطائه واعتقلت طلائعه وروعت الساكنة وأرهبتها وأغمضت أعينها التي لا تنام عن المافيا التي تقتات من عرق الشباب الذي يدفعه الفقر إلى المغامرة بحياته، كاشفة أن شابا آخر توفي هذا الأسبوع في تالسينت داخل أحد المناجم بجبل بوعروس، بمنطقة بني تجيت، بسبب انهيار التربة، كما لقي 3 مستخدمين من الوقاية المدنية حتفهم أمس إثر حريق بشمال المغرب.
ورأت الجبهة أن الفقر والهشاشة والعطالة هو ما يفجر اليوم معارك المعطلين في مناطق متعددة من بينها تاهلة حيث يواصل المعطلون بهذه المدينة، في إطار الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، اعتصامهم المفتوح ومبيتهم الليلي أمام مقر الجماعة من أجل الحق في الشغل، ومعه يواصل رئيس فرع الجمعية، ياسين بوعملات، إضرابه المفتوح عن الطعام لمدة أصبحت تهدد حياته بخطر حقيقي، ووفق ذات البيان، تم اعتقال عبد الإله بوشيوع انتقاما منه على نضاله السياسي والحقوقي وسط حركة المعطلين.
ووفق الجبهة الاجتماعية المغربية فإن كل هذا يجرى في مناخ يتسم بالسخط الشعبي الواسع ضد الغلاء الفاحش خاصة غلاء المحروقات، رغم تراجع ثمن البترول في السوق الدولية وبالاستياء العام من تداعيات الجفاف الخطيرة على سكان البادية على وجه الخصوص، معبرة عن تعازيها لعائلات شهداء لقمة العيش، وتضامنها معها وداعية فروعها المحلية القريبة إلى التحرك ميدانيا لتجسيد هذا التضامن بزيارة العائلات المكلومة والوقوف إلى جانبها والمساهمة في تنوير الساكنة وتجديد تمسكها بمطالب الحراك.
وطالبت الجبهة بفتح حوار جاد مع المعطلين يفضي إلى تحقيق حقوقهم المشروعة في الشغل وإنقاذ حياة ياسين بوعملات، مطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين ومن بينهم  عبد الإله بوشيوع، داعية الحكومة مجددا إلى التراجع عن الزيادات المهولة في أثمنة المحروقات وعدد من المواد الأساسية الأخرى وبدعم سكان البادية المنكوبة، مشددة على  عزمها مواصلة النضال ضد كل السياسات التفقيرية للشعب المغربي.