الجفاف والحرب على أوكرانيا يرفعان فاتورة القمح والشعير في المغرب فوق 2.3 مليار دولار

 

المملكة مضطرة للبحث عن أسواق بديلة لتعويض 26 % من مشتريات القمح الأوكراني

ارتفعت حاجة المغرب إلى استيراد الحبوب هذا العام بسبب موجة الجفاف التي تضرب البلاد للموسم الثاني على التوالي، وهو ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في الفاتورة الغذائية للمملكة التي زادت كلفتها بنسبة 53 في المائة عند نهاية شتنبر من العام الجاري، وكلفت واردات القمح والشعير وحدها ما يناهز 23.5 مليار درهم.
وتفيد آخر بيانات مكتب الصرف أن قيمة واردات القمح ارتفعت في نهاية شتنبر من هذا العام، بأكثر من 10.5 مليار درهم لتستقر في حدود 20.3 مليار درهم عوض 9.7 ملايير درهم خلال نفس الفترة من العام الماضي، بينما كلفت واردات الشعير 3.2 مليار درهم عوض 697 مليون درهم قبل عام، ما يعني زيادة صافية فاقت 2.5 مليار درهم.
ولم تتعد محاصيل الحبوب هذا العام 29.8 مليون قنطار، أي أقل من نصف محاصيل العام الماضي التي ناهزت 61 مليون قنطار، والتي اعتبرت بدورها ضعيفة بالمقارنة مع متوسط الإنتاج خلال العشرية الأخيرة والبالغ 75 مليون قنطار. وتوزع المحصول الهزيل من الحبوب بين 16.5 مليون قنطار من القمح اللين و7.5 مليون قنطار من القمح الصلب و5.8 مليون قنطار من الشعير. وقد تم تحقيق هذا الإنتاج المتوقع على مساحات مزروعة من الحبوب برسم هذا الموسم والتي تقدر ب 3‚4 مليون هكتار، منها 2 مليون هكتار سجلت خسائر في محاصيل الحبوب بالمناطق البورية.
ويأتي ارتفاع فاتورة القمح المستورد في سياق زيادات جديدة ومتوقعة شهدتها بورصة السلع الأمريكية التي سجلت صعودا ملحوظًا للحبوب والقمح، وانعكست تباعا على باقي الأسواق حول العالم التي ارتفعت هي الأخرى متأثرة بقرار روسيا تعليق «اتفاق الحبوب» الذي وقعته في يوليوز الماضي برعاية الأمم المتحدة، وذلك بفتح 3 موانئ  على البحر الأسود تضمن المرور الآمن لصادرات الحبوب الأوكرانية للمساعدة في تخفيف أزمة الغذاء العالمية، ردًا على ما وصفته روسيا بالهجوم الذي استهدف جسر القرم، ما ألقى بظلاله على أزمة الحبوب، قبل التدخل الدولي الذي سمح بإعادة صادرات القمح مرة أخرى وفقًا لشروط موسكو.
ومطلع الأسبوع المنقضي، صعدت مؤشرات سعر القمح في بورصة شيكاغو مسجلة 6.4% عقب صعود سابق بقيمة 7.7% وهو أعلى مستوى له خلال العام الجاري، كما زاد سعر الذرة 1.6% وفول الصويا 2%، وسط تحذيرات لمجلس الحبوب الدولي من أن المخزون العالمي بلغ أدنى مستوى له منذ 8 سنوات، لأسباب من بينها الحرب الروسية الأوكرانية، فضلاً عن موجات الجفاف والأمطار والفيضانات الغزيرة التي ضربت العديد من البلدان حول العالم ما أضر بالمحصول الذي شارف على موسم الحصاد.
ويذكر أن المغرب يشتري 26% من حاجياته من الحبوب من أوكرانيا التي استورد منها العام الماضي حوالي 2.7 مليار درهم معظمها من القمح والشعير والبذور، وفي 2022 وقبيل اندلاع الحرب، كان المغرب قد اشترى 805 آلاف طن من القمح الأوكراني عوض 338 ألفا خلال العام الماضي، غير أنه الآن مضطر لتعويض حاجياته من أسواق أخرى وعلى رأسها السوق الفرنسي، التي يتوقع أن يستورد منها هذا العام 25 مليون قنطار، ويرتقب أن يتضاعف هذا الرقم خلال العام القادم ليناهز 50 مليون قنطار، وقد جاء ذلك على لسان يان ليبو، رئيس مكتب منطقة المغرب في منظمة «إنترسيريال» الفرنسية لخبراء القمح، الذي توقع أن تصل واردات المغرب من القمح اللين إلى ما بين 4.5 وخمسة ملايين طن العام المقبل بسبب الجفاف.وأضاف أن فرنسا وحدها صدّرت أكثر من مليون طن من القمح اللين إلى المغرب الصيف الماضي، ومن المتوقع أن تبلغ مبيعاتها له بحلول نهاية العام إلى 2.5 مليون طن من القمح اللين.


الكاتب : عماد عادل

  

بتاريخ : 08/11/2022