«الجنازة الأخيرة» في عرض مسرحي للمحترف الذهبي للفنون الدرامية بالمحمدية

بعد ثلاثين سنة من إنجاز النص المسرحي «الجنازة الأخيرة» للكاتب الروائي خالد اخازي ، تم مساء السبت الأخير عرض المسرحية بإخراج إبداعي راق للمبدع ابراهيم أقلل ، بمسرح عبد الرحيم بوعبيد بالمحمدية. وحوالي الساع ، زمن العرض، و أمام جمهور نوعي وازن  أعاد الدفء للجسد المسرحي بالمدينة، خلق فيه المخرج ألفة أعاد فيها ذلك الترابط السببي بينه و بين المتلقي الذي ظل مشدوداً مدة زمن العرض المسرحي .
وقد نجح المخرج في اختياراته التقنية التي وظفها تزامنا مع أحداث النص لامست كل أبعاده المعرفية والفكرية والإيديولوجية وأضفت بعدا جماليا جعلت الجمهور يتفاعل طيلة العرض مع أحداث النص . فاختيار الإكسوسورات والملابس والإنارة و الموسيقى والأصوات.. كان موفقا . أما التشخيص، فبالرغم من حداثة التجربة و الاحتكاك بالركح، إلا أن الممثلين الذين تم اختيارهم أبانوا عن احترافية كبيرة في التعامل مع العرض بالرغم من حمولته المعرفية الثقيلة وذلك من خلال التقمص الجيد للأدوار.
القضية الفلسطينية قضية وجدان عربي وانتماء روحي و ديني، إنها قضية كونية.. أبى الكاتب الروائي والمؤلف المسرحي خالد اخازي، ابن المدينة، إلا أن يجعل منها قضيتنا التي تورق انتماءنا  المغترب، خاصة في هذه الظروف التي تعيشها الأمة العربية من تمزق وتشرذم نتيجة الصراعات الفكرية والإيديولوجية، التي أدت إلى تفرقة الرؤى وتمزيق الجسد العربي والإسلامي..، و لعل هذا ما جذب اهتمام و فضول المخرج إبراهيم اقلل إلى اختيار نص «الجنازة الأخيرة» في هذه الظروف بالذات، خاصة بعد محاولات تهويد مدينة القدس وانسلاخها عن الجسم الفلسطيني والعربي.
على العموم العرض المسرحي لقي تجاوبا منقطع النظير مع الجمهور وسجل نقطة لصالح المحترف الذهبي للفنون الدرامية في التعامل والاشتغال على إنتاج محلي سيدشن لمرحلة جديدة في المسيرة المسرحية لمدينة المحمدية.


بتاريخ : 25/04/2019