بعد الهزيمة القاسية أمام الرجاء البيضاوي، يوم الأربعاء الماضي، حصد الدفاع الحسني الجديدي هزيمة أخرى (3–1) أمام ضيفه الجيش الملكي، في المباراة التي جمعتهما مساء الأحد بملعب العبدي، لحساب الجولة 16 من البطولة الاحترافية.
فبعد شوط أول لم يرق مؤداه الفني إلى ما كان ينتظره الجمهور الجديدي الذي تابع المباراة، على قلته، من مدرجات ملعب العبدي، وبالرغم من تمركز اللعب وسط الميدان بحكم النهج التكتيكي، الذي اعتمده المدرب الجديدي فيلود وكارلوس ألوس، مدرب الجيش الملكي، تميزت المباراة بشح كبير في الفرص السانحة للتسجيل.
المباراة انطلقت برغبة أكيدة من طرف الدفاع الجديدي، الذي كان يرغب في وضع قطيعة مع النتائج السلبية وتحقيق الفوز، الذي غاب عنه منذ أربع دورات، لذلك كتف من ضغوطاته التي أثمرت في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول هدف السبق بواسطة طارق أستاتي في الدقيقة 41.
ولم يتأخر الرد العسكري، إذ استطاع تعديل الكفة سريعا وقبل انتهاء الشوط الأول بدقيقة واحدة، من ضربة جزاء في الدقيقة 44، انبرى لها مهدي برحمة.
وخلال الشوط الثاني عمد الفريقان معا إلى البحث عن تحقيق ما هو أفضل، لكن مع كثير من الحيطة والحذر. فالفريق الجديدي لم يكن يرغب في أن يقع ضحية أي تهور، خصوصا أنه يلعب أمام جماهيره، ونفس الشيء بالنسبة لفريق الجيش الذي سعى إلى الحفاظ على التعادل، لأن نقطة واحدة خير من لا شيء.
لكن، وعكس ما توقعه الدكاليون، حصل الجيش الملكي على ضربة جزاء ثانية في الدقيقة 82، سجل منها مهدي برحمة الهدف الثاني. وخلال الوقت بدل الضائع تمكن الجيش من إضافة هدف تأكيد الفوز بواسطة إبراهيم البزغودي، لتنتهي المباراة لصالح الجيش، الذي انتزع ثلاث نقاط ثمينة، مكنته من الصعود نحو مركز آمن في وسط الترتيب، بينما ظل الدفاع بلا فوز للمباراة الرابعة على التوالي.
وبدا هوبير فيلود، مدرب الفريق الجديدي، مستاء جدا من الهزيمة المذلة التي مني بها فريقه، حيث لم يستسغ السقوط المخجل للفرسان للمرة الثانية تواليا بعقر دارهم، وبحصتين عريضتين. مؤكدا في ندوة صحفية أعقبت المباراة أن الدفاع قدم أسوأ أداء ضد الزعيم العسكري، الذي يستحق على حد تعبيره الانتصار، مردفا قائلا : «إنها مفارقة كروية غريبة تلك التي عاشها فريقه في المباراتين الأخيرتين، حيث ظهر بوجه قوي أمام الرجاء البيضاوي بالرغم من الهزيمة، لكنه عاد ليتواضع في لقاء الجيش الملكي أداء ونتيجة، وفقد شخصيته القوية، وهو أمر غير مقبول».
ورفض فيلود تقديم تفسير مقنع للأسباب الحقيقية لتراجع أداء الفريق وفقدانه لهويته منذ تسلمه مقاليد إدارته التقنية في متم أكتوبر الماضي، حيث حقق مع الفريق الدكالي فوزين فقط، مقابل أربع تعادلات وخمس هزائم.
أما الإسباني كارلوس ألوس فيرير، والذي تذوق حلاوة الفوز الأول مع الجيش الملكي، فقد أبدى سعادته بما قدمه اللاعبين طيلة أطوار المباراة، مشيرا إلى أن فريقه قدم شوطا أول جيدا من الناحية الهجومية، قبل أن يضطر في الشوط الثاني إلى تغيير أسلوب اللعب، واستغلال كل فضاءات داخل رقعة الملعب، وهو «ما مكننا نسبيا من تسيد أطوار المباراة، وكنا منظمين دفاعيا، حيث أتيحت لنا فرص عديدة سجلنا من خلالها ثلاثة أهداف منحتنا الامتياز وثلاثة نقاط مهمة في بداية الشطر الثاني من البطولة».