الحرارة تتهدد الغابات وصحة المغاربة و 3 مدن مغربية ضمن تصنيف أكثر المدن العالمية حرّا

نتج عنها إقبال كبير على اقتناء المكيّفات والمروحيات

و»نزوح جماعي» نحو الشواطئ والشوارع

 

سجّلت بلادنا خلال الأيام الأخيرة موجة حرّ استثنائية لم يشهدها المغرب منذ سنوات، إذ سجلت درجات الحرارة مستويات قياسية في عدد من المدن التي لم تعتد على هذا النوع من الطقس في مثل هذا التوقيت، والتي زادت من حدّتها رياح «الشركي» التي حالت دون أن يتمكن الكثير من المواطنين، خاصة المسنين والمصابين بأمراض مزمنة من التنفس بشكل طبيعي، مما جعل عددا من الأطباء يدقون ناقوس الخطر وينبهون إلى هذه الوضعية، مشددين على ضرورة التقيد بجملة من النصائح، التي يأتي في مقدمتها الإكثار من شرب المياه، والمكوث في الظل خاصة خلال الفترة ما بين الظهيرة والعصر لتفادي ضربات الشمس والاجتفاف، وغيرها من التوجيهات الصحية الأخرى، لضمان سلامة الأشخاص، التي قد تكون معرضة للخطر كذلك بخروج الأفاعي والعقارب من جحورها، لاسيما في المناطق القروية والجبلية.
ووجدت عدد من المدن المغربية موطئ قدم لها ضمن قائمة المدن العالمية «الأكثر حرارة» خلال الأيام الأخيرة، إذ من بين 15 مدينة احتلت بن جرير المركز العاشر، تلتها القنيطرة في المركز 14 وبعدها مباشرة تارودانت في المرتبة 15. هذه الموجة من الحرارة المرتفعة دفعت بالكثير من المواطنين إلى البقاء ليلا وإلى ساعات متأخرة في الفضاءات العمومية بحثا عن متنفسات وبعض الرياح الباردة لعلّها تخفّف عنهم وقع الحرارة المرتفعة، في حين توجّه عدد كبير من المغاربة صوب الأسواق التجارية الكبرى ومحلاّت مختلفة لبيع التجهيزات الإلكترونية لاقتناء مكيّفات ومروحيات، حيث أكد عدد من مسؤولي هذه المحلات في تصريح لـ «الاتحاد الاشتراكي» على أن المخزون الذي يتوفرون عليه من أنواع المروحيات المختلفة، خاصة مها ذات «السعر المتوسط»، قد نفذت بشكل تام بسبب الإقبال الكثيف عليها، وشدد عدد منهم أن عملية بيع هذه التجهيزات قد حققت أرقاما قياسية مقارنة بنفس الفترة من سنوات فارطة.
وإذا كانت بعض الأسر قد توجهت خلال الأيام الأخيرة صوب الشلالات والسدود ومناطق جبلية باردة نوعا ما هربا من الحرارة، فإن أسرا كثيرة فضلت في المقابل «النزوح الجماعي» صوب الشواطئ للاستجمام ومواجهة هذه الموجة من الحرّ، الأمر الذي جعلها تعرف اكتظاظا واسعا، في حين شهدت المحاور الطرقية المؤدية لها اختناقا كبيرا بل وتسجيل بعض حوادث السير نتيجة لهذا الوضع. وتناقل مواطنون صورا توثق لوضعية الازدحام في طرقات بشمال المملكة وجنوبها، وعلى مستوى شواطئ محور الرباط الدارالبيضاء هي الأخرى وغيرها من الأماكن الأخرى، ونفس الأمر بالنسبة لرمال هاته الشواطئ التي اكتظت عن آخرها بالمصطافين، مما طرح تحديات أخرى تتعلق بالأمن والسلامة، ومنها ما يرتبط بالتدخل لمنع وقوع حالات الغرق، وهي الوضعية التي تعيد طرح أسئلة الجاهزية البشرية واللوجستيكية، خاصة مع ارتفاع عدد الحوادث المسجلة.
وإلى جانب ما سبق يعبّر عدد من الفاعلين البيئيين عن قلقهم من أن تؤثر موجة الحرارة التي تعرفها بلادنا على سلامة الغطاء الغابوي الذي تعتبر الحرائق أكبر عدو له، ويأتي هذا التخوف جراء الوضعية المناخية التي تعرفها بلادنا، إذ لاتزال صور عدد من الحرائق المهولة التي شهدتها غابات مختلفة حاضرة في الأذهان، مما يجعل المصالح المختصة تتعامل بجدية كبيرة وحزم مع مضمون النشرات الأخيرة الصادرة عن مديرية الأرصاد الجوية والتي تتزامن والخرائط التوقعية التي تنشرها الوكالة الوطنية للمياه والغابات، آخرها النشرة التي تتعلق بالفترة ما بين 26 يونيو الفارط و 4 يوليوز الجاري. ويطالب الفاعلون والمسؤولون في ظل هذه الوضعيات من المواطنين التعامل بكل حيطة وحذر في الغابات والإبلاغ عن رؤية أي دخان وكل ما يمكن أن يكون مثيرا للشك، لاسيما في ظل استمرار بعض السلوكات البشرية، التي قد يكون بعضها عفويا لكن البعض الآخر قد تكون له صبغة إجرامية.


الكاتب : n وحيد مبارك

  

بتاريخ : 02/07/2025