نبوءات المؤرخ والأنثربولوجي الفرنسي إمانويل تود
سنحاول في هذا المقال تحليل حيثيات الحرب الروسية-الأوكرانية وتداعياتها على أوربا والولايات المتحدة الأمريكية؛ هذه الحرب التي تعد آخر لعبة بين الغرب وتيار روسيا- الصين؛ إنها حربا ليست ككل الحروب التي خاضها الغرب نظرا لمفاجآتها وقدرة الطرف القوي فيها (روسيا) على الاستمرار والصمود. لقد برز خلال العقود السابقة إسم إمانويل تود ( Emmanuel Todd ) المؤرخ والأنثربولوجي الذي ينعت في الأوساط السياسية الغربية بالمتنبئ (Prophet) سيما أن نبوءاته حول سقوط الاتحاد السفياتي تحققت على أرض الواقع ومن خلال كتابه «هزيمة الغرب»( La défaite de l’Occident) سيحاول إمانويل تود الدفاع عن أطروحته حول السقوط الحتمي للغرب معتمدا على أدوات إجرائية وكمية.
صدر كتاب «هزيمة الغرب» سنة (2024) بفرنسا عن مؤسسة ( Gallimard) الفرنسية وبعد سنة ستصدر الطبعة العربية الأولى لهذا الكتاب عن مؤسسة «دار الساقي» على يد المترجم محمود مروَّة في حوالي 295 صفحة من الحجم المتوسط، وهي ترجمة لم يفلح صاحبها في نقل المعنى والحفاظ على أفكار الكتاب كما حددها إمانويل تود.
يتكون كتاب «هزيمة الغرب» من مقدمة وإحدى عشر فصلا وخاتمة وتذييل و هو امتداد لمشروع صاحبه القائم على تحليل البني الاجتماعية والاقتصادية والذهنية والثقافية والسياسية للمجتمعات الأوربية الغربية. إن مشروع إمانويل تود والذي بدأه منذ سبعينات القرن الماضي من خلال نشره لمقالات علمية حول نبوءة سقوط الاتحاد السوفياتي منذ 1976 يعززه التراجع الكبير للقوى النيو-إمبريالة ( أوربا الغربية والواليات المتحدة الأمريكية ) مما يجعل هذا المؤلف ثمرة أطروحته وتتمة لمشروعه « سقوط الإمبراطورية» وهو الكتاب الذي صدر منذ عقدين بعد صدور مؤلفه هزيمة الغرب؛ وهو مؤلف اعتبره العديد من المحللين والمثقفين نبوءة لكثير من التحولات التي حصلت بعد سنة 2002.
من هو إمانويل تود؟
إمانويل تود مؤرخ وأنثربولوجي وسياسي يعتمد في دراساته وأبحاثه وتحليلاته السياسية المنهج التاريخي الكمي – الديموغرافي كما هو الحال عند مؤرخي الحوليات من أمثال؛ جاك لوغوف وفرنسوا دوس ومارك بلوخ. ولد سنة 1951 في مدينة سان جرمان-أون-لي (Saint-Germain-en-laye) وقد سبق له أن عمل في المعهد الوطني للدراسات الديموغرافية (INED) بفرنسا وهو يعتبر من قامات المؤرخين الجدد للحوليات حيث درس المجتمعات الريفية في أوربا (فرنسا – إيطاليا – السويد) خلال القرنين 18و19 الميلاديين. وقد ارتكزت أبحاثه على تحليل هياكل الأسرة وأنماط عيشها ودورها في تطور وتحول البنى الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمعات الغربية. اعتمد إمانويل تود في كتابه، «هزيمة الغرب» موضوع الدراسة، منهجا علميا ديموغرافيا -كميا قائما على اعتماد مؤشرات وأدوات ديموغرافية و إحصائية (معدل الخصوبة، وفيات الأطفال، بنية الأسر، هرم الأعمار…) وقد كان من بين الأوائل الذين تنبأوا لسقوط الاتحاد السوفياتي منذ سنة 1976 حيث أنجز دراسة عنونها ب «السقوط الأخير» (La chute finale) ومن مؤلفاته كتاب «اختراع أوربا» و»كتاب مصير المهاجرين».
منهج المؤلف في كتابه
هزيمة الغرب:
اعتمد إمانويل تود منهجا تاريخيا رصينا أساسه التاريخ الاقتصادي-الديموغرافي من خلال جرده لعدة إحصائيات ديموغرافية تعزز طرحه؛ وفي هذا الصدد وبناء على هذه المعطيات الإحصائية الدقيقة سيوجه إمانويل تود انتقادا لاذعا للسياسات الغربية مقدما نظرة استشرافية متشائمة لحاضر ومستقبل الغرب بسبب ما ستؤول إليه الأوضاع والتي لن تكون في صالح المجتمعات الغربية التي لن ترضى ولن تعترف بهذه الهزيمة الحتمية. وقد استهل المؤلف كتابه بالحديث عن «مفاجآت الحرب الروسية – الأوكرانية العشر» والتي تجعلها حربا مختلفة تماما عن الحروب العالمية التي خاضتها القارة العجوز (الحربين الكونيتين الأولى والثانية). استشهد المُؤلِّف في كتابه بخطاب رسمي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين (Vladimir Poutine) المؤرخ في 24 فبراير2022 حول إعلانه دخول القوات الروسية دولة أوكرانيا في تحد سافر لحلف الشمال الأطلسي و بشكل لم تتكرر معه نكسة صيف1941؛ وفي هذا الصدد يقول « إن التمدد المستمر في البنى التحتية لحلف الشمال الأطلسي، والتهيئة العسكرية لأرض أوكرانيا، مرفوضان بالنسبة لنا». وحسب المؤلف فإن هذه الشهادة تزكي الوجاهة التاريخية والقانونية للقرار الذي اتخذه بوتين لعدة أسباب منها على سبيل المثال لا الحصر؛ توفر روسيا على صواريخ فرط صوتية في غياب تام للنقاش المخزي للديموقراطية الغربية خاصة في المملكة المتحدة وفرنسا؛ وبشكل نسبي في ألمانيا و الولايات المتحدة الأمريكية.
الاستثناء في الحرب الروسية-الأوكرانية: حرب روسية -أمريكية بالنيابة:
يرى صاحب الكتاب أن تمت عشرة مفاجآت ميزت الحرب الروسية – الأوكرانية مقارنة مع الحروب العالمية السابقة ومنها؛ كون هذه الحرب حدثت في أوربا بين دولتين ظلتا تسعيان إلى السلام الدائم. أما المفاجأتان الثانية والثالثة فتتعلقان بكون أوكرانيا لا تمثل سوى دولة متحاربة بالنيابة والوكالة عن الولايات المتحدة الأمريكية، وصمود الأوكرانيين ضد الروسيين رغم فارق التفوق العسكري بينهما. وهناك سبب آخر مرتبط بتداعيات ومخلفات سقوط الإتحاد السوفياتي (1991) المرتبطة بشيخوخة المجتمع وانخفاض الخصوبة والهجرة والفساد الإداري والمالي ( دولة وشعب معروضان للبيع). وحسب إمانويل تود فقد أصبحت روسيا بهذا المعنى دولة فاشلة (Failed State) وتحسبا لما يمكن أن تسفر عنه الحرب فقد تم تجهيز أوكرانيا بصواريخ ( Javelin) وأجهزة الرصد والتوجيه الأمريكية. ومن جهة أخرى تفاجأ الغرب بصمود الاقتصاد الروسي في تحد سافر للعقوبات الأمريكية ( استبعاد المصارف الروسية من منظومة Swift). ويرى صاحب المؤلف أن هذا الصمود مبرر بكون الروسيين تكيفوا مع عقوبات سنة( 2014 ) واستعدوا للاستقلالية في مجال تكنولوجيا المعلومات والمصارف؛ وبمعنى آخر فإن الأمر يتعلق ب (روسيا الحديثة) إنها ليست دولة نيو-ستالينية كما يزعم الغرب لتشويه هذا البلد بل إنها « خصم لابد من حمله على محمل الجد». أما المفاجأة الخامسة للحرب الروسية الأوكرانية فتتعلق بانهيار الإرادة الأوربية (فرنسا- ألمانيا) منذ أزمة 2007-2008. وقد اتخذت ألمانيا إجراءات احترازية وصفت ب (معاقبة الذات بقسوة) لما سمح المستشار الألماني أولاف شولتس (Olaf Schotz) أو بالأحرى، غض الطرف عن تدمير أنابيب الغاز(Nord Stream) بتنسيق مع دولتي أمريكا والنرويج. ومن جهة أخرى فإن ما يميز هذه الحرب، وهذه هي المفاجأة السادسة حسب إمانويل طود، هو ظهور المملكة المتحدة على أرض المعركة ولو بشكل خافت حيث سيكون لها السبق في إرسال عتادا حربيا عبارة عن صواريخ بعيدة المدى ودبابات ثقيلة لدعم أوكرانيا. وبالموازاة مع ذلك، ومن مفاجآت هذه الحرب، تلك التقارير الذي أصدرتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) والتي تفيد أن أمريكا عاجزة كل العجز على تزويد أوكرانيا بفعل العجز الذي أصبحت تعاني منه الصناعة العسكرية الأمريكية. وإذا ما أضفنا لهذا المعطى عاملا آخر متمثلا في العزلة الأيديولوجية للغرب فإن أطروحة إمانويل تود تكاد تكون مقبولة ولا يمكن دحضها.
ينطلق إمانويل تود من عدة مسلمات تجعل أطروحته مقبولة ولا يشوبها شك؛ ومنها أفول الغرب والولايات المتحدة الأمريكية بحكم تراجع قدرتهما الصناعية والعلمية لصالح الصين ودول جنوب شرق أسيا وبعض القوى الصاعدة. وكذا شيخوخة هرم السكان وأزمة التعليم وانخفاض المستويات المعرفية، بالإضافة الى الانقسامات الداخلية والثقافية والتي مردها أزمة التعليم و القيم. من جهة أخرى يحاول صاحب الكتاب دحض مقولة الغرب التي تذهب إلى القول بأن الصين وروسيا توجدان على حافة الانهيار وذلك بدليل أنهما قوتان صناعيتان قويتان وتتمتعان بتماسك اجتماعي- ثقافي قوي وتحملتا الصدمات الطويلة (العقوبات الأمريكية والغربية).
لقد اعتمد صاحب الكتاب عدة مؤشرات تثبت إلى حد ما بداية سقوط الغرب وأذياله والقوى التابعة له مباشرة بعد الحرب الروسية – الأوكرانية ومنها؛ أن الغرب لم يستطيع عزل روسيا بل ظلت هذه الأخيرة قادرة على الصمود من خلال استمرارية إنتاجها. وبالمقابل لوحظ تراجع الثقة في المؤسسات الغربية واحتكار النخب المالية والإعلامية للسلطة مع تسجيل تراجع كبير للنخب السياسية والمثقفة مما أدى إلى تحول الغرب من قوة منتجة إلى قوة مالية- خدماتية. هذا بالاضافة إلى تسجيل وملاحظة التراجع الكبير في الخصوبة الذي ستكون له تداعيات مستقبلا في إمكانية أن تحافظ القوى الغربية على هيمنتها على العالم. والراجح أن العالم سائر في اتجاه نظام تحكمه قطبيات متعدد تقودها أسيا.
فصول ومضامين الكتاب:
يجزم صاحب الكتاب في الفصل الأول من مؤلفه بالانهيار الحضاري للغرب باعتباره حتمية تاريخية وليس تعثرا مؤقتا. إنه انهيار تبرره معطيات ديموغرافية وثقافية من قبيل؛ التراجع العلمي والتكنولوجي وشيخوخة المجتمع، وتراجع الكفاءة المعرفية وفقدان النموذج الليبرالي لجاذبيته الأخلاقية والفكرية. وبالتالي فإن هزيمة الغرب حسب صاحب المؤلف هي حتمية وجودية وليست سياسية. وفي الفصل الثاني انطلق المؤلف من علم الديموغرافيا باعتباره مرآة تعكس انهيار الغرب معتمدا أدوات ومؤشرات إحصائية مثل؛ تراجع الولادات مقابل تفوق إفريقيا وأسيا في ارتفاع الخصوبة، وبقاء روسيا في استقرار نسبي، وكذا شيخوخة اليد العاملة وتراجع الإنتاجية، بالإضافة إلى أزمة التعليم مما يفسر أن القوة الديموغرافية للغرب لم تعد في صالحه وهو ما سينعكس سلبا على المؤسسات الاقتصادية والعسكرية والتجديد التكنولوجي. وضمن الفصل الثالث من الكتاب يشرح إمانويل تود حيثيات انتقال الغرب من اقتصاد صناعي إلى اقتصاد تتحكم فيه النخب المالية والخدماتية أفقدت الغرب القدرة في التحكم في موارده الطبيعية وتبعيته للصين وهو ما جعله اقتصادا قائما على « الرأسمال الافتراضي» وليس على ثروة حقيقة. وبالمقابل فإن الولايات المتحدة الأمريكية وضمن هذه التحولات الجذرية التي يعيشها الغرب ستفضل اعتماد سياسة «طباعة الدولار» للحصول على السلع العالمية وهي استراتيجية محدودة ستكون لها آثارا وخيمة على اقتصاد هذا البلد. وضمن الفصل الرابع، وهو من أهم فصول الكتاب، يقدم إمانويل تود شروحات لدعم أطروحته المفسرة لدور الحرب الأوكرانية- الروسية في تغيير موازين القوى الدولية؛ إنها صدمة الغرب الذي كان يعتقد أن روسيا لن تصمد أمام التكلفة الكبيرة للحرب، والعقوبات الصادرة ضدها، بيد أن الروس وسعوا من إنتاجهم الحربي، كما لوحظ نموا اقتصاديا بدل الانكماش الذي كان منتظرا من الغرب وبالمقابل لوحظ محدودية في الصناعة العسكرية الغربية. إن هذه الحرب، حسب إمانويل تود، أزالت حجاب الهبة على الغرب وفاجأته؛ ذلك أن روسيا الفيديرالية أبانت عن مجتمع متماسك وتمتع بمخزون مهم من الموارد الطبيعية، كما أبانت على قدرتها في التعبئة العامة ضد هذه الحرب.
عنون صاحب المؤلف الفصل الخامس بعنوان أكثر استفزاز للغرب والولايات المتحدة الأمريكية؛ وهو « الصين الوريث الشرعي لقيادة العالم» التي لم تعد معمل العالم بل تحولت إلى مركز للابتكار والتكنولوجيا، كما أن النظام السياسي لهذا البلد ورغم هنَّاته فهو يقدم استقرارا اجتماعيا واستراتيجيا؛ وإذا ما أضفنا له التحالف المتين مع روسيا، فإن الاحتكار الغربي بهذا المعنى وفي ظل هذه الظروف الجيو-استراتيجية والمتغيرات الدولية، قد انتهى؛ إننا حسب المؤلف أمام وحش أسيوي استطاع في ظرف قياسي أن يطور تعليمه ويبني قاعدة صناعية ضخمة مستفيدا من الذكاء الاصطناعي.
يحاول إمانويل تود في الفصل السادس من كتابه «هزيمة الغرب» الحديث عن أزمة الثقافة الغربية الليبرالية من خلال تسليطه الضوء عن متغيرين إثنين هما: الثقافة والقيم فقد لوحظ تراجع في الروابط الاجتماعية للغرب وسيره نحوى الفردانية المتطرفة بسبب تراجع الأسرة كمؤسسة تنظيمية وتربوية، وبالمقايل صعدت إيديولوجيات هوياتية حيث انقسم المجتمع الأوربي إلى اتجاه يميني وآخر يساري لقد فقد الغرب النموذج الأخلاقي لقيادة العالم.
إن هذه التحولات العميقة التي أصبح يعانيها الغرب والتي ليست في صالحه ستضطره إلى تأليب الإعلام الغربي على روسيا وحلفائها لمحاولة حفظ ماء وجهه؛ فالعالم اليوم يعيش وهْما غربيا مرده الصحافة الأوربية التي تحاول الدفاع عن تفوق الغرب وشيطنة محور الصين-روسيا رغم وجود مؤشرات تشير إلى العكس مما يعني أن الغرب يحاول ضمن مشروع إعلامي إخفاء الانهيار الداخلي للمجتمع الغربي الذي أصبح مفتقدا للأخلاق من أجل قيادة العالم بمعية الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا ما حاول تدقيقه إمانويل تود في الفصل السابع من كتابه.
خصص المؤُلِّف الفصل الثامن من كتابه للحديث عن إرهاصات النظام العالمي الجديد من خلال تسليطه الضوء على بعض ملامحه ومؤشراته؛ فالغرب لن يختفي لكن لن يعود بمقدوره العودة إلى موقعه الريادي. مقابل ذلك ستقتسمان الصين وشرق أسيا وروسيا و أوراسيا قيادة العالم وقد تظهر إلى الساحة كل من الهند وبعض الدول الإسلامية الصاعدة وهذه المتغيرات هي التي ستجعل الغرب راكدا لا يستطيع التعامل مع هذا النظام العالمي الجديد مستسلما للواقع الجديد.
ما الذي بقي من الغرب:
على سبيل الختم:
قدم إمانويل تود المؤرخ الاجتماعي- الاقتصادي، وهو الفرنسي الذي خبَّر البنيات الاجتماعية والثقافية والديموغرافية والسياسية للمجتمعات الأوربية، دروسا تضمنها كتابه «هزيمة الغرب» مؤكدا أن الغرب لم ينهزم عسكريا فقط بل هُزم حضاريا أمام مجتمعات أكثر شبابا وتماسكا وصناعة، دون أن يكلف الغرب نفسه الاعتراف بهذه لحقيقة المرة. ومن جهة يقدم صاحب المؤلف حلولا لتجاوز معضلة هذا الأفول وسقوط الحضارة الغربية وذلك باستعادة تعليم قادر على تجاوز المطبَّات التي ظل الغرب يعانيها لعدة عقود ، وذلك بتطوير آليات وأساليب الإنتاج، وبناء روابط اجتماعية وأسرية متينة، والتخلي عن أوهام الهيمنة. ومهما دافع إمانويل عن طرحه الرامي إلى إثبات سقوط الغرب وهزيمته باعتماده أدوات تحليلية كان له السبق في استعمالها إلا أن أفكار الكتاب الجريئة جرت عليه انتقادات حيث اتهم ونعث بأوصاف قدحية؛ فصحيفة «لوموند» مثلا وصفته بالمؤرخ «مغمض العينين» كما يرى البعض أنه قلم مأجور لصالح روسيا. وفي نظرنا فإن استخدام تود لمنهج التاريخ الطويل الأمد قد يكون مضللا على اعتبار أن الغرب له إمكانيات ممكن أن تجعله قادرا على تجاوز هذه المشاكل.
(*) أستاذ باحث في تاريخ المعاصر وأنثربولوجيا الثقافة

