الحسابات السياسية تدخل اتحاد طنجة في نفق مظلم

 

يبدو أن فريق اتحاد طنجة سيؤدي لا محالة ضريبة الحسابات السياسية، واستغلاله من طرف البعض لتلميع صورهم، وترويجها داخل المشهد العام للمدينة، مراهنين في ذلك على الشعبية الواسعة للفريق الأزرق في جهة الشمال.
إن اتحاد طنجة يعيش، وللموسم الثاني على التوالي، وضعا غير سوي، جعله يقبع في أسفل الرتيب بدل المنافسة على المراكز الأولى، بالنظر إلى الإمكانيات اللوجستيكية التي يتوفر فيها، خاصة وأنه يتواجد في قلب مدينة متحركة اقتصاديا، وتتوفر على واحد من أكبر المنشآت الرياضية على المستوى الوطني.
ورغم كل الوعود التي أمطرت، ورغم الحسابات التي ضربت، فإن واقع الحال أفرز لنا فريقا متواضعا، عجز عن توفير ما يسدد به أجور لاعبيه وأطره التقنية، رغم أنه في النصف الثاني من الموسم الماضي دخل السباق طولا وعرضا، ونجح في البصم على نتائج باهرة، حولته من فريق يقبع في ذيل الترتيب، إلى فريق قوي، تغلب على أكبر الأندية الوطنية، وحقق نتائج كبيرة، أنقذ بها نفسه من السقوط، الذي ظل يحيق به لأزيد من 17 جولة.
هذا الموسم، وأمام كثيرة الأحكام الصادرة لفائدة لاعبيه السابقين، وعدم قدرته على الاحتفاظ بركائزه، فقد فارس البوغاز هيبته، وحصد حتى الآن تسع نقط فقط، جمعها من فوز فواحد، وست تعادلات، وأربع هزائم، وهي حصيلة تقنية جد متواضعة.
ويخوض اللاعبون للأسبوع الرابع على التوالي إضرابا عن التداريب، بسبب إخلال المكتب المسير بالتزاماته، بعدما تعذر عليه صرف رواتبهم الشهرية ومنح المباريات، رغم التزاماته المتكررة اتجاههم.
وضع فجر غضب المناصرين، الذين أطلقوا سلسلة من المبادرات الاحتجاجية، بعدما وجدوا أن البلاغات الاستنكارية والتحذيرية لم تعط أكلها، فقرروا الخروج إلى الشارع، منددين بالأوضاع التي آل إليها اتحاد طنجة، الذي أصبحت وضعيته معقدة في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يعيشها، والتي جعلت عددا من اللاعبين يهددون بفسخ عقودهم، خاصة في غياب أي تواصل مع المكتب المسير الذي تركهم وشأنهم، بعدما فشل في إيجاد حلول عاجلة.
وكان اللاعبون قاب قوسين من الاعتذار عن خوض مباراة الفتح الرباطي، يوم الجمعة الماضي، حيث أنهم حضروا إلى الرباط قبل خمس ساعات فقط من موعد اللقاء، ومع ذلك عادوا بنقطة ثمينة.
إن الجماهير الطنجاوية تستغرب هذا التجاهل التام من قبل مسؤولي المنطقة ومنتخبيها، الذين اختاروا لتفرج على مأساة فريق يئن تحت وطأة العجز والخصاص، وضعف التدبير، مستنكرة لجوء المكتب المسير الحالي إلى استجداء العاشقين، وطرح بطاقة الوفاء لجمع التبرعات، بدل البحث عن موارد مالية يمكن أن تحل الأزمة.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 14/12/2023