في سياق الدينامية السياسية التي يعرفها حزب الاتحاد الاشتراكي، وتجسيدا لالتزامه الراسخ بمواصلة معركة البناء الديمقراطي، نظمت الشبيبة الاتحادية والفرع المحلي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بآيت يوسف وعلي، مساء السبت 15 مارس 2025، ندوة فكرية تحت عنوان «دور الأحزاب السياسية في ترسيخ البناء الديمقراطي: التحديات والآفاق». جاء هذا اللقاء في إطار فعاليات «ليالي الوردة» التي تضمنت برنامجا حافلا بالأنشطة الرمضانية لسنة 1446 هـ، حيث أطر الندوة سعيد الخطابي، الكاتب الإقليمي للحزب، وسط حضور نوعي شمل مناضلي الحزب والمنتخبين والطلبة ومجموعة من الفاعلين السياسيين والمجتمعيين.
افتتح الكاتب الإقليمي مداخلته بالتأكيد على الدور المركزي للأحزاب السياسية في تأطير المواطنين وتعزيز الديمقراطية والمساهمة الفعالة في صنع القرار السياسي، مشيرا إلى أن الأحزاب تشكل ركيزة أساسية لأي نظام ديمقراطي سليم عبر تمثيل تطلعات المواطنين وتقديم بدائل سياسية جادة وواقعية.
كما شدد على أهمية المشاركة السياسية باعتبارها حجر الزاوية في أي ديمقراطية سليمة، حيث تساهم في تعزيز الشرعية السياسية، وصياغة السياسات العامة وترسيخ الاستقرار والتصدي للفساد.
في هذا السياق، تم التطرق إلى المسار التاريخي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي كان ولا يزال فاعلا رئيسيا في التحولات الديمقراطية الكبرى التي شهدها المغرب. فمنذ تأسيسه، كان الحزب صوتا للنضال الديمقراطي، والمقاومة ضد الاستبداد، والدفاع عن الحريات والحقوق الاجتماعية، وهو ما جعله في طليعة الأحزاب التي قادت معركة التحديث السياسي وترسيخ دولة المؤسسات.
وأكد المشاركون أن الاتحاد الاشتراكي، سواء من موقعه في الحكومة أو المعارضة، كان دوما قوة اقتراحية وازنة، تساهم في صياغة البدائل، ورفع تحديات الإصلاح، وتعزيز دور المؤسسات المنتخبة، وتوجيه العمل الحكومي نحو سياسات أكثر عدالة وإنصافا.
ناقشت الندوة التحديات العميقة التي تواجه الأحزاب السياسية في المغرب، والتي تعيق دورها الحيوي في البناء الديمقراطي، ومن أبرزها:
تراجع الثقة الشعبية في المؤسسات الحزبية نتيجة تذبذب الأداء السياسي لبعض الأحزاب.
ضعف الديمقراطية الداخلية وغياب آليات شفافة في تدبير الاختلافات والتداول على المسؤوليات.
تأثير المال السياسي واللوبيات الاقتصادية في توجيه بعض الممارسات الانتخابية.
ضعف التفاعل مع المواطنين وعدم القدرة على مجاراة التحولات المجتمعية السريعة.
-نحو تطوير العمل الحزبي وتعزيز دور الشباب
في محور استشراف آفاق تطوير العمل الحزبي، أكد المشاركون على ضرورة:
إصلاح المنظومة الحزبية عبر تكريس الديمقراطية الداخلية، وفرض الشفافية في تدبير الشأن الحزبي.
وضع برامج سياسية واضحة وقابلة للتنفيذ تستجيب لانتظارات المواطنين الحقيقية.
تمكين الشباب والمرأة من مناصب قيادية داخل الأحزاب لضخ دماء جديدة في العمل السياسي.
تحقيق استقلالية الأحزاب عن الضغوط الاقتصادية والسياسية، حتى تظل وفية لمبادئها ومشاريعها المجتمعية.
استثمار التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التواصل مع المواطنين، خاصة في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
-تفاعل الحضور وتوصيات لتعزيز البناء الديمقراطي
شهدت الندوة نقاشا مستفيضا بين الحضور والمشاركين، حيث تم طرح مجموعة من التساؤلات الجوهرية حول:
كيفية استعادة ثقة المواطنين في الأحزاب السياسية؟
ما هي الإصلاحات المطلوبة لتعزيز الديمقراطية الداخلية داخل التنظيمات الحزبية؟
كيف يمكن الحد من تأثير المال السياسي على الانتخابات والمشهد الحزبي؟
كما تم الإجماع على ضرورة تعزيز الشفافية والمساءلة داخل الأحزاب، وتطوير آليات الرقابة الحزبية، وتعزيز دور المعارضة في تقويم العمل الحكومي عبر ممارسة نقد بناء وتقديم بدائل واقعية تخدم تطلعات الشعب المغربي.
أكدت الندوة أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سيظل، كما كان دائما، في صلب معركة الإصلاح الديمقراطي، باعتباره حزبا يساريا متجذرا في وجدان الشعب المغربي، وفاعلا رئيسيا في الدفاع عن القيم الديمقراطية الحداثية، وتكريس دولة القانون، وتعزيز دور المؤسسات المنتخبة، وتحقيق العدالة الاجتماعية.
ويواصل الحزب أداء رسالته النضالية، خصوصا من موقعه في قيادة المعارضة، بهدف بناء مغرب أكثر ديمقراطية وعدالة ومواطنة فاعلة، بما ينسجم مع تطلعات الشعب المغربي إلى مستقبل أكثر إشراقا.
الحسيمة : ندوة فكرية تناقش دور الأحزاب السياسية في ترسيخ البناء الديمقراطي: التحديات والآفاق

الكاتب : مراسلة خاصة
بتاريخ : 18/03/2025