تواصلت أمس بمراكش فعاليات مؤتمر الجمعية الدولية لتجارة طائرات النقل لمنطقة أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط (ISTAT EMEA)، بحضور وازن يضم أزيد من 1500 مشارك من كبار المسؤولين والفاعلين في شركات صناعة الطيران العملاقة وشركات النقل الجوي الكبرى والأبناك التي حضر عدد كبير من رؤسائها للمغرب،بحثا عن فرص لعقد صفقات تجارية وعن فرص شراكات هامة بملايير الدولارات .
هذا المؤتمر العالي المستوى، والذي دأب المنظمون على عقده في العواصم الغربية الكبرى، لم يكن أحد يعتقد أن بالإمكان أن يعقد يوما على أرض إفريقية، غير أن إصرار على بن المدني، الرئيس المدير العام لمجموعة ABL للطيران، على جلب هذه التظاهرة الدولية للمغرب ، كلل بالنجاح بعد أربع سنوات من اللوبيينغ والاتصالات الماراطونية من أجل إقناع الجمعية الدولية بتحويل اتجاهه نحو الوجهة المغربية.
وبينما حضر هذا المؤتمر كبار الرؤساء والمسؤولين عن الشركات الدولية الدولية العملاقة في قطاع الطيران (بوينغ إيرباص و «رولس رويس» و «إير فرانس» و»العربية للطيران»…) غاب المسؤولون المغاربة، سواء عن قطاع النقل الجوي (حكومة ورؤساء مصالح الطيران) أو الناقلة الوطنية (لارام)، علما بأن حضور المغرب في مثل هذه التظاهرات كان من شأنه أن يشكل فرصة لا تعوض من أجل البحث عن فرص وشراكات في منظزمة الطيران الذي تراهن عليه المملكة من أجل النهوض بنسيجه الاقتصادي.
علي بن المدني، الرئيس المدير العام لمجموعة ABL للطيران قال في حديث لـ «الاتحاد الاشتراكي» إنه يتفهم عدم حضور الجهات الرسمية لهذا الملتقى الدولي الهام، معتقدا أن الدعوة التي وجهت منذ أسبوعين للجهات الحكومية ولشركة الخطوط الملكية المغربية، ربما لم تكن لتتوافق مع أجندة المدعوين.
ويجمع الملتقى كبار الفاعلينالعالميين في مجال الطيران التجاري وتحتضنه بمساندة رئيسية،المجموعة الدولية ABL للطيران التي تتموقع كفاعل رئيسي في السوق الدولية لصناعة الطائرات.
ويملك المغربي علي بن المدني من خلال شركته ABL أسطولا عمليا يفوق 50 طائرة للنقل الجوي بقيمة إجمالية تناهز 4.5 مليار دولار، يقوم بكرائها أو بيعها لكبريات شركات النقل الجوي الدولية (أمريكان إير لاين، الخطوط التركية، العال الاسرائيلية ..) .وكفاعل أساسي في مجال تأجير الطائرات التجارية وتدبير أصول قطاع الطيران على المستوى العالمي، يعتقد بن المدني أن المملكة المغربية تتوفر على الكثير من الإمكانيات من أجل تطوير هذا القطاع،وبإمكانها أن تصبح رائدة على المستوى القاريعلى غرار ما وصلت إليه الخطوط الإثيوبية التي تهيمن على جزء كبير من السوق الإفريقية..
وبفضل النتائج التي حققتها وشراكاتها القوية، وبحضورها في القارات الأربع وبخبرتها الأكيدة في هذا الميدان، تمكنت شركة علي بن المدني من الالتحاق بمجموعة 54 مقاولة الأولى من هذا الصنف،وتتوفرعلى 5 مكاتب (نيويورك، دوبلان، الدار البيضاء، دبي وهونج كونج)، واستراتيجية موجهة حاليا نحو باقي إفريقيا.
وتواصلتأشغال المؤتمر على مدىيومي 19 و20 شتنبر الجاري، وقد عالجالمشاركون قضايا تنمية قطاع الطيران التجاري في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا. وتعتبر هذه المرة الأولى التي يحتضن فيها المغرب مثل هذا الملتقى. فمن خلال طرح مواضيع كالاستثمار والأمن وتجويد المبادلات والاستدامة للبحث والنقاش خلال المؤتمر، تتوخى الجمعية الدولية لتجارة طائرات النقل إيجاد حلول ملموسة للفاعلين الأساسيين في القطاع.
ويرى بن المدني أنقطاعالطيران التجاري يختزن العديد من الفرص، سواء بالنسبة لشركات الملاحة الجوية أو للمستثمرين. ف»من خلالتمكين المقاولين من مقارنة مكتسباتهم وتبادل الآراء حولها، سنفتح الباب أمام المزيد من الابتكار والنمو «. وأضاف ذات المصدر «نتطلع إلى المساهمة بقيمة مضافة حقيقية في مؤتمر ISTAT EMEA، وسنعمل على تعبئة كل الموارد اللازمة لنجعل ضيوف المؤتمر يعودون منه بأدوات جديدة ومعطيات جديدة، وعلى الخصوص، بأفكار نيرة ».
ويذكر أن بن المدني يعد من أبرز الشخصيات الصاعدة في ريادة الأعمال المتخصصة في قطاع الطيران ، وقد أسس علي بن المدني، الذي يعد رجل أعمال متعدد المشاريع، أول مشروع له وهو في سن الثانية والعشرين، هذا المشروع كان عبارة عن شركة معدات دعم أرضية أطلق عليها اسم Industries ABL ،إذ تمكن بفضل مشروعه الأول أن يقوم بتصدير معدات دعم أرضية للمطارات والشركات العاملة في تأمين عمليات من الولايات المتحدة إلى إفريقيا وأوروبا، وبعد فترة وجيزة، شارك في تأسيس شركةEstate Real ABL، المتخصصة في أسواق البيع والإيجار بباريس. مستلهما نموذج سوق Airbnb المبتكر، قام علي بإنشاء ”IncEasyGuests” وهي شركة تعنى بإدارة تأجير الممتلكات لمدة قصيرة، و تغطي 5 مدن بين الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا.