الحلم يتوقف من جديد عند محطة الربع … الفريق الوطني اختار الخروج من السباق بأداء سيء ومدرب «خواف»

توقف الحلم المغربي من جديد عند محطة ربع النهائي، بعدما فشل المنتخب الوطني في تقديم ما كان منتظرا منه أمام مصر، مساء أول أمس الأحد، في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا 2021، حيث رفض اللعب، واختار الخروج عن طواعية من السباق نحو اللقب القاري الثاني.
لقد أظهر الفريق الوطني، تحت قيادة المدرب وحيد خاليلوزيتش جبنا كبيرا، وترك المبادرة للفراعنة، الذين كانوا أكثر حرفية، وأصروا على الفوز، رغم أنهم كانوا متخلفين في النتيجة منذ الدقيقة السابعة، بهدف سفيان بوفال من ضربة جزاء، أعلن عنها الحكم السينغالي «ماخيطي نداي»، بعد العودة إلى تقنية الفيديو. هذا الامتياز لم يستفد منه الناخب الوطني، الذي كان عليه رفع درجة الخطورة على مرمى الحارس المصري أبو جبل، واستغلال المساحات الفارغة التي كان يتركها الفراعنة، بفعل اندفاعهم بحثا عن هدف التعادل، لكن المدرب وحيد، فضل الانكماش في منتصف الملعب، واعتماد أسلوب لم نعهده في أداء الفريق الوطني، حيث غاب الاستحواذ على اللعب والضغط على مرمى الخصوم، ونقل الخطر إلى معترك عمليات الفريق الخصم، فحتى المهاجم يوسف النصيري كان يتراجع إلى الخلف، وقد لاحظنا كيف أنه أبعد إحدى الكرات من معترك العمليات.
لقد كانت الاختيارات التقنية والتكتيكية، التي اعتمدها «وحيد» غير موفقة البتة، حيث استغرب الجميع كيف أنه أشرك منير الحدادي منذ البداية، رغم أنه ظل ملازما لكرسي الاحتياط في كل مباريات الفريق الوطني، كما منح الرسمية لأيمن برقوق، الذي تراجع مستواه كثيرا، وأجلس عمران لوزا إلى جانبه في دكة البدلاء، وهو الذي كان رسميا في كل المباريات التي خاضها الفريق الوطني في دورة الكاميرون، وحتى عندما تدخل عقب استقبال شباك الحارس بونو هدف التعادل من أجل إعادة تموضع اللاعبين، عمد إلى إخراج سفيان بوفال، الذي كان وجوده في الملعب مزعجا لخط الدفاع المصري، رغم أنه لم يكن بنفس درجة الفعالية التي ظهر بها في اللقاءات السابقة، وفي المقابل ترك الحدادي، الذي كان خارج اللقاء، والذي كان سببا في استقبال مرمى الحارس بونو هدف التعادل، بعدما كسر مصيدة التسلل، ومنح الامتياز لمحمد صلاح الذي كان وحيدا دون رقابة، فأسكن الكرة بسهولة مرمى الحارس بونو (د 53).
لقد كشفت هذه المباراة الوجه الحقيقي لمنتخبنا الوطني، تحت قيادة المدرب البوسني، وأيقظتنا من «حلم الغفلة»، رغم أن هذا المدرب لم يكن يقنع في المباريات، وأظهر عنادا لا مثيل له، وفرض عجرفته علينا جميعا، لكننا كنا نقول مع أنفسنا «يمكن عندو الحق»، خاصة عندما أصر على إبعاد حكيم زياش ونوصير المزراوي، رغم قيمتهما الكروية الكبيرة، ورغم الإضافة التي كان سيمنحها تواجدهما للمجموعة الوطنية، فرفضنا الخوض في التفاصيل السلبية، وفضلنا مصلحة الفريق الوطني ودعم استقراره، رغم أننا على يقين بأن القاطرة تسير بشكل عشوائي، وأن الربان «غير متزن» وفاقد لضوابط الحكمة.
إن خوفنا كبير من أن يؤثر هذا الإقصاء على مستقبل الفريق الوطني، المقبل في شهر مارس القادم على مباراة فاصلة أمام الكونغو الديمقراطية، برسم تصفيات مونديال قطر 2022، لأن أي قرار غير محسوب في هذا الظرف يمكن أن تكون له تبعات سلبية، قد تعصف بحلم بلوغ المونديال.
صحيح أن عقد المدرب يتضمن أهدافا فشل في تحقيقها، وأولها بلوغ نصف نهائي البطولة القارية، وصحيح أنه لم يعثر على تشكيلة قارة، حيث أخلص لعادة سيئة للغاية، تجلت في كثرة تغييراته، وعدم استقراره على مجموعة محددة بعينها، وصحيح أن محيط الفريق الوطني يضم أشخاصا وجب إبعادهم، والتخلص منهم فورا، لأنهم لم يقدموا أي شيء للفريق الوطني، وفي مقدمتهم مصطفى حجي، الذي اشتغل مع ثلاثة مدربين، دون أن «يمسسه لقجع بسوء» وصحيح أن حجم الغضب والاستياء كبيرين، إلا أن الظرف الحالي يقتضي خلوة مع النفس واستشارة ذوي الاختصاص التقني، واتخاذ قرار يخدم مصلحة الفريق الوطني بالدرجة الأولى، حتى لا يضيع كل هذا الجهد عبثا، خاصة وأن مباراة واحدة تفصلنا عن حلم المونديال، والذي سيكون بلوغه أحسن تعويض عن هذا الإخفاق.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 01/02/2022