الحي الحمدي بالدار البيضاء يخطو خطوته الأولى في إرساء مهرجان ظاهرة المجموعات «الغيوانية»

«مرحبا بالحضور بمناسبة هذا العرس الذي انتظرناه في أكثر من محطة، واليوم يتحقق لأسباب وأهداف سنتطرق إليها خلال هاته الجولة في ربوع المهرجان التي ستدوم منذ اليوم إلى غاية يوم الأحد 14 غشت»؛ بهاته الكلمات، افتتح الإعلامي أحمد طنيش بصفته عضوا في إدارة المهرجان المكلف بالتواصل، خلال الندوة الصحفية المدرجة ضمن فعاليات الدورة الأولى لمهرجان ظاهرة المجموعات المنظم من طرف مقاطعة الحي المحمدي تحت شعار: «الوفاء.. لنصف قرن من العطاء» التي عرفها فضاء الخزانة البلدية للحي المحمدي مساء يوم الخميس 11 غشت الماضي.
وقد حضر من المنظمين كل من حسن رايس الكاتب والصحفي الباحث المهتم بفن المجموعات وابن الحي المحمدي، وكذا مروان الراشدي، الجمعوي والمستشار بمقاطعة الحي المحمدي بصفته مدير المهرجان، وأيضا يوسف الرخيص، رئيس مقاطعة الحي المحمدي، ثم رئيس فرقة تكادة الفنان الدخوس الروداني، للإجابة على أسئلة مختلف ممثلي المنابر الحاضرة في اللقاء، فضلا عن الحضور المكون من باقي المستشارين والمهتمين بشأن الحي المحمدي الذين أتوا كضيوف اللقاء الصحفي، والذين أغنوا النقاش الذي قال عنه أحمد طنيش إنه جزء من فعاليات المهرجان، وليس فقط نشاط يعلن عن انطلاقه كما هو معتاد في الكثير من تنظيمات المهرجانات.
مداخلات المنظمين ركزت بالأخص على سبب نشأة فكرة المهرجان والهدف منها، مع سرد تاريخ المجموعات وارتباطها بالحي المحمدي، كما انصبت المداخلات على الميزانية التي رصدت له وكذا البرنامج العام.
وحسب الورقة التعريفية للبرنامج، فإن دواعي التنظيم انطلقت من اعتبار أن الحي المحمدي هو مهد الحركة الغيوانية التي أعطت زخما للمجموعات التي تجاوزت الحي المحمدي، لتعم جل مدن المغرب، بل وتغنت هذه المجموعات بجميع اللهجات المغربية من عربية ودارجة وأمازيغية وزيانية وحسانية، ناهيك عن أن الأغنية المجموعاتية حازت على جوائز عالمية تمثلت في الجوائز التي نالها المرحوم السوسدي بالمهرجان العالمي للأغنية الملتزمة بروسيا، وما تفوق خلاله المرحوم الوز في ملتقى الإيقاعات بالهند.في بداية ظهور هاته الحركة في سبعينيات القرن الماضي كان الحي المحمدي يعج بالمجموعات مثل ناس الغيوان، وتكادة ولمشاهب وأهل الخلود وأهل الحضرة ولرفاك ولرصاد.
نتيجة لكل هذا، وحسب العديد من المتدخلين من المنظمين في المقاطعة وخارجها، فإنهم توحدوا حول فكرة تنظيم المهرجان، واسترجاع حق الاحتفاء بالمجموعات، والعودة بها إلى منبعها دون السقوط في الشوفنية أو التعالي على المناطق والمدن التي تحتفل بالمجموعات، مع ضرورة توثيق تاريخ الحركة الغيوانية. فالحي المحمدي يعج بأماكن وصور بإمكانها أن تصبح معرضا يعكس هاته الحركة، وبإمكان الحي المحمدي انطلاقا من كل هذا أن يؤثث لفضاء مهرجانات وأن يكون له مهرجان خاص به يرد الاعتبار لرواد الحركة الغيوانية، ويبقى إرثا للأجيال المقبلة .
انطلاقا من هذا، تمت برمجة فعاليات المهرجان لتعكس الفكرة الأصل وقد توزعت كالتالي:
يوم الخميس 12 غشت، افتتح معرض ذاكرة المجموعات في الساعة السادسة مساء، ثم انطلق مهرجان ظاهرة المجموعات في نسخته الأولى، على الساعة السابعة بسينما «ميراج».
يوم السبت 13 غشت كان للمهتمين موعد مع ندوة حول «مسار ظاهرة المجموعات بين التوثيق والإعلام والبحث الأكاديمي»، على الساعة الرابعة مساء بالخزانة البلدية للحي المحمدي ثم سهرة مجموعات الإستمرارية على الساعة الثامنة مساء بالمركب الثقافي الحي المحمدي
ويوم الأحد 14 غشت، نظمت ندوة تحت عنوان «ظاهرة المجموعات من الرواد إلى الإستمرارية « وذلك في الساعة الرابعة مساء بالخزانة البلدبة للحي المحمدي. وفي الساعة السابعة، انطلقت سهرة رواد ظاهرة المجموعات بسينما الميراج بالحي المحمدي.
السهرة الافتتاحية التي احتضنتها سينما ميراج، عرفت تجاوب الحضور مع مسرحية من تقديم فرقة تكادة التي ركزت على نشأة المجموعات في الحي المحمدي منذ بداية الاستقلال وتاريخ هذه الحي وسرد لأهم المناطق الشهيرة به.
أما مجموعة ناس الغيوان وعلى راسهم القيدوم عمر السيد، فقد جعلت الحضور يرقصون على ربيرتوار المجموعة، ويستعيدون ذكرياتهم مع حفلاتها، خاصة من طرف جيل السبعينات والثمانينات..
وبالفعل فقد عرف بهو سينما ميراج التي احتضنت سهرة الافتتاح، تنظيم معرض لصور المجموعات وبعض من المقالات التي كتبت حول الظاهرة، كما أن الشاشة داخل القاعة كانت تستعرض مقاطع من سهرات المجموعات..
وقد تميزت السهرة الأولى بإلقاء كلمات من طرف كل من رئيس المقاطعة يوسف بورخيص وكذا رئيس مقاطعة الفداء الذي كان من بين الحضور الذين أتوا لدعم المهرجان في خطوته الأولى، وأيضا مروان الراشدي بصفته مدير المهرجان الذي ركز على أهمية هذا المهرجان بالنسبة للمقاطعة التي ينتمي إليها، وبالنسبة للحي المحمدي منبع الفنانين الذين رسخوا أسماءهم في البلاد، وكذا للتذكير بالأنشطة التي سيعرفها المهرجان.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 15/08/2022